أحدث الأخبار
كتبت: سها النقاش
قال مدونون اليوم إن التدوين مازال دوره مستمراً رغم الحاجة إلى أشكال أكثر سرعة مثل التغريد على تويتر وقت تسارع الأحداث.
وخلال ندوة نظمها موقع "أصوات مصرية" اليوم واجتمع فيها مدونون أربعة هم وائل عباس ونوارة نجم ووائل خليل وليليان وجدي، قال وائل عباس إن طريقة التغطية في التلفزيون ذاته تغيرت وتطورت فأضيف إليها وقت حرب العراق مثلاً شريط الأخبار أسفل الشاشة لمتابعة أكثر آنية.
وأضاف عباس أن المدونات في بدايتها كانت تدور في أجواء الشعر والثقافة والتحليل والفلسفة وتحول الأمر إلى احتياج من قبل الناس لمعرفة ما يحدث بسرعة من خلال 140 حرف وصورة لحدث يجري الآن ينقل في التو.
ورأت نوارة نجم- صاحبة مدونة جبهة التهييس الشعبية- أن التدوين لم ينته دوره بسبب التطور في الأحداث. وقالت إنها شخصيا ظلت لفترة مبتعدة عن مدونتها وعادت للكتابة فيها مؤخراً "لأن الأحوال تسمح الآن بأن نشرح وجهة نظرنا. أرى أن هناك مخاضاً ثانياً يحدث في مصر ويحتاج الإعداد له".
وقال الناشط السياسي والمدون وائل خليل - صاحب مدونة "ويلك"- إنه يرى أن تويتر تحديداً أحدث مشكلة في التدوين وتغيير في طبيعة التدوين، لأنه قدم وسيطاً متاحاً ويوصل الفكرة بسرعة.
ولفت خليل في الندوة التي عقدت اليوم بمقر موقع "اصوات مصرية" في مكتب رويترز إلى اعتقاد البعض أن محتوى تويتر مختلف عن الواقع معلقاً بأنه منتدى كامل لا يعكس مجرد نعم أم لا أو أغلبية وأقلية بل يعتبر مؤشراً متكاملا ًعلى قوة تأثير قضية ما.
واستشهد خليل بما حدث عند طرح وثيقة الأحزاب التي طرحت في أكتوبر 2011 التي كانت التعليقات على تويتر كفيلة بإنهائها في المهد دون النزول للشارع.
أما ليليان وجدي – صاحبة مدونة "الكونتيسة الحافية"- فقالت إنها "قبل الثورة كانت تعمل في الصحافة التقليدية وبعدها تحولت للصحافة الشعبية وكان التدوين سببا غير مباشر في إبعادها في وظيفتها".
وعن الفارق بين أحوال حرية التعبير قبل وبعد الثورة قال وائل عباس إن الإعلام مازل كما هو لم يتغير بكل عناصره : "النقابة وقانون اتحاد الإذاعة والتلفزيون والخطاب الإعلامي به استقطاب حاد وبالتالي فمازلت بحاجة للوسيلة التي بدأت بها لأصل لكل الناس".
وأما وائل خليل فرأي أن ميزة التدوين أنه مساحة "ملكك تماماً أنت الذي تضع شروطها وتسخر فيها أم تتكلم جد".
وبشأن الحياد في التدوين لفتت ليليان وجدي إلى أن "المواطن الصحفي ليس مطلوبا منه أن يكون محايداً لكن المطلوب منه أن يلتزم بالحقيقة . هذا هو الفرق وهذا الذي يبني ثقة ".
وأشارت وجدي إلى الوعي الذي تكون عند المتلقي للأخبار لأنهم يتحركون بناءً عليها فأصبح لديهم دافع قوي للتحقق منها وعملية التحقق من صحة المعلومة أو الصورة المتداولة أصبحت تتم في أقل من خمس دقائق.
وذكّر وائل خليل بعدة أمثلة كشف فيها عن صور مزيفة بُثت عبر الأنترنت مشيراً إلى أن عملية الكشف في ذاتها هي جزء من عملية التعلم التي تتم بالممارسة.
ورداً على سؤال بشأن محاولات لجمع المدونين في كيان واحد قالت نوارة نجم أنه كانت هناك محاولات وكلنا رفضناها مشيرة غلى محاولة لميثاق شرف للمدونين طرح عام 2007 وشبهت هذه المحاولات بمحاولات " دهان الرصيف بالبوية".
وعن ذات الموضوع أشار وائل عباس أن التدوين بطبيعته عمل فردي وليس جماعي لكن مثلا يمكن أن يكون هناك اتجاه جماعي عندما نتشارك في حملة للإفراج عن أحد من السجن مثلا.
وأضاف عباس أن دافعه الأصلي للتدوين هو ما رآه يحدث في الإعلام الرسمي التقليدي عندما "تهنيء صحف المعارضة الرئيس بعيد ميلاده مثلا، ولا أجد أي حديث عن الأقليات ، الملحدين ، المثليين ...إلخ " وهو ما وصفه بالـ"تهريج".
ولفت عباس إلى كون التدوين يحدث دون انتظار راتب وبأدوات بسيطة ذاتية التمويل ودون اتباع لسياسة تحريرية في إطار مؤسسة وبالتالي فالدافع الشخصي حاسم .
وأضاف وائل خليل أن جزء من التأثير وسائل التواصل الاجتماعي يأتي من تبني الإعلام التقليدي للقضايا المطروحة فيها وبالتالي تحصل على انتشار في مساحات أوسع جمهوراً.
وبشأن الملاحقات الأمنية التي يتعرض لها المدونون وهل مازالت تحدث بعد الثورة قالت نوارة نجم إن "المراقبة لم تعد من أمن الدولة فقط بل أصبحت من جهات وأطراف سياسية أخرى" لكنها لم تسمّها.
وقالت نوارة نجم " الثورة مستمرة وأنا أعمل في ماسبيرو وأرى بنفسي أن لا شيء تغير فعلياً... الميزة في الثورة أن كل واحد منا اكتشف إنه مش لوحده" في إشارة إلى اكتشاف القدرة على الفعل الجماعي.
وختاماً قالت ليليان وجدي " مازال هناك نظام يلعب نفس اللعبة ومعارضة تحاول الدفع بالخطوط الحمراء للوراء. المفترض أن الثورة قامت لتغير كل هذا".
واختتم وائل عباس كلامه قائلا غن النظام كان لديه منابر للتنفيس المحسوب والمسكوت عليه لكن بعد الأنترنت أصبحت المعارضة خارج السيطرة وهذا ما أثر في الوعي الجمعي وأدى لثورة.
ورأي وائل خليل في ختام حديثه أن الثورة أجابت على سؤال هل الانترنت مساحة للتنفيس فقط أم لا، فقد تحولت مساحات التعبير والكلام إلى مساحات للتحرك والفعل .