وزير الخارجية سامح شكري في الجلسة الطارئة لمجلس الأمن بنيويورك، 18 فبراير 2015- رويترز
أعرب وزير الخارجية سامح شكري، اليوم الثلاثاء، عن قلق مصر إزاء تعثر مسار الحوار بين الأطراف الليبية، وعجز المجتمع الدولي عن توفير الضمانات لتنفيذ الاتفاق السياسي الموقع في شهر يوليو الماضي وتشكيل حكومة الوفاق الوطني.
والتقى شكري اليوم، على هامش زيارته الحالية لنيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، مع جيفري فيلتمان وكيل السكرتير العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية،
وقال المتحدث باسم الخارجية المستشار أحمد أبو زيد، في بيان تلقت أصوات مصرية نسخة منه، إن شكري تناول -خلال اللقاء- عددا من الملفات الإقليمية الهامة مثل ليبيا وسوريا واليمن، بالإضافة إلى التصعيد الإسرائيلي الأخير ضد المسجد الأقصى وسبل مواجهته.
وكانت الأمم المتحدة سلمت، أمس الإثنين، الفصائل الليبية المتحاربة المسودة النهائية لاتفاق السلام من أجل إنهاء الصراع. والاتفاق -الذي ترعاه الأمم المتحدة بعد أشهر من المفاوضات المتعثرة- يهدف إلى إنهاء القتال بين حكومتين متنافستين وقوات متناحرة وهو الأمر الذي جعل ليبيا على شفا الانهيار بعد أربع سنوات من سقوط معمر القذافي.
وأضاف المتحدث أن شكري نقل أيضا قلق مصر البالغ نتيجة تدهور الأوضاع الإنسانية في سوريا بشكل متزايد بات يخرج عن نطاق السيطرة، موضحا أن ذلك ما هو إلا انعكاس لضخامة الأزمة السياسية وتعقيداتها، وأهمية التحرك العاجل لتنفيذ مقررات اجتماع "جنيف1" باعتبارها الأساس الذي توافق عليه المجتمع الدولي لحل الأزمة السورية.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون عيّن، اليوم، رؤساء أربع مجموعات عمل لسوريا، وذلك في خطوة باتجاه إجراء محادثات يتوقع أن تتباحث الأطراف المتصارعة فيها حول سبل تنفيذ خارطة طريق لإحلال السلام.
وأوضح المتحدث، بحسب البيان، أن شكري أكد أيضا على الدور الهام الذي يضطلع به مبعوثو الأمم المتحدة في متابعة تنفيذ قرارات مجلس الأمن فيما يتعلق بقضايا المنطقة، مشيرا إلى خطورة تجاهل تلك القرارات أو الانتقائية في تنفيذها.
وأشار المتحدث باسم الخارجية إلى أن القضية الفلسطينية حظيت بشق كبير من محادثات شكري وفيلتمان، حيث اتفق الجانبان على خطورة التصعيد الإسرائيلي الأخير ضد المسجد الأقصى، وتأثير ذلك على تقويض جهود أحياء عملية السلام.
وشدد شكري لفيلتمان على ضرورة أن تؤكد الأمم المتحدة على احترام المقدسات الإسلامية في فلسطين باعتبارها خط أحمر لا يجب تجاوزه.
وشهدت باحة المسجد الأقصى على مدار الأيام الماضية مواجهات واسعة بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية أصيب فيها العشرات بالطلقات المطاطية والغاز المسيل للدموع إضافة إلى إصابة عدد من الجنود الإسرائيليين بالحجارة.
ويتهم الفلسطينيون إسرائيل بمحاولة تقسيم المسجد الأقصى زمنيا بين المصلين المسلمين واليهود، بحيث يتم تخصيص وقت محدد لدخول المصلين اليهود دون السماح بوجود مصلين مسلمين.