ما بين سوء الطقس وضعف الدخل.. صيادو مصر إبحار ضد التيار

الإثنين 01-02-2016 PM 10:54
ما بين سوء الطقس وضعف الدخل.. صيادو مصر إبحار ضد التيار

مراكب صيد أمام شاطئ مدينة بورسعيد - رويترز

كتب

كتب: سعادة عبد القادر

يخرج الصيادون من منازلهم كل صباح ووجهتهم إلي المسطحات المائية (بحار، بحيرات) آملين في أن يعودوا براتب يومي 50 جنيها يعينهم على قضاء حوائجهم.

في ليالي الشتاء الباردة يتوقف العديد من الصيادين عن الخروج للعمل خوفا من غرق المراكب التي يعملون عليها لسوء الطقس، ومع انخفاض مرات التفتيش على سلامة المراكب تزداد فرص غرق الصيادين بسبب الأحوال الجوية السيئة التي لا تتحملها مراكبهم الضعيفة.

يعوض الصيادون انقطاعهم عن العمل بسبب سوء الأحوال الجوية باقتراض الأموال من أصدقائهم وأقاربهم لتلبية متطلباتهم وأسرهم، مع وعد بسداد المبالغ المقترضة في فصل الصيف حيث يكثر العمل في المهنة مع اعتدال حالة الطقس.

غرق مراكب

أحمد المغربي عضو نقابة الصيادين بمحافظة دمياط، هو أحد من يعانون هذا الشتاء بسبب الأحوال الجوية، يؤكد أن هناك حالات لمراكب غرقت بسبب الجو السيء منها مركب صيد (زينة البحرين) التي غرقت قبيل السواحل السودانية الأسبوع الماضي.

المغربي، ذو الأربعين ربيعا، يقول إن غالبية الصيادين يعانون من انخفاض في دخلهم في فصل الشتاء نتيجة برودة الجو وتقلبات الطقس التي تؤدي إلى ارتفاع الأمواج بالبحار إلى 20 مترا، وهروب الأسماك من سطح البحر إلى أقصى القاع لشعورها بالدفء ما يجعل الصيادين يبحرون لمسافات طويلة بعرض البحر أو الصيد بجانب السواحل الأكثر دفئاً.

إحصاءات

وبحسب رضا الجزار، نقيب الصيادين بمحافظة دمياط، يبلغ عدد الصيادين المسجلين بمختلف مناطق الصيد 16 ألف صياد وضعف هذا العدد غير مسجل، لافتا إلى أن عدد مراكب الصيد المرخصة 1740 قاربا شراعيا و4826 مركبا تعمل بمحرك.

ويوضح عميد كلية المصايد بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، الدكتور علاء الحويط، أن فقر المياه الإقليمية من النيتروجين والفوسفات وهما عنصران مهمان لنمو الأسماك أدى إلى انخفاض كثافة الذريعة السمكية ما قلل من الإنتاج اليومي للصيادين وجعلهم يسعون للصيد بالمياه الدولية للصيد بمراكب من الممكن أن تكون غير مؤهلة.

ويقول الحويط إنه من المفترض أن تقوم هيئة السلامة البحرية بالتفتيش على مراكب الصيد كل عام والتأكد من سلامتها وخاصة تلك التي تحمل تصريح صيد بالمياه الدولية حتى تكون صالحة للإبحار في مياه عميقة.

شيخ الصيادين المصريين، بكري أبو الحسن، يقول إن هناك نوعين من التراخيص التي تحصل عليها المراكب، الأول هو ترخيص بالصيد في المياه الإقليمية، والثاني هو ترخيص بالصيد في المياه الإقليمية والدولية.

المعاناة

يقول عبد الله الشاعر، صياد من محافظة الدقهلية إنه لا يتحمل العمل والمخاطرة بحياته في أيام الشتاء الباردة والتي تكون فيها أمواج البحار أو المسطحات المائية المخصصة لصيد الأسماك مرتفعة للغاية، ما يجعل مراكب الصيد عرضة للغرق أو الاصطدام بالصخور والشعب المرجانية بعد فقد قائد المركب للسيطرة عليها من شدة الأمواج.

وأكد الشاعر أنه يقترض الأموال من أصدقائه وأقاربه في فصل الشتاء نتيجة توقفه عن العمل لسوء الطقس واحتياجه وأسرته لمتطلبات الحياة اليومية، مشيرا إلى أنه يسدد المبالغ التي يقترضها في فصل الصيف والذي يكثر فيه عمل الصيادين بالبحر لاعتدال الطقس.

أشرف حمادة الصياد بمحافظة البحيرة لا يختلف حاله كثيرا عن حال الشاعر، إلا في المخاطرة بحياته والخروج للصيد في عرض البحر مضطرا إلى ذلك من أجل توفير لقمة العيش.

"الصياد ده أرزقي بيشتغل اليوم بيومه، ولو بطل يوم مش هيلاقي ياكل" هكذا يحكي حمادة عن حال الصيادين، مؤكدا أنه حتى مع الخروج للعمل في ظل ظروف طقس صعبة فإن الأسماك تهرب من شدة البرد إلى قاع البحر حيث الدفء، ما يقلل من كمية الأسماك التي يتم اصطيادها.

طه الشريدي أحد الصيادين بمحافظة الدقهلية، يحكى عن أن المركب التي يعمل عليها كانت تتعرض في أحيان كثيرة إلى الغرق نتيجة سوء الطقس، لكنهم كانوا يحاولون بشق الأنفس إنقاذها من خلال السير قرب المناطق الضحلة غير العميقة، والمكوث بها لحين هدوء الجو ومن ثم مواصلة الصيد.

نصائح النقيب

رضا الجزار نقيب الصيادين بدمياط، ينصح جميع الصيادين بعدم الذهاب إلى الصيد خاصة في ليالي الشتاء الباردة للحفاظ على الأرواح، والحد من حودث غرق المراكب.

ولفت الجزار إلى غرق مركب صيد بالقرب من ميناء دمياط خلال فصل الشتاء الجاري، ووفاة 5 أشخاص، مرجعا سبب غرق المركب إلى خروجها للصيد في ظل ظروف طقس قاسية، بالإضافة إلى أنها كانت غير مؤهلة للإبحار في مياه عميقة.

وطالب الجزار الصيادين بمشاهدة أو سماع النشرات الجوية من خلال الراديو لمعرفة حالة الطقس وسرعة الرياح وهطول الأمطار قبل اتخاذ قرار النزول والصيد بعرض البحر.

وشدد الجزار على ضرورة تركيب أجهزة التتبع والجي بي إس والبوصلات وأجهزة الاتصال اللاسلكية على ظهر كل مركب لسهولة التواصل مع المسطحات المائية وحرس الحدود في حالة حدوث أي مكروه للمركب في عرض البحر.

تعليقات الفيسبوك