أحدث الأخبار
كتبت: رانيا أحمد
لم تفلح حملات مناهضة ختان الإناث في مصر، التي استمرت منذ التسعينيات حتى الأن في خفض معدلات هذه الممارسة، فمازالت نسب الفتيات المختنات مرتفعة وصلت إلى 91% حسب تقارير اليونيسف.
وقالت عزة العشماوي الأمين العام للمجلس القومي للطفولة، إن إهمال ظاهرة ختان الإناث وعدم وضعها على أجندة الدولة خلال الخمس سنوات الماضية أدى إلى تفاقهما وتزايدها بشكل ملحوظ.
وأقرت اليونيسف يوم 6 فبراير، يوما عالميا لرفض تشويه الأعضاء التناسلية للإناث (ختان الإناث)، بهدف توعية المجتمعات بخطورة هذه الممارسة والحد منها.
بلغ معدل انتشار ختان الإناث وفقاً لتقرير المسح الديمغرافى والصحى لمصر عام 2008، إلى نسبة 91,1٪ بين النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 إلى 45 سنة.
وأضافت العشماوي في تصريح خاص لـ"أصوات مصرية" أنه من الصعب القضاء على ظاهرة الختان بشكل نهائي، لأن لها أسباب اجتماعية وثقافية من الصعب التخلي عنها بسهولة.
وأكدت العشماوي أن "الختان يشكل ضرورة لدى فئات عديدة في المجتمع ترى فيه عفة للنساء وتعتبره جزء من الدين رغم عدم نص الدين الإسلامي عليه"، مشيرة إلى أن الأزمة تكمن في استمرار قيام أطباء بهذه الممارسة رغم علمهم بخطورتها.
وفى يونيو 2008، وافق مجلس الشعب على تجريم ختان الإناث في قانون العقوبات والحكم بالسجن لمدة 3 أشهر كحد أدنى، وسنتان كحد أقصى، أو غرامة تتراوح بين 1000 جنيه مصري كحدد أدنى، و5000 جنيه كحد أقصى.
وقالت نادية عبد الوهاب الباحثة بمؤسسة المرأة الجديدة إن النساء يرون أن الختان وسيلتهم للزواج، لما يشاع عن غير المختنات أنهن لا يتزوجن، إضافة إلى ما يتردد عن أن المرأة غير المختننة لا يفضلها الرجال.
وأوضحت عبد الوهاب أن المرأة تنظر للزواج بإعتباره مؤسسة اقتصادية واجتماعية، تضمن لها امتيازات كثيرة وحياة آمنة ومن الصعب التخلي عنه تحت مسميات عديدة.
وأكدت عبد الوهاب أن التحذيرات المستمرة من خطورة ممارسة الختان غير كافية لوقف هذه العادة، مطالبة بتوعية النساء بأضرار الختان وأن عدم إجراؤه لا يؤثر سلبا على العلاقة الزوجية بل يحسنها.
وفي عام 2007، أصدر مفتي الجمهورية، فتوى تدين ختان الإناث، كما صدر بيان عن المجلس الأعلى لمجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر، يوضح أن ختان الإناث لا أساس له في جوهر الشريعة الإسلامية أو أي من أحكامه الجزئية.
وقالت ميرفت أبو تيج رئيس مؤسسة أمي للحقوق والتنمية، إن ظاهرة الختان ترتبط في الريف بالحفاظ على الشرف والعفة، خاصة أن أغلب الرجال يعملون طوال السنة ويحصلون على أجازة شهر يقضونه مع زوجاتهم، مضيفة "الأزواج في الريف لا يطمئنوا على شرفهم إلا مع مرأة مختنة".
وأوضحت أبو تيج أن الختان منتشر أيضا في المدن بصورة كبير لتحول أغلبها لعشوائيات، مشيرة إلى انتشار ظاهرة الختان بين الظروف الفئات الأكثر فقرا.
وقالت إن "النساء تفضل فقدان الجزء الخاص بالإحساس وقت العملية الجنسية طالما أن الرجال يفضلون ذلك كما يعتقدن".
وأكدت أبو تيج أن الأمر يتطلب تغيير في ثقافة المجتمع للقضاء على هذه الظاهرة، ويتطلب تفعيل للقرارات والنصوص التي تجرم الختان.
وتحتفل اليوم اليونسيف باليوم العالمى للختان، بتخصيص 6 أيام متوالية لتوعية المجتمع وشرح خطورته، وعدم استناده إلى نصوص دينية عبر صفحتها على موقع فيس بوك.
وفي أوائل التسعينات، قررت الأمم المتحدة، بتوصية من منظمة الصحة العالمية، أن تعتمد مصطلح "تشويه الأعضاء التناسلية للأنثى" فيما يتعلق بعملية ختان الإناث، واستخدام هذا المصطلح على نطاق واسع، لنشر الوعي بشأن ما يحدث من انتهاك للحقوق الإنسانية للأنثى.