أحدث الأخبار
كتبت: فيولا فهمي
على إيقاع رقصات لاتينية مُفعمة بالحيوية تسعى المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي إلى توعية النساء بسبل مقاومة المرض النسوي الأكثر شيوعا وانتشارا بين الإناث في مصر.
وتنظم المؤسسة المصرية، يوم السبت المقبل، فعالية نسوية لدعم ومساندة مريضات سرطان الثدي من خلال يوم رياضي راقص يعتمد على "الزومبا" المستوحاة من الرقصات اللاتينية بأجوائها المرحة وبساطتها المفعمة بالحيوية والنشاط.
وتمزج "الزومبا" بين التمارين الرياضية ومجموعة من أنواع الرقص اللاتيني، وهي عبارة عن برنامج لياقة بدنية كولومبي يعتمد على أداء التمرينات الرياضية بشكل راقص.
وسرطان الثدي هو ثاني أكثر السرطانات انتشارا في مصر، إذ يمثل 19.29% من حالات السرطان المسجلة في معهد الأورام وفق إحصائيات المؤسسة المصرية لسرطان الثدي، وهو أكثر السرطانات انتشارا بين الإناث، إذ يمثل 30% من مجموع سرطانات الإناث في مصر.
تمانيناتي.. تسعيناتي
"دوروا في دولاب زمان على أي حاجة كانت من أيام التمانينات أو التسعينات".. بهذه العبارة ترسم المؤسسة المصرية ملامح وأجواء الفعالية الرياضية التي قالت إن هدفها رفع الوعي بمرض سرطان الثدي بشكل ترفيهي.
وتقول مديرة إدارة الإعلام بالمؤسسة، غادة مصطفى، إن منظمي الفعالية طالبوا المشاركات بارتداء ملابس وأحذية رياضية وإكسسورات تعود إلى فترة التمانينيات والتسعينيات، كما أن معظم الأغاني المنتقاه للفقرات الرياضية ستكون نابعة من هذه الحقبة الكلاسيكية.
وتضيف غادة، في تصريح لأصوات مصرية، أن "المصرية لمكافحة سرطان الثدي" بدأت في استخدام حفلات الزومبا الراقصة لدعم أهدافها الخيرية، كما أنها لجأت لهذا النوع من الفعاليات للتوعية بأهمية الرياضة في الوقاية من الإصابة بسرطان الثدي.
منتجات وردية
"أقلام.. دبابيس.. بوسترات.. ماجات.. تيشرتات.. إكسسورات" منتجات ترويجية ستحمل جميعها "الشريط الوردي" وهو الرمز الدولي للتوعية بسرطان الثدي، بحيث يتم عرضها داخل الفعالية الراقصة كنوع من التوعية والترفيه، بحسب تصريح مديرة إدارة الإعلام بالمؤسسة المصرية.
وتؤكد غادة مصطفى أن رعاة اليوم الرياضي سيقدمون للمشاركات هدايا رمزية تحمل "الشريط الوردي"، إضافة إلى كتيبات وردية لشرح كيفية الكشف المبكر لمرض سرطان الثدي وسبل مقاومته حال الإصابة.
ويخصص عائد الحفل الرياضي –قيمة التذكرة 60 جنيها- لصالح مريضات سرطان الثدي لإجراء عمليات جراحية، وتركيب بديل صناعي، وعلاج مريضات إلتهاب الأوعية الليمفاوية -تورم الذراعين الناتج عن عملية استئصال الثدي- إضافة إلى تقديم التأهيل النفسي للمحاربات والناجيات من المرض.
لسه جميلة
"بصي تاني في المرايا.. انتِ لسة أنثى.. كل حاجة حلوة فيكي.. ولا فيكي حاجة ناقصة".. كلمات حماسية مُفعمة بالقوة تحملها أغنية تم تنفيذها لصالح مريضات سرطان الثدي لتكون رسالة انتصار على المرض.
وتقول غادة مصطفى إن مفاجأة الحفل هي الغناء الجماعي مع مطربين "الأندرجراوند" لكلمات أغنية "لسه جميلة" التي تعكس تجربة واقعية لإحدى الناجيات من مرض سرطان الثدي.
ويشارك في الحفل حوالي 16 مدربة لرياضة "زومبا" أجنبية ومصرية، توضح غادة أن "جميعهن يشاركن في إحياء الحفل بشكل تطوعي لصالح مريضات سرطان الثدي"، إضافة إلى تنظيم أنشطة صحية متنوعة تضم معلومات حول التجميل والتنحيف والرياضة والصحة وغيرها.
الهروب من النفق
تقول غادة صلاح، صاحبة القصة الواقعية لأغنية "لسه جميلة"، إنها اكتشفت الإصابة بسرطان الثدي منذ عامين ونصف العام، وأجرت عملية جراحية لاستئصال الورم ثم خضعت لعلاج كيميائي وإشعاعي، ومستمرة في تلقي علاج هرموني يستمر لمدة 5 سنوات.
وتابعت غادة -49 عاما- "تجربتي مع المرض خلقتني من جديد وحولتني إلى شخصية جريئة وإيجابية وقادرة على المواجهة والتحدي بعد أن وقفت وجها لوجه مع الموت".
وتوضح غادة أنها قامت بترجمة كتاب إنجليزي بعنوان "ماما والورم" يتضمن قصصا مصورة لأمهات مصابات بالمرض لديهن أطفال صغار، بهدف تبادل الخبرات وتعميم الاستفادة ودعم النساء في مواجهة سرطان الثدي.
وتقول غادة إن "خطورة هذا المرض أنه يضرب الأنوثة في مقتل.. تفقد المصابة ثدييها وشعرها ويتوقف الطمث وتمر بتغيرات هرمونية قاتلة.. النفق مظلم وطويل لكن الإرادة تقود حتما إلى النور".
فضول المعرفة
تقول عالياء صبري -35 عاما- إن أسباب أصرارها على المشاركة في الحفل الرياضي ترجع إلى الفضول في معرفة كل التفاصيل المتعلقة بمرض سرطان الثدي، وخاصة في ظل انتشاره الواسع بين النساء في مصر.
وتضيف عالياء أن "العلاج الجماعي وتبادل الخبرات بين المريضات والناجيات هو مفتاح السر في القدرة على التعايش مع المرض"، مؤكدة أن هذه الفعالية تقدم حلولا مبتكرة لمقاومة سرطان الثدي بالرياضة والرقص.
وتُكرم المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي، خلال اليوم الرياضي، عددا من المحاربات والناجيات من مرض سرطان الثدي، كما ستخصص فقرة لسرد تفاصيل تجاربهن مع المرض لتبادل الخبرات.
وتأتي هذه الاحتفالية الراقصة ختاما لشهر التوعية بمرض سرطان الثدي الذي نظمته المؤسسة المصرية تحت شعار "اعرف عدوك"، وقالت مديرة إدارة الإعلام بالمؤسسة إن حملة التوعية لاقت نجاحا كبيرا بين النساء، كما تم التركيز على المصابين من الرجال، لأن المرض يصيب الجنسين ولكنه منتشر أكثر بين النساء.
وتأسست المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي في عام 2004، وهي مؤسسة أهلية غير هادفة للربح، تقدم خدمات تشخيصية وتأهيلية وعلاجية للسيدات، وتعمل على التوعية بالمرض وأهمية الكشف المبكر عنه.