أحدث الأخبار
كتبت: علياء حامد
صعوبة الحصول على تمويل، وضعف خدمات الإنترنت، والخوف من الأفكار المختلفة، أبرز التحديات التي تواجه الراغبين في بدء مشاريع جديدة في مصر أو من يطلق عليهم "رواد الأعمال"، خاصة من يملك منهم أفكارا تخرج عن المألوف في المجتمع المصري.
ولتسهيل التواصل بين المستثمرين والممولين وبين الشركات الناشئة من رواد الأعمال، انعقدت على مدار يومين قمة رايز أب (RiseUp)، في الحرم اليوناني للجامعة الأمريكية بوسط القاهرة Greek campus))، والتي تجمع نحو 4000 مشارك من 60 دولة حول العالم.
وتقوم فكرة القمة التي بدأت أعمالها امس السبت وتنهيها اليوم الأحد، على تشجيع رواد الأعمال، وإتاحة الفرصة لهم للتعريف بمشروعاتهم والتعرف على ممولين، وكذلك على نماذج لرواد الأعمال من مختلف أنحاء العالم.
غرابة الفكرة تجذب المستثمرين
الابتكار وغرابة الموضوع ساعدا أصحاب الموقع والتطبيق الإلكتروني "وفيات" في الوصول للدعم التقني أو المالي الذي يحتاجونه، كما يقول عمر حمد الله، المؤسس المشارك ومدير تسويق المشروع.
ويهدف هذا المشروع لمساعدة أهالي المتوفين في ترتيبات ما بعد الوفاة، من النعي وحجز قاعة العزاء، وتعريف المعارف والأصدقاء، في محاولة لتقليل الجهد والمال المدفوع، وتخفيف وقع الصدمة على أهالي المتوفى.
ويقول حمد الله إن الفكرة المبتكرة شجعت شركة 500 Startups الأمريكية على تقديم التمويل للمشروع، "بالإضافة إلى سفرنا إلى وادي السيليكون في أمريكا لثلاثة أشهر، لتطوير خبرتنا في الوصول للعملاء ومعرفتنا التقنية".
"وفيات"، الذي بدأ من عامين، نجح في التعاقد مع جريدتي "الأهرام" و"المصري اليوم" لنشر النعي بهما، كما يقدم خدمة الاشتراك اليومي بالنعي الذي ينشر في جميع الصحف المصرية، ليعرف المشتركون في الخدمة ما إذا كان أحد معارفهم قد توفى، بالإضافة إلى خدمة التليغراف للتعزية.
أولى المشاكل التي قابلها حمد الله وزملاءه الستة عند بدء المشروع كانت إقناع أسرة كل منهم بترك وظائفهم السابقة "الآمنة" وبدء مشروع غير معروف مستقبله.
المشكلة الأخرى كانت في الدفع الإلكتروني، حيث يشير حمد الله إلى أن كثير من المصريين إما لا يستخدمون البطاقات الإلكترونية للدفع من الأساس أو يتجنبون استخدامها خوفا من سرقة حساباتهم، خاصة أن التعامل مع مشروع "وفيات" كثيرا ما يكون مع الفئات الأكبر سنا.
التواصل الاجتماعي أداة للتسوق الالكتروني
فكرة أخرى وجدت طريقها لهذا التجمع من رواد الأعمال حملت اسم سليكر (Slicker)، وتهتم بتطوير سوق الأزياء في مصر أولا ثم العالم.
يقول محمد طارق، المؤسس المشارك في المشروع، إن صناعة الأزياء لم تتغير منذ أكثر من 50 عاما، عندما بدأ الناس في التحول من حياكة الملابس إلى شرائها جاهزة، ثم دخل الإنترنت وأصبح هناك عالم موازٍ لكنه لم يحقق أقصى ما يمكن تحقيقه بعد.
ويوضح "ما نقوم به هو خبرة مختلفة في التسوق الالكتروني، لا تقوم فقط على شراء الملابس من على موقع ما ولكن تؤسس شبكة تواصل اجتماعي متخصصة في الأزياء فقط".
مشروع سليكر يساعد أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة في عرض منتجاتهم بدون أي مقابل مالي، بينما يتعامل مع كبار المنتجين بنظام الإيجار الشهري.
وأشار طارق إلى أن الموقع يساعد في الربط بين المنتج وبين الجمهور المستهدف حسب شكل الأزياء التي يفضلها كل مستخدم، بالإضافة إلى تسهيل عملية الشراء والاستبدال.
ويخطط طارق وشركاءه في المشروع لوضع نموذج جديد يقوم بعمل مسح لشكل المستخدم، ليتمكن من تجربة الملابس التي يختارها على الإنترنت قبل شرائها للتأكد من أنها تناسب مقاييس جسمه.
المشروع الذي بدأ منذ عامين مكون من فريق من 13 شخصا، وكانت أبرز الصعوبات التي واجهته أن "السوق الإلكتروني مازال طفلا رضيعا"، كما يقول طارق موضحا ان هدف سليكر ليس مصر فقط وإنما لندن وباريس وبرلين ونيويورك أيضا، "نفكر في شركة عالمية تنطلق من مصر".
واجه سليكر صعوبات في التمويل أيضا، لأن "ريادة الأعمال جديدة أيضا على المستثمرين الذين مازالوا يتعرفون عليها ويتعلمون المزيد عنها".
كيف تختار الدراسة وتبحث عن الوظيفة
"ادرس ما تحب حتى تحقق النجاح المرجو" هذا هو شعار أحد مشروعات ريادة الأعمال المشاركة في قمة "رايز أب"، والذي يحمل اسم فاست فورورد (Fast Forward).
فكرة المشروع كما يشرحها منسق العمليات، محمود العناني، تقوم على إعداد مؤتمر سنوي بالتعاون مع ست مدارس مصرية ليخوض خلاله الطلبة نوعا من المحاكاة للمهن التي يرغبون في الالتحاق بكلياتها، ليحددوا ما إذا كانوا يرغبون في المضي قدما في هذا المجال أم لا.
يقول العناني إن فكرة المشروع جاءت بعد استطلاع رأي قام به فريق العمل، وكانت نتيجته أن 78% من طلبة المرحلة الثانوية يجدون صعوبة في اختيار المجال الذي يريدون الالتحاق به، و84% من طلبة الجامعات لا يحبون تخصصاتهم الدراسية، و64% من الخريجين يفكرون في تغيير مهنتهم.
ويأمل المشروع في أن يسهم في تحسين قدرة الطلبة على اختيار التخصص الذي يلتحقون به في الجامعة، وبالتالي زيادة إنتاجيتهم بعد التخرج.
وفي ذات النطاق يأتي مشروع محرك البحث عن الوظائف جوبزيللا (Jobzella)، الذي يعمل على التواصل بين أصحاب الشركات وطالبي الوظائف من جهة، والتعريف بفرص الدورات التدريبية والدراسة المجانية في مصر وجميع أنحاء العالم.
مؤسس الموقع، نادر البطراوي، الذي يعمل في مجال التوظيف منذ سنوات يرى أن الشركات تواجه مشكلة في إيجاد المهارات المطلوبة، بينما طالبو الوظائف غير قادرين على الوصول إلى الفرص المناسبة.
ويشير البطراوي إلى أن أغلب المتقدمين للوظائف على الموقع من خريجي كليات تجارة وتربية وهندسة، وأغلبهم حديثو التخرج، بينما تكون أكثر الوظائف المطلوبة لمبرمجين، أو موظفي كول سنتر، ومبيعات، ومحاسبين، وموارد بشرية، وتسويق.
ويقول البطراوي إن البنية التحتية المتدهورة، وخاصة جودة الإنترنت، من أهم المشاكل التي تواجه رواد الأعمال، فالموقع الإلكتروني الذي يقوم عليه المشروع لا يتحمل انقطاعات الكهرباء أو البطء الشديد في خدمات الإنترنت.
كما ينتقد البطرواي غياب الدعم الحكومي للمشاريع الرائدة، "مفيش محفزات أو تشجيع ضريبي، على الأقل يسلطوا علينا الأضواء، دعم ريادة الأعمال مش موجود على خريطة الحكومة".