أحدث الأخبار
لن يتوقع المارون في شارع الأشرف خليل بمنطقة الخليفة أن المبنى المجاور لأحد مصانع المثلجات والذي يعاني آثار الإهمال هو مدرسة وقبة السلطان خليل بن قلاوون طارد فلول الصليبيين من مصر والمشرق العربي.
فالمبنى يعوم على بحيرة من المياه الجوفية ومياه المجارى وتنبت بداخله وحوله الحشائش وتحول إلى مقلب للقمامة.
يقول عبد الرحمن على من سكان المنطقة.. "أعرف أن هذا المبنى أثرى ولكن لا أعرف صاحبه وإلى أى عصر ينتمى لعدم وجود لافتة توضح ذلك".
ويشير إلى أن "المبنى غارق فى المياه الجوفية منذ سنوات مما ترتب عليه وجود حشائش عشوائية داخل هذا المبنى تسئ إلى شكله الخارجى".
ويقول على محمود رمضان ساكن آخر بالمنطقة إنه يعرف أن هذا المبنى هو ضريح أثري للسلطان خليل بن قلاوون الذي طرد بقايا الصليبين من مصر والعالم العربي.. موضحا أنه "لا يصح أن يكون المثوى الأخير لهذا الرجل فى مياه المجاري".
والأشرف خليل بن قلاوون هو سلطان مملوكي فتح عكا أخر حصن للصليبيين في بلاد الشام عام 1291م.. وبدأ فى إنشاء مدرسة وقبة له عام 1288م حينما كان وليا للعهد أي قبل عامين من وفاة والده السلطان المنصور قلاوون.
ويوضح محسن السيد – من سكان المنطقة - أن "المياه الجوفية أدت إلى تآكل جدران الحوائط والنقوش التى كانت تحملها وأصبحت آيلة للسقوط".
وفي العام التالي لطرده للصليبيين من العالم العربي توجه الأشرف خليل من القاهرة إلى قلعة الروم التي تقع على نهر الفرات جنوب شرق تركيا حاليا وكانت تساند الصليبين في حربهم ضد المسلمين فاستولى على القلعة بعد حصار دام 33 يوما وغّير اسمها إلى قلعة المسلمين. كما هاجم خليل مملكة أرمينية واستولي منها على عدة مدن.
ويشير مروان عبد الحميد من سكان المنطقة إلى أن "المسئولين لا يتخذون موقفا من جامعي القمامة الذين يلقون بما يجمعونه داخل هذا الضريح".
ويوضح على عبد الحكيم أن "مفتشى الآثار دائما ما يأتون إلى هذا المبنى ويقومون بمعاينته ويخبروننا بوجود مشروع لترميمه إلا أن هذا المشروع لم يكتب له التنفيذ حتى الآن".
من جانبه يقول سمارات حافظ رئيس قطاع الآثار الإسلامية بوزارة الدولة لشئون الآثار " الشارع الكائن به قبة الأشرف خليل بن قلاوون مدرج بالكامل ضمن مشروع القاهرة التاريخية الذي يتضمن ترميم وتطوير عدد من الآثار الإسلامية التي تعود إلى حقب مختلفة من التاريخ الاسلامى".
ويشير إلى أنه "وفقا لخطة المشروع فان القبة مدرجة ضمن الآثار المزمع ترميمها وتطويرها وإعادتها إلى حالتها المعمارية الأصلية ولكن المشروع توقف بعد ثورة يناير مما ترتب عليه تأجيل ترميم عدد من المعالم الأثرية ومن بينها قبة الأشرف خليل".
وكان سمارات حافظ قد قال في تصريح سابق لأصوات مصرية إن "تمويل وزارة الآثار ذاتى يتم تحصيله عن طريق تذاكر المعالم السياحية ولا تحصل على أى مليم من ميزانية الدولة".. مشيرا إلى أن "الوزارة تستطيع بالكاد توفير مرتبات العاملين بها فى ظل انخفاض معدلات السياحة بعد الثورة حتى الآن".
وتقع قبة "فاطمة خاتون" بنت محمد الأشرف بن قانصوة الغوري في نفس شارع الأشرف خليل بمنطقة الخليفة، وتتعرض أيضا للإهمال وتعود للقرن السادس عشر ميلاديا.