أحدث الأخبار
كشفت وثائق أمريكية نزعت عنها السرية حديثا عن استخدام مخابرات أمريكا وبريطانيا لعلاقة سرية مع مؤسس شركة تشفير سويسرية لمساعدة البلدين في التجسس خلال فترة الحرب الباردة على العديد من الدول ومنها مصر في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
وذكرت شبكة بي.بي.سي البريطانية أن الطلب على ماكينات التشفير تزايد بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. واضافت أن شركة خاصة واحدة كانت لها الصدارة في تلبية الطلب على تلك الماكينات وهي شركة كريبتو إيه.جي التي أسسها رجل يدعى بوريس هاجلين.
وقالت إن كريبتو باعت ماكينات التشفير في مختلف أنحاء العالم لكن هاجلين أبرم اتفاق شرف مع عميل وكالة الأمن القومي الأمريكي وليام فريدمان الذي يوصف بأنه الأب المؤسس لفك الشفرة في أمريكا. وكانت صداقة نشأت بين الرجلين أثناء الحرب قبل أن يقدم فريدمان عرضا لصديقه بعد موافقة من المخابرات الأمريكية والبريطانية.
وتكشفت تفاصيل جديدة عن الاتفاق من خلال 52 الف صفحة من الوثائق نزعت عنها وكالة الأمن القومي الأمريكي السرية في ابريل الماضي ونقبت فيها بي.بي.سي.
وتضمن الإتفاق أن يبلغ هاجلين المخابرات الأمريكية والبريطانية بالمواصفات الفنية للماكينات المختلفة وبالدولة التي تشتري الأنواع المختلفة للماكينات.
وذكرت بي.بي.سي أن معرفة تلك المواصفات يتيح للخبراء الأذكياء في فك الشفرة البحث عن نقط ضعف واستخدام توليفة من الحسابات والتباديل لحل الشفرة في وقت معقول.
وتضمنت العلاقة ايضا عدم بيع ماكينات مثل سي.إكس-52 المتقدمة عن سي-52 إلى دول معينة.
وقالت الشبكة إن دولا معينة منها مصر والهند لم تبلغ بالطرازات الأكثر تقدما وبالتالي اشترت الطرازات التي كان فك شفرتها أسهل بالنسبة لأمريكا وبريطانيا.
وفي بعض الحالات يبدو أن زبائن تعرضوا للغش أيضا.
ومن بين الزبائن الذين سجلهم هاجلين مصر والعراق والسعودية وسوريا وباكستان والهند والأردن ودول أخرى في العالم النامي.
وقالت بي.بي.سي إنه في صيف 1958 أطاح ضباط متعاطفون مع عبد الناصر بالنظام في العراق.
ونقلت عن الباحث التاريخي ديفيد ايستر من كينجز كوليدج في لندن قوله إن معلومات المخابرات من الاتصالات المصرية التي أمكن فك شفرتها كانت حيوية في تمكين بريطانيا من نشر قوات بسرعة في الأردن المجاور لمنع خطر وقوع انقلاب بالتبعية في دولة حليفة لبريطانيا.
وأفادت الوثائق أن هاجلين حصل في مقابل الصفقة على امتيازات لأقارب منهم ابن عم لزوجته حصل على وظيفة في وكالة الأمن القومي الأمريكي.