أحدث الأخبار
كتبت: أمنية طلال
"من صنع النساء" كانت كلمة السر للمشاركة في مهرجان القاهرة الدولي السابع لسينما المرأة كما أوضحت، أمل رمسيس، رئيسة المهرجان، مؤكدة أن الأفلام التي يتم اختيارها من نوعية الأفلام الجادة والمتميزة وليس لمجرد أن صناعها من النساء.
وأضافت رمسيس أن المهرجان يهدف لإتاحة الفرصة للنساء لعرض أفلامهن، مشيرة إلى أن الأفلام الجادة والوثائقية تواجه عدة أزمات أهمها ضعف الإنتاج، ويليها عدم وجود نوافذ للعرض وصعوبة التسويق واستخراج التصاريح الخاصة بالتصوير، مؤكدة "المخرجة التي تناقش قضايا جادة تصنع فيلما كل سبع سنوات أو تضطر للاتجاه إلى التليفزيون".
"المهرجان يهدف إلى زيادة إنتاج النساء من الأفلام سواء الوثائقية أو الروائية، خاصة أن النساء يعتمدن على موارد مالية محدودة" قالت رمسيس، مشيرة إلى أن المهرجان يخدم المخرجات المصريات غير القادرات على المشاركة في مهرجانات خارج مصر لارتفاع تكاليف سفرهن ومشاركتهن في مثل هذه الأحداث الفنية.
وانطلق المهرجان مساء السبت الماضي بمشاركة 60 فيلما من أكثر من 40 دولة جميعها من إخراج النساء، نصيب مصر منها 9 أفلام، بهدف التغلب على المشاكل التي تواجه النساء لعرض أفلامهن وطرح رؤى مختلفة والتعبير عن قضاياهن.
واستضاف المهرجان 20 من المخرجات والمنتجات من كوبا وهولندا وإسبانيا والبرتغال وألمانيا وجمهورية التشيك وروسيا والجزائر ولبنان وفلسطين.
وينظم المهرجان من قبل شركة الإنتاج المصرية كلاكيت عربي بالتعاون مع جمعية الثقافة والإعلام والتنمية (إسبانيا)، ويتم دعمه من قبل حكومة إقليم الباسك (إسبانيا) والسفارة الهولندية بالقاهرة، والجامعة الأمريكية (فيلم- برنامج الثقافات المرئية) ومعهد جوتة، وسفارة البرتغال، ومؤسسة الحوار الدنماركي-المصري وسفارة الدنمارك والسفارة الإسبانية وبالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية ومسرح الفلكي ومؤسسة عين فيلم ومهرجان اسطنبول للأفلام التسجيلية، ويتم المهرجان تحت إشراف مجموعة من السينمائيات المستقلات.
وتعرض أفلام المهرجان ضمن عدة أقسام (البانوراما الدولية) و(البانوراما المصرية) و(قافلة سينما المرأة العربية واللاتينية). واختيرت ألمانيا ضيف شرف المهرجان هذا العام.
ويعد هذا أول مهرجان دولي لسينما المرأة يعقد في مصر، حيث بدأ كمهرجان عربي عام 2008 ينعقد سنويا تحت عنوان "مهرجان سينما المرأة العربية واللاتينية"، وكان من أهم الأنشطة الرائدة في مجال المرأة والسينما في مصر والعالم العربي.
مشاركات مصرية
من بين المشاركات المخرجة، ندى مهيب، 22 عاما، والتي لم تسمع عن مهرجان القاهرة الدولي لسينما المرأة من قبل، لكنها اكتشفت أن معهد السينما شارك بفيلمها "خربش" في المهرجان، واعتبرت هذه المشاركة تعويضا لها عن ما حدث في مهرجان المغرب الذي منع عرض الفيلم لمناقشته قضية التحرش.
اعتبرت مهيب أن المهرجان "الفرصة الأهم" لأن فيلمها يعرض لأول مرة للجمهور، مؤكدة سعادتها بردود الأفعال تجاه الفيلم رغم صعوبة القضية التي يناقشها.
ورأت مهيب أنها فرصة لأي مخرجة جادة تناقش قضايا هامة في المجتمع، معتبرة أن المهرجان هو النافذة المناسبة لعرض هذه النوعية من الأفلام وتحديدا فيلمها، قائلة "في المهرجان هلاقي جمهور يفهم فيلمي".
"رغم أن الفيلم رسوم متحركة إلا أن البعض اعتبره جرىء ويحمل مشاهد عنف" قالت مهيب، مشيرة إلى أن هناك فئات كثيرة ترفض مناقشة هذه القضايا أو المشاهد الجريئة حتى لو من خلال الرسوم المتحركة، لكنها رغم ذلك سعيدة لأنه العرض الأول لفيلمها.
لجأت مهيب للرسوم المتحركة كما قالت لسببين أولهما: أنه تخصصها فهي تخرجت هذا العام من معهد السينما قسم رسوم متحركة، وثانيهما أن الرسوم المتحركة تتيح حرية بلا حدود، وبالتالي يسهل وصول الفكرة للجمهور.
غياب المنتجين الجادين
"سمعت عن المهرجان من خلال فيس بوك وقتها قررت أن أشارك" قالت، مافي ماهر، مخرجة فيلم "بهية"، التي تتمنى أن تخرج فيلم روائي طويل في أقرب وقت، معتبرة أن أكثر العقبات التي تواجه المخرجات هو عدم وجود منتجين جادين.
وتدور أحداث الفيلم حول وفاة فتاة تدعى "بهية" تبلغ من العمر 8 سنوات فى هجوم مسلح على مسجد محمد على فيدفع هذا الحادث بمعلمتها ماريان إلى الدفاع عن حقوق الفتيات ومكافحة الإرهاب.
لم تكن هذه المشاركة هي الأولى لها في مهرجانات، حيث شاركت ماهر أكثر من مرة في مهرجانات أخرى وتم عرض فيلمها 13 مرة، إلا أنها عبرت عن سعادتها أن هناك مهرجان مصري يهتم بالنساء ويعطي لهن مساحة وفرصة أكبر لعرض أعمالهن.
"باسم العرف" هو عنوان فيلم وثائقي قصير للمخرجة، مي الحسامي، التي قررت كسر حاجز الصمت على حد تعبيرها ومناقشة قضية "الختان والمتعة الحنسية للمرأة"، متمنية أن تعرض أفلامها على شاشات أكبر للوصول لجمهور أوسع من جمهور شاشات المهرجانات.
لكن الحسامي تعتبر أن المهرجان بداية الطريق للوصول للجمهور، قائلة "إحنا بنعمل أفلام علشان توصل للناس"، مشيرة إلى استمتاعها بمناقشة قضايا المرأة في أفلامها مسلطة الضوء على معاناتها.
ولا تنكر الحسامي أن الوصول لجمهور كبير يحتاج لكثير من الوقت، لكنها متفائلة رغم اعتمادها على تمويل محدود يقلل مشاركتها في مهرجانات أخرى مثلما أوضحت، إلا أنها تسعى لخلق نوافذ أخرى في الفضائيات أو حتى التليفزيون الرسمي ومن خلال الإنترنت.
وتتمنى أمل رمسيس رئيسة المهرجان أن يكون هناك نوافذ متعددة للأفلام الجادة، مشيرة إلى أهمية إنشاء قناة للأفلام الوثائقية والروائية القصيرة غير قناة الجزيرة بهدف دعم إنتاج الأفلام الوثائقية وعرضها على نطاق أوسع، بشروط تختلف عن شروط قناة الجزيرة.