سفير فرنسا لحقوق الإنسان لـ«الشروق»: حق المرأة بمصر مفتاح التقدم الاقتصادي

الجمعة 08-03-2013 PM 11:32
سفير فرنسا لحقوق الإنسان لـ«الشروق»: حق المرأة بمصر مفتاح التقدم الاقتصادي

مسيرة نسائية احتفالا بيوم المرأة العالمي تحت شعار "صوت المرأة ثورة"، 8 مارس 2013. تصوير: أحمد حامد

كتب

قال سفير فرنسا لحقوق الإنسان "فرانسوا زميرى" إنه اختار زيارة مصر فى يوم المرأة العالمى، ليبعث برسالة إلى المصريات مفادها «أنهن لسن وحدهن»، وأن فرنسا تشجع النساء اللاتى كافحن لنيل حقوقهن.

وأضاف زميرى فى تصريحات خاصة لـ«الشروق»: "أردت أن آتى إلى هنا فى هذا اليوم الخاص، لأقول للنساء المصريات إن صوت صراخ من تم اغتصابهن فى ميدان التحرير، أو فى أماكن العمل سُمع فى بلادي، وإن الرأي العام الفرنسى حساس جدًا لهذه القضية"، مشيرًا إلى أن قضية حقوق المرأة فى مصر مفتاح رئيس لتحقيق التنمية الاقتصادية.

وأكد زميرى أن الدين ليس سببًا لانتهاك حقوق المرأة، ولكن تقع الانتهاكات بسبب العادات، وهذا أمر صحيح فى بلادي، وفى أوروبا، أمريكا وآسيا، وهناك تغيير عالمي فيما يتعلق بمزيد من حقوق المرأة وتمكينها.

وقال: «هذه ليست قضية سياسية محلية لا يجب أن أتدخل فيها، بل هي قضية عالمية، واعتقد أن العالم سيكون أفضل إذا أصبحت المرأة متعلمة وتم تمكينها، وبما أن لدينا علاقة صداقة طويلة وقوية مع مصر يمكن أن نثير هذه التساؤلات بدون حرج».

وتابع زميري، لست هنا لإعطاء محاضرات للمصريين لكن لمشاركة خبراتنا وهو أمر مختلف، نحن أيضًا لدينا صعوبات فى حقوق الإنسان، حتى فيما يختص بحقوق المرأة، لكن أنا هنا لأقول أننا يمكن أن نساعد.

وأشار زميرى إلى أن منظمات المجتمع المدني، التى التقاها خلال زيارته، نقلت له رسالة حزينة عن الوضع فى مصر، «لكنه لم يفاجأ، لأنها تضمنت نفس ما سمعه فى باريس»، على حد قوله، مضيفًا أن هناك أيضًا كثيرًا من قضايا حقوق الإنسان المقلقة.

وقال زيمرى: «نحن قلقون جدا بشأن مسودة قانون الجمعيات الأهلية، لأن المنظمات ليست عين العدو أو للتأثير الأجنبى، لكنها فى شراكة مع كل الدول الحديث فى العالم اليوم»، مشيرًا إلى أن منظمات المجتمع المدنى فى فرنسا شركاء حقيقيون فى السياسة.

وأوضح زميرى أن أحد الأمور التى صدمت الرأى العام فى بلاده محاولات التحرش الجنسى والاغتصاب، والإفلات من العقاب «والشعور أن الدولة فاشلة فى حماية النساء»، على حد قوله.

وتابع «الأمر ليس سهلاً، لأننا نتعامل مع ثقافة، وأمور متعمقة فى العقول، وتحيزات، وآراء، والأمر يتعلق بالتعليم، وفى بلادى كان الطريق صعبًا لتمكين المرأة فى السياسة، إلا أنه شدد على أن حقيقة أن الأمر يستغر وقتاً لا يجب أن يكون حجة، موضحًا أن فرنسا استغرقت قروناً لتكون ديمقراطية ودولة تحترم حقوق الإنسان، «لكن خلال هذه القرون لم يكن لدينا إنترنت أو صحف أو راديو أو تليفزيون أو هاتف، والآن علينا أن نتحرك سريعا إذا أراد أى أحد أن ينتمى إلى هذا العصر».

وردًا على سؤال حول ما إذا كانت المشاكل الاقتصادية يمكن أن تكون هى السبب فى انتهاكات حقوق المرأة فى مصر، أكد زيمرى أن «الاقتصاد سيتحسن إذا زادت نسبة التعليم بين النساء، وزادت أعدادهن بين العاملين الصناعة والاقتصاد، فى كل مكان فى العالم عندما تتولى المرأة المسئولية تسير الأمور بشكل جيد، هذا أمر عالمى»، على حد قوله.

وأضاف زميرى أن كل الاقتصاديات تعتمد على الآخر وعلى الزبائن، «وهؤلاء حساسون تجاه ظروف العمل»، وتساءل: إذا كان جزء كبير من الاقتصاد المصرى يعتمد على السياحة، «فمن يود أن يقضى إجازته فى بلد النساء فيه غير متعلمات أو يتم اغتصابهن أو تعانين من التشويه؟".

وتابع «قليلون فى بلادى وفى أوروبا من يدركون عدد النساء اللاتى تعانين من الختان، وإذا عرف هذا الرقم الذى يصل إلى 90% فمن الغالب أنه سيؤثر على صورة البلد».

وردا على سؤال حول ما إذا كانت الديمقراطية من وجهة نظره هى الانتخابات فقط، قال زميرى: «الانتخابات جزء من الديمقراطية لكن فى التاريخ رأينا أنظمة كثيرة جاءت بانتخابات ديمقراطية ولم تكن بديمقراطية»، وأضاف أن الديمقراطية الحقيقية هى احترام دور القانون على كل مستويات المؤسسات، بالإضافة إلى الانتخابات التى يجب أن تكون نزيهة، «لكن من أجل هذا لابد من حملات انتخابية نزيهة أيضًا، ليس فقط عدد أوراق الاقتراع لكن ما قبل الانتخابات، وما سيحدث بعدها، الديمقراطية عقلية وليست إجراءات شكلية، عقلية احترام المخالف، وهذا أمر رئيسى لأى مكان».

ولفت إلى أن هناك الملايين فى العالم يتابعون ما يحدث فى مصر ويضعون آمالا على الثورة، «التى هى إلى حد كبير ثورة نساء»، على حد قوله، مشددا على أن مصر لا يجب أن تبعث بإشارات سيئة، «وأن ما سيحدث هنا للسيدات سيؤثر على مستقبل مصر وسيكون له تأثير كبير على المنطقة».

والتقى سفير فرنسا لحقوق الإنسان خلال زيارته للقاهرة بمسئولين حكوميين من بينهم وزير العدل، ونظيره فى وزارة الخارجية، ورئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشورى، ورئيس حزب الحرية والعدالة، بالإضافة إلى ممثلى المجتمع المدنى النشطاء فى مجال حقوق المرأة، ومجتمع الزبالين، كما استمع لشهادات سيدات.

تعليقات الفيسبوك