أحدث الأخبار
- الهبوط المتوقع للإيرادات سيمثل ضغطا جديدا على البنك المركزي لتخفيض قيمة الجنيه
كتبت: مي قابيل
توقعت مؤسسة كابيتال إيكونومكس للبحوث الاقتصادية تراجع إيرادات السياحة في مصر بنحو 3.5 مليار دولار خلال الإثنى عشر شهرا المقبلة، بعد أن تزايدت الترجيحات بأن الطائرة الروسية "سقطت بسبب قنبلة زرعها تابعون لتنظيم الدولة الإسلامية".
وقالت المؤسسة، في تقرير أصدرته مساء أمس، إنه على الرغم من صعوبة تحديد حجم الضربة التي تلقاها قطاع السياحة والاقتصاد المصري من حادثة الطائرة التي سقطت في سيناء منذ 10 أيام وراح ضحيتها 224 شخصاً، إلا أنه "ممن الممكن الاسترشاد بالتجربة التونسية في هذا المجال".
وأشارت إلى أن "تونس تعرضت لهجمتين إرهابيتين في وقت سابق من العام الجاري، تراجعت على إثرهما السياحة الوافدة إلى تونس بنحو 40 بالمئة سنويا".
ويقيس تقرير المؤسسة البحثية العالمية على تلك التجربة، موضحا أنه "بافتراض حدوث هبوط مماثل في مصر، فإننا نتوقع أن تتراجع عائدات السياحة بنحو 3.5 مليار دولار خلال الإثني عشر شهرا المقبلة".
وتعتبر السياحة ثالث أكبر مصدر للدخل الأجنبي في مصر، بعد الصادرات السلعية وتحويلات المصريين العاملين بالخارج، ووصلت عائداتها في العام المالي الماضي إلى 7.4 مليار دولار.
ويقول التقرير "بما أن احتياطي النقد الأجنبي متراجع من الأصل، ووصل إلى 16.4 مليار دولار بنهاية أكتوبر الماضي، بما يغطي واردات ثلاثة أشهر فقط، فإن الانخفاض المتوقع لإيرادات السياحة سوف يمثل ضغطا جديدا على البنك المركزي لتخفيض قيمة الجنيه".
كانت احتياطيات مصر من العملات الأجنبية قد تراجعت في سبتمبر الماضي إلى 16.3 مليار دولار مسجلة أدنى مستوى لها منذ مارس، ثم زادت في أكتوبر زيادة طفيفة، بنحو 80 مليون دولار، نتيجة لارتفاع قيمة الاحتياطيات من الذهب التي تمثل جزءا من تركيبة الاحتياطي.
وسمح البنك المركزي في يناير الماضي بهبوط سعر الجنيه أمام الدولار إلى مستوى 7.53 بعد أن ثبته لما يزيد على ستة أشهر عند مستوى 7.14 جنيه.
وفي يوليو الماضي سمح بانخفاض جديد بقيمة 20 قرشا في سعر الجنيه ليصل إلى مستوى 7.73 أمام الدولار، ثم خفضه 20 قرشا إضافية في أكتوبر.
وقال تقرير كابيتال إيكونومكس، الذي جاء بعنوان "تجدد المخاوف الأمنية يضرب قطاع السياحة المصري"، إن حادث الطائرة الروسية جاء في الوقت الذي لم تستكمل فيه السياحة تعافيها من تراجعها بسبب "الثورة الثانية في 2013"، فضلا عن آثار "ثورة الربيع العربي في 2011".
وتراجعت إيرادات السياحة من 10.6 مليار دولار في العام المالي الذي تخللته ثورة يناير إلى 7.4 مليار دولار في العام المالي الماضي.
وبحسب بيانات مجلس السياحة والسفر العالمي، فإن السياحة تساهم بنحو 6% من الناتج المحلي الإجمالي لمصر، وتؤمن نحو 1.3 مليون وظيفة.
وقد علقت كل من بريطانيا وروسيا وتركيا رحلاتها الجوية إلى شرم الشيخ بعد الحادث.
وتمثل روسيا أكبر مصدر للسياحة الوافدة إلى مصر، وبلغ عدد السياح الروس الوافدين إلى مصر نحو 1.9 مليون سائح في عام 2013 بحسب بيانات الوكالة الفدرالية للسياحة الروسية.
ويوضح التقرير أن منتجعات البحر الأحمر كانت طوال الفترة الماضية "مناطق آمنة نسبيا للسياح، بالمقارنة ببقية البلد، وخاصة القاهرة. وبالفعل تجاوزت تلك المنتجعات فترات من عدم الاستقرار شهدتها السنوات الأربعة الماضية. لكن حتى منتجعات البحر الأحمر أصبح الأمن فيها حاليا محل تساؤل".