أحدث الأخبار
عندما قدمت المذيعة المحجبة فاطمة نبيل أخبار المساء على شاشة التلفزيون الرسمي المصري أوائل شهر سبتمبر ايلول كان ذلك ايذانا بانتهاء أمر أحد المحرمات غير الرسمية التي استمرت زهاء نصف قرن تحكم سيطرتها على التلفزيون المصري.
وعلى الرغم من ذلك أثارت تلك الخطوة جدلا صاخبا في مصر حيث اعتبرها البعض انتهاء للتفرقة ضد المذيعات المحجبات في تلفزيون الدولة بينما اعتبرها آخرون إيذانا بأسلمة البلاد.
والآن وبعد زهاء شهرين ونصف الشهر على تسلم الرئيس محمد مرسي السلطة في مصر تقرر أن تظهر مذيعات أخبار أخريات عديدات الأمر الذي يغير تدريجيا وجه التلفزيون المصري.
ولم يرتكز القرار السابق بحظر ظهور مذيعات أخبار محجبات على شاشة التلفزيون المصري على سند قانوني.
ومن هنا عانت المذيعة المحجبة نرمين خليل أنور من تقلبات سياسة نظام الرئيس السابق محمد حسني مبارك الذي كان يحظر ظهور المذيعات المحجبات على شاشة تلفزيون الدولة. وتقول نرمين انها عندما ارتدت الحجاب في عام 2007 عوقبت بمنع ظهورها على الشاشة.
وسرعان ما نالت نرمين الموافقة للظهور على الشاشة بمجرد اعلان فوز خليفة مبارك الرئيس الحالي محمد مرسي برئاسة مصر في يونيو حزيران 2012.
وعن ذلك قالت نرمين خليل أنور التي كانت أول مذيعة محجبة تظهرعلى شاشة التلفزيون المصري عبر قناة النيل للأخبار "فطلعت (صعدت) للأستاذ ابراهيم الصياد رئيس قطاع الأخبار وقلت له احنا كده خلاص يعني رئيس الجمهورية تم الاعلان عنه ويعني عاجلا أم آجلا هنطلع على الشاشة.. فنأخذ المبادرة مننا نطلع في برنامج نبتدي نمهد بشكل تدريجي ونبتدي نظهر ع الشاشة. فاقتنع الحمد لله بكلامي ووافقني انني أظهر في برنامج صباح جديد على شاشة النيل للأخبار.. وكان أولظهور لمذيعة محجبة على شاشة النيل للأخبار في برنامج صباح جديد تحديدا يوم 30 يونيو يوم تسلم الرئيس محمد مرسي السلطة رسميا يعني."
ولكون رفع الحظر عن ظهور مذيعات الأخبار المحجبات على شاشة التلفزيون المصري تم في عهد الرئيس محمد مرسي وتحت اشراف وزيراعلامه المنتمي لجماعة الاخوان المسلمين صلاح عبد المقصود فقد ثارت مخاوف في أوساط الليبراليين من ان جماعة الاخوان المسلمين تستخدم أدواتها لأسلمة مصر.
وعن ذلك قالت المذيعة المحجبة نرمين خليل أنور "كان الانتقاد الأبرز انه ده اتجاه لأخونة الاعلام أو أسلمة الدولة. أنا شايفة (أرى) لا خالص على الاطلاق. ده اعادة لحق كان مسلوب ولحق كان مغتصب وان ده كان حقنا من زمان.. من سنوات عديدة. يعني انا لولا منعي واقصائي من أواخر (عام) 2007 ما كنتش اضطريت أسيب (اترك) تلفزيون بلدي وأروح أشتغل في قناة أخرى يعني. فبالتالي لا هو رد للمظالم ورفع لحالة من الظلم والغبن والاقصاء والمنع تعرضنا له سنوات طويلة دون أي سبب محدد ودون أي سند قانوني أو دستوري يعني."
ويقول ابراهيم الصياد رئيس قطاع الأخبار في التلفزيون المصري ان رفع الحظر عن ظهور المذيعات المحجبات على شاشة التلفزيون المصري لا علاقة له ببروز الاخوان المسلمين في الحكومة لكنه يعتبر تطبيق القرارات سابقة بهدف تغيير سياسة كانت تعتبر تمييزية.
وأضاف لتلفزيون رويترز "القضية ليست قضية الحجاب اللي هي أثير حولها الجدل. القضية هي معايير مهنية وامتلاك المذيعة لأدوات المهنة اللي هي (بالانجليزية) مهنتها يعني. لازم تتمتع بالمواصفات. البعض تصور ان الحجاب جواز سفر للظهور على الشاشة. هذا خطأ مئة بالمئة. انما الحجاب هو حرية شخصية.. شكل من الأشكال الموجودة في اللبس طالما ان هناك القواعد."
وقالت بعض المذيعات من غير المحجبات انهن يؤيدن رفع الحظر على ظهور المذيعات المحجبات على شاشة التلفزيون شريطة ألا يؤدي ذلك الى تمييز عكسي ضد غير المحجبات.
وقالت قارئة الأخبار بقناة النيل أيضا دينا زهرة لتلفزيون رويترز "والله انا بأتكلم نظريا مش المفروض يتسبب في قلق. يعني نظريا المذيعة المحجبة من حقها انها تفتتح كل المجالات لكن لو تحول الموضوع ان المحجبات أصبح لهن ميزة عن غير المحجبات. كنا احنا بنتكلم عن ظلم بيقع على غير المحجبة زي ما كان فيه ظلم بيقع على المحجبة دلوقتي هيبقى الوضع معكوس. وده وضع هايبقى مرفوض. لكن نظريا لازم الجميع يكون عنده فرص متساوية في الشغل."
وترى الكاتبة الصحفية المصرية فريدة الشوباشي انه من المؤكد انحكومة الاخوان المسلمين ستفضل المذيعات والصحفيات المحجبات.
ولذلك فانه في الوقت الذي يرى فيه البعض ان التفرقة في مصرانتهت يرى آخرون ان معايير جديدة للتفرقة قامت مع هيمنة الاخوان المسلمين على السلطة.
وقالت فريدة الشوباشي لتلفزيون رويترز "هاتبقى المذيعة دي متميزة او ممتازة -حتى الآن ووزير الاعلام اخواني- عن نظيرتها المسلمة غير المقتنعة بالحجاب او القبطية. انتي النهاردة بتعملي فرز طائفي في مرآة الدولة وكمان بتشجعي التوجه الى النفاق لنه فيه دلوقتي مذيعات حيقولك دي يمكن تحظى باحترام أكثر.. تحظى بوضع متميز...فاحنا كمان نتحجب لأن ما حدش يقول لي ان الملايين المحجبة في مصر دي بتتسق مع الوضع اللي احنا فيه."
وسيتعين على الجميع الانتظار ليروا ما اذا كانت المذيعات المحجبات سيحظين بمكانة خاصة متميزة في عهد الرئيس مرسي أم ان الجدل الدائر مجرد مخاوف بلا أساس.