أحدث الأخبار
كتبت: رحمة ضياء
20 سنتيمترا من شعرها كانت كافية لتغزل ابتسامة على وجه إحدى محاربات السرطان، فلم تتردد هبة علي في التبرع بشعرها الذي تعتبره أغلى ما تملك لمساندة مريضة سرطان خسرت شعرها بعد العلاج الكيماوي.
هبة واحدة من عشرات الفتيات والسيدات، اللاتي تستقبل الجمعية المصرية لدعم مرضى السرطان تبرعاتهن بالضفائر لصالح المريضات يوميا.
وشهر أكتوبر هو شهر التوعية بسرطان الثدي، انطلاقا من مبادرة دولية، بدأت عام 1985 كشراكة بين جمعية السرطان الأمريكية وقسم الصيدلة في شركة "Imperial" للصناعات الكيميائية، ودعمت منظمة الصحة العالمية الفكرة وشجعت تطبيقها في بلدان العالم حتى بدأ العمل بها على المستوى الدولي منذ عام 2006.
وسرطان الثدي هو ثاني أكثر السرطانات انتشارا في مصر، إذ يمثل 19.29% من حالات السرطان المسجلة في معهد الأورام وفق إحصائيات المؤسسة المصرية لسرطان الثدي، وهو أكثر السرطانات انتشارا بين الإناث، إذ يمثل 30% من مجموع سرطانات الإناث في مصر.
وتقول هبة علي، التي تعمل صحفية، وتبلغ من العمر 33 عاما، "تخيلت نفسي مكان مريضة السرطان اللي فقدت شعرها، وتأثير ده على نفسيتها وعلى معركتها ضد السرطان .. وقتها مترددتش لحظة إني أتنازل لها عن جزء من شعري".
علمت هبة بمبادرة الجمعية المصرية من خلال تدوينات على موقع "تويتر" لفتيات خضن التجربة، وتحمست للفكرة، قائلة "قررت وقتها أتبرع بشعري كصدقة في شهر رمضان".
وتضيف "الصدقة مش لازم تكون حاجة قديمة ومش محتاجينها بالعكس لازم نتصدق بأفضل ما عندنا، ولأن شعري هو أغلى ما عندي قررت أتبرع به لمريضات السرطان".
وبالفعل نفذت "هبة" القرار وسلمت ضفيرتها إلى الجمعية المصرية لدعم مرضى السرطان، التي تستقبل من 30 إلى 50 تبرعا من الفتيات والسيدات يوميا، وفقا لإسراء الشربيني، المديرة التنفيذية للجمعية.
وتقول إسراء إن أول ضفيرة استلمتها الجمعية كانت لفتاة تدعى "ياسمين عمر"، طلبت أن تتبرع بشعرها للجمعية بعد خوض والدتها معركة انتصرت فيها على السرطان، وقررت أن تشارك في دعم بقية المحاربات ولو بضفيرة.
وتضيف إسراء "طلبت من ياسمين أن تنشر صورتها ورسالتها من التبرع بشعرها لصالح محاربات السرطان على مواقع التواصل الاجتماعي وبالفعل انتشرت القصة بقوة وتلقينا بعدها الكثير من التبرعات".
وتشير إسراء إلى أن التناول الإعلامي لقصة ياسمين وفكرة التبرع بالضفائر ساهم بقوة في نشر المبادرة التي بدأت في فبراير الماضي.
ويوضح أحمد منصور، مدير النشاط بالجمعية المصرية، أن الجمعية تتسلم التبرعات في مقرها بالمهندسين، أو تستقبلها عبر البريد على عنوان المقر.
ويشير إلى أن المطلوب من الفتاة التي تريد التبرع ألا يقل طول الضفيرة عن 20 سنتيمترا، وأن يكون الشعر جافا قبل قصه حتى تكون رائحته طيبة، مشيرا إلى أن درجة النعومة لا تهم ويمكن لكل أنواع الشعر أن تكون مفيدة.
ويوضح منصور "كل أسبوع بيجيلنا طلب واحد على الباروكات من محاربات السرطان"، قائلا "لأن لسه معندهمش الجرأة أنهم يقولوا عاوزين باروكة".
ويضيف "بنسلم محاربات السرطان مجموعة من الضفاير اللي تنفع باروكة، ونعرفهم المركز اللي بيقوم بغزل الباروكة من الضفاير بتخفيض كويس"، موضحا أن الجمعية تتحمل تكلفة الباروكة لغير القادرات.
ويوضح منصور أن المريضات في حاجة للباروكة لتدعم ثقتهن بأنفسهن، ولتفادي نظرة الشفقة التي يوجهها لهن المجتمع والتي تعتبرها بعض السيدات تعديا على خصوصيتهن.
ويقول محمد فريد، صاحب مركز لتصنيع وبيع الشعر المستعار، إن "الباروكة الواحدة قد تحتاج لخصلات شعر عدد من المتبرعات بحيث لا يقل مجموع وزنهم عن 200 جرام ولا يقل الطول عن 25 سنتيمترا، ويشترط أن يكون هناك تقارب في خامة الشعر سواء كان كيرلي أو مفرود"، مشيرا إلى أن عملية التصنيع لا تحتاج لأكثر من يوم واحد.
ويضيف فريد "فيه ستات بيبقوا عاوزين تسريحة معينة أو لون شعر معين، وفيه بيفضلوا الباروكة الجاهزة".
ويشير إلى أن السيدات في الحالة الأولى يدفعن ثمن تكلفة التصنيع فقط، أما في الحالة الثانية فيتحملن ثمن "الباروكة".
وتتراوح أسعار الشعر المستعار من 150 إلى 300 جنيه إن كان معتمدا في تصنيعه على شعر صناعي أما الذي يتم غزله من شعر طبيعي فيتراوح سعره بين 2000 إلى 4000 جنيه وفقا لفريد.