أحدث الأخبار
تلقت صورة الكرة الافريقية ضربة أخرى عقب إلقاء أحداث الشغب التي وقعت الأسبوع الماضي خلال كأس الأمم الافريقية لكرة القدم بظلالها على فوز ساحل العاج المثير باللقب والانجاز الذي حققه مدربها ايرفي رينار وارتدائه لقميصه الأبيض الذي اعتاد الظهور له ليجلب له الحظ.
وعقب تفريط غانا ونيجيريا والكاميرون في فرصها في كأس العالم الأخيرة التي أقيمت العام الماضي بسبب خلافات داخلية بشأن المكافآت وضعت بعض الأحداث السيئة التي شهدتها البطولة التي أقيمت في غينيا الاستوائية واختتمت امس مسؤولي الكرة الافريقية تحت المجهر ثانية.
ويحتمل أن تظل بعض المشاهد ماثلة في الاذهان لفترة طويلة مثل مطاردة أعضاء من المنتخب التونسي للحكم خارج الملعب عقب خروج فريقهم من البطولة وتحليق هليكوبتر على ارتفاع منخفض للغاية فوق الجماهير بشكل أثار الخوف في ظل اندلاع أحداث شغب في مباراة الدور قبل النهائي يوم الخميس الماضي. وقد تطغى هذه المشاهد على احتفالات ساحل العاج بالفوز باللقب القاري.
ورد الاتحاد الافريقي للعبة - والذي وعد بمساندة سيب بلاتر الرئيس الحالي للاتحاد الدولي خلال انتخابات رئاسة الفيفا في مايو ايار المقبل - بعقوبات مثيرة للجدل أعطت انطباعا بأن الاتحاد القاري يبحث عمن يحمله عبء ما حدث.
واظهر فوز ساحل العاج 9-8 بركلات الترجيح على غانا في النهائي عقب انتهاء الوقتين الاصلي والاضافي بالتعادل السلبي مدى براعة البطولة في إظهار أبطال غير تقليديين.
وسجل ابو بكر باري الحارس الثاني لساحل العاج هدف الفوز باللقب من ركلة الجزاء الأخيرة والحاسمة.
وانقذ باري - الذي لعب بعد إصابة الحارس الاساسي سيلفان جبونو - تسديدة رزاق بريماه حارس مرمى غانا. وبعد تلقيه العلاج بسبب ما بدا أنها إصابة عاد باري ليسجل ركلة الجزاء الحاسمة.
واستطاع باري انهاء مسيرة مؤلمة شملت ضياع اللقب من يد منتخب ساحل العاج عدة مرات منذ عام 1992 ليفوز الفريق لقبه القاري لثاني مرة.
إلا أن انجاز المدرب رينار بدا أكثر وضوحا.
وبدا المدرب الفرنسي الحماسي الذي قاد زامبيا المغمورة إلى الفوز باللقب عام 2012 أول مدرب يفوز باللقب مع منتخبين مختلفين وهو يرتدي قميصه الشهير في المناسبتين.
وفيما بين لقبي رينار تحمل المدرب الهبوط من دوري الدرجة الأولى الفرنسي مع فريق سوشو. وقبل هذه النجاحات أمضى المدرب عشر سنوات يدير مشروع للنظافة شمل إزالة مخلفات من المباني في الساعات الاولى من الصباح.
إلا أن القصص المفرحة توارت خلف المشكلات المعتادة في مثل هذه البطولة.
وفي نفس الأمسية وفي ظل إقامة النهائي عانت الكرة الافريقية من كارثة جديدة على صعيد الاستادات عندما قتل 22 شخصا على الأقل خارج استاد الدفاع الجوي في مصر قبل مباراة الزمالك مع إنبي في الدوري الممتاز أمس الأحد.
ووقعت اولى احداث الشغب خلال كأس الأمم الافريقية عندما خسرت تونس امام غينيا الاستوائية المستضيفة في دور الثمانية للبطولة عقب حصول اصحاب الارض على ركلة جزاء مثيرة للجدل في الوقت المحتسب بدل الضائع لتتعادل غينيا قبل ان تفوز 2-1 عقب اللجوء لوقت إضافي.
ودخلت قوات مكافحة الشغب لحماية الحكم من الفريق الخاسر. إلا أن حكم اللقاء نال عقوبة الإيقاف لستة اشهر بينما لم يتم إيقاف أي لاعب من تونس بسبب هجومه على الحكم.
وتوقفت مباراة غينيا الاستوائية في الدور قبل النهائي أمام غانا لمدة 40 دقيقة بعد إلقاء جماهير الفريق المضيف لمقذوفات على جماهير غانا التي فرت باتجاه ارض الملعب للإفلات من احداث الشغب.
وتم تغريم غينيا الاستوائية التي باتت الدولة المضيفة قبل شهرين - مبلغ 100 الف دولار. الا ان المغرب الذي لم يكن حاضرا في البطولة والذي جرد من استضافتها هو من تحمل غضب الاتحاد الافريقي.
وكان من المقرر في البداية ان يستضيف المغرب البطولة الافريقية الا انه جرد من هذا الحق عقب طلبه تأجيلها بسبب مخاوف تتعلق بانتشار فيروس الايبولا.
وحرم المغرب من خوض النسختين المقبلتين لكأس الامم وعوقب الاتحاد المغربي بغرامة مالية قدرها مليون دولار وأمر بدفع 8.05 مليون يورو (9.12 مليون دولار) لتعويض اضرار تسبب فيها للاتحاد الافريقي وشركائه.
وعند هذه النقطة بدا الاتحاد الافريقي مستعدا لخوض غمار مشكلة جديدة مع اتهام رئيسه عيسى حياتو لوسائل الاعلام بتضخيم ما حدث وإضفاء هالة مسرحية عليه.
ووصف الاتحاد الغاني للعبة في البداية الاستاد الذي اقيم عليه اللقاء يوم الخميس الماضي بأنه "ساحة حرب" والمعاملة التي لاقتها جماهيره بانها "همجية" قبل أن يسارع لتغيير نبرة حديثه ووضع رئيسه كويسي نيانتاكي اسمه على بيان يحمل قدرا من التحدي وصدر عن اللجنة التنفيذية للاتحاد القاري.
وقال البيان "النسخة 30 من كأس الامم الافريقية اقيمت فقط في غينيا الاستوائية من خلال العلاقات والاتصالات الشخصية لعيسى حياتو رئيس الاتحاد الافريقي الذي تعرض وللأسف لحملة صحفية متحيزة للاقلال من مكانته."
واضاف "تود (اللجنة) الاعراب عن خالص امتنانها وعرفانها لرئيس الاتحاد الافريقي على مشاركته الحالية في تطوير كرة القدم في افريقيا."