أحدث الأخبار
كتب: سعادة عبد القادر
احتجزت السلطات السعودية أربعة صيادين مصريين قبل عشرة أيام، وقال أقارب ومصادر بالسعودية إن الصيادين تعرضوا لتعذيب واتهموا بالتهريب والتخطيط لتفجير، فيما قالت وزارة الخارجية المصرية إنها لا تعلم عن الأمر شيئا.
احتجزت السلطات السعودية الصيادين الأربعة يوم الخميس الرابع من فبراير الجاري في واقعة لم يعلم عنها أحد أي تفاصيل بالقرب من مدينة الوجه التابعة لمنطقة تبوك.
كان المحتجزون يستقلون مركب (عروس البحر)، وهم العربي محمد (43 سنة) من قرية العزيزة مركز المنزلة بمحافظة الدقهلية، ومحمد السيد الشحنة (35 سنة) قرية الشبول بالدقهلية، ومحمد عبد الرحيم (30 سنة)، ومعوض محمد (42 سنة) وهما من محافظة بني سويف.
تهريب مخدرات وتنفيذ تفجيرات
وتقع منطقة الوجه على الساحل الشمالي الغربي للسعودية على البحر الأحمر، ويواجه الصيادون الأربعة تهمتي تهريب مخدرات، ومحاولة تنفيذ تفجيرات بالمملكة السعودية.
وقالت مصادر في سجن الوجه مع الصيادين الأربعة إن الصيادين المصريين عزلوا بعد عرضهم على النيابة اليوم الأحد، وإنهم إذا أدينوا بالتهم فسيواجهون عقوبة السجن المؤبد أو الإعدام.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية، طلب عدم ذكر اسمه، "لأصوات مصرية"، إن الخارجية ليس لديها علم بموضوع القبض على صيادين مصريين بالسعودية إطلاقا.
أصل القصة
ربيع محمد شقيق الصياد معوض والذي عرف التفاصيل من اتصالات شقيقه به خلسة، يقول إن معوض لجأ إلى العمل بمهنة الصيد منذ 6 أشهر بعد ركود السياحة في شرم الشيخ حيث كان يعمل.
ويقول ربيع إن النيران اشتعلت بمركب الصيد، الذي كان على متنه الصيادون الأربعة، نتيجة محاولة فاشلة من أحدهم لتشغيل ماكينة إضاءة المركب التي تعمل بالبنزين، لكنها أحدثت شرارات بجانب مخزن الوقود.
ويضيف أن ما زاد الأمر سوءا أن المركب يحمل على متنه جراكن (عبوات سعة 20 لترا) من البنزين تستخدم في تزويد الموتور (المحرك) بالوقود.
ويوضح أن فشل جهود الصيادين لإخماد النيران وإصابتهم بحروق، وأكثرهم تضررا محمد عبد الرحيم، جعل قائد المركب العربي محمد يبحر مسرعا دون قصد إلى المياه الإقليمية السعودية من أجل النجدة، لكن سلطات البحرية السعودية سارعت بإلقاء القبض عليه وعلى زملائه بعد مشاهدتها النيران في عرض البحر.
وبحسب ربيع فقد عذبت السلطات السعودية الصيادين لساعات لإجبارهم على التوقيع على اعتراف بتهريب مخدرات وبعدها احتجزتهم بأحد المستشفيات لتلقى العلاج من الحروق.
ووجهت السلطات السعودية تهم التهريب إلى الصيادين الأربعة، علاوة على تهمة محاولة الدخول إلى البلاد لتنفيذ تفجيرات بالمملكة بعد العثور على عبوات بنزين بالمركب.
غائب لحسن الحظ
ويقول بلال نصر ابن شقيقة الصياد العربي محمد إنه يعمل مع خاله العربي على نفس المركب المحترق ولكن من حسن حظه أنه تغيب عن العمل منذ أن أبحر المركب من منطقة الغرقانة بشرم الشيخ قبل الخميس 4 فبراير بثلاثة أيام.
ويضيف نصر أن المركب يبلغ طوله 12 مترا وعرضه 4 أمتار ويبحر للصيد في عرض البحر لمدة 10 أيام حيث يجري جمع وتخزين حصيلة الصيد في ثلاجات تبريد بالمركب لحين الرجوع إلى الشاطئ وتسويق الأسماك.
ووفقا لنقابة الصيادين بدمياط فإن عدد الصيادين المسجلين بمختلف مناطق الصيد يبلغ 16 ألف صياد، وعدد مراكب الصيد المرخصة 1740 قاربا شراعيا و4826 مركبا يعمل بمحرك.
على باب الله
يوضح نصر أن الصيادين، وهو أحدهم، لا يعرفون الحدود الجغرافية للمياه بين الدول فداخل البحر لا يرون سوى المياه والسماء وإذا تخطوا إلى حدود مياه الدول المجاورة فهم لا يعرفون ذلك.
ويشير إلى أن راتب الصياد على المركب لمدة 10 أيام حوالي ألف جنيه.
وطالب نصر، الخارجية والسفير المصري بالسعودية بالتدخل للإفراج عن الصيادين المحتجزين، واصفا إياهم بأنهم "ناس على الله وليسوا مهربين أو إرهابيين".
ويقول السيد الشحنة (76 سنة) والد الصياد محمد أحد المقبوض عليه بالسعودية إن ابنه هو العائل الوحيد له ولأسرته "وهو راجل أرزقي على الله بيشتغل اليوم بيومه".
ويضيف السيد أن ابنه لم يتصل به، ولكنه عرف بخبر القبض عليه من عائلة العربي محمد والمقبوض عليه أيضا، ولا زال حتى الآن لا يعلم ما إذا كان ابنه حيا يرزق أم لا.
التواصل مع السعودية.. صعب
سامي غبن المستشار القانوني للنقابة العامة للصيادين على مستوى مصر والموكل بقضية الصيادين الأربعة المحتجزين بالسعودية يقول إن صعوبة التواصل مع الجانب السعودي للوقوف على مجريات الأمور جعلته يتقدم بطلب إلى الأمين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب بأمانة القاهرة يطلب منه توكيل محامين من السعودية لمتابعة الأمر معه تمهيدا لاتخاذ خطوات قانونية سليمة.
ويضيف غبن أن الأمين العام وافق على لقاء معه غدا الاثنين، في الساعة الثالثة عصرا بأمانة القاهرة لاتخاذ ما يلزم حيال القضية والترتيب لاجتماع رسمي يتبنى فيه الاتحاد القضية في حالة عدم الإفراج عن المحتجزين.
أحداث مشابهة:
في يناير 2015 احتجز 15 صيادا مصريا بميناء بليبيا.
في أبريل، البحرية السودانية تُلقى القبض على 105 صيادين بالقرب من ميناء بور سودان، وتوجه إليهم تهم التجسس وتصوير مناطق عسكرية.
في مايو، السلطات الليبية تلقي القبض على 15 صيادا وتقتل آخر بمركب (الأميرة مني) قرابة ساحل مصراته.
في أغسطس ألقت السلطات التركية القبض على 15 صيادا مصريا.
في أكتوبر ألقى خفر السواحل التونسي القبض على 12 صيادا مصريا.