كتبت: رحمة ضياء

المرأة تعبر عن مشاعرها والرجل يميل للكتمان، هذا ما فسرت به المعالجة الروحية هنا كمال إقبال الفتيات على رسومات الماندالا، التي ظهرت في مصر منذ نحو العامين. 

وقالت مؤسسة "مركز 35 ب لليوجا والتأمل"، لأصوات مصرية، إن "المرأة المصرية ليست كئيبة كما يشاع عنها والرجل أضعف على المستوى النفسي والعاطفي، لكنه لا يعبر عن مشاعره مثلها".

تفريغ الطاقة السلبية

و"الماندالا" اسم هندي يعني الدائرة المنتظمة أو المنسجمة، وتتنوع رسومتها بين الزهور والحيوانات والأشكال الهندسية، ويعود أصلها إلى الثقافة الهندية.

وتصمم "الماندالا" برسومات دقيقة مفرغة بحيث تساعد من يلونها على التركيز في التلوين ومن ثم الاسترخاء وتفريغ الطاقة السلبية وتحقيق السلام النفسي.

وتشير هنا كمال إلى أن سبب انتقال "الماندالا" إلى مصر هو تزايد ضغوط الحياة اليومية في السنوات الأخيرة، قائلة، "الناس بدأت تدور على حلول بديلة عن طرق العلاج النفسي التقليدية، والإنترنت لعب دوراً في تعرف الناس على الماندالا، لإنها مش اختراع جديد".

وقامت هنا كمال بتصميم مجموعة من رسومات الماندالا بالتعاون مع فريق "مركز 35 ب" ، من الاستشاريين النفسيين، وتنشرها على صفحة المركز على فيس بوك لمن يريد أن يطبعها ويلونها.

و"35 ب" مركز لليوجا والتأمل مخصص للسيدات فقط، ويستمد اسمه من عنوان العقار الكائن فيه، وأنشيء في يناير 2014 ويبلغ عدد متابعي صفحته التي تحمل نفس الاسم نحو 11 ألف مشتركا.

وتشجع هنا كمال متابعي الصفحة على تنظيم مسابقة لتلوين رسومات الماندالا. ولا ينتهي الأمر عند التلوين، حيث تقوم المعالجة الروحية بعد ذلك بتحليل شخصية المشاركين حسب الألوان التي استخدموها فلكل لون دلالة معينة، وتصف الألوان بأنها "ترجمة للشخصية".

وأشارت إلى اشتراك نحو 100 شخص في المسابقة عبر صفحة المركز أغلبهم فتيات ونساء، قائلة، "للأسف لم يشترك سوى 4 شبان من الذكور فقط والفئة العمرية للمشتركات انحصرت بين سن 23 سنة إلى 35 سنة".

وقامت هنا كمال بطباعة رسومات الماندالا التي صممتها مع فريقها في كتاب تقول إنه سيصدر في مارس المقبل بالتزامن مع يوم المرأة العالمي، مضيفةً أنه سيباع بسعر رمزي، حتى يستفيد منه الجميع.

وتضيف، "للأسف أسعار كتب الماندالا الموجودة بتوصل إلى 400 جنيه رغم أن كتير منها مأخوذ من كتب أجنبية وده بيصعب على الناس إنها تشتريها".

انفصال عن الواقع

وعبرت مجموعة من الفتيات عن تجربتهن مع "الماندالا" فوصفتها هبة حشمت بإنها تجربة "جميلة جدا".

وقالت، "كنت عايزة أجربها من زمان لأن اللي جربوها قالوا إنها ممتعة .. ولما جربتها لقيتها بتنسي الدنيا كلها وبتدخلك في عالم الألوان وبس ... أتمنى الكل يجربها ويسمح لخياله ولألوانه بالجموح". 
وقالت عنها نورهان سري، "بتاخدني لرحلة معاها.. لما بخلص بحس إن نفسيتي اختلفت تماما .. وفترة التلوين بحس إني فصلت عن العالم كله فبقدر أكمل حياتي بروح جديدة لأني بحس إني طلعت طاقة كبيرة جدا في حاجة حلوة وبكتشف حاجات جديدة عن نفسي خصوصا بعد تحليل التلوين".

ووصفتها علا عبد الله بأنها "محاوله ظريفة أن الواحد يخرج طاقة سلبية ويدى لنفسه مساحة يفكر في أي حاجة مش لاقيلها وقت للتفكير.. أنا انبسطت".

العلاج الروحي

ويبلغ حجم سوق "الصحة الشاملة" 3.4 ترليون دولار سنويا في العالم، ويشمل كل طرق العلاج العضوي والنفسي بما في ذلك التأمل واليوجا والتخسيس والعلاج الطبي، وفقا لموقع المعهد العالمي "الصحة الشاملة"، وهو ما يعادل 3.4 أضعاف  حجم سوق  الصيدلة عالميا.

وفي مصر بدأت طرق العلاج الروحي تلقى رواجا في السنوات الماضية حيث تم تأسيس مراكز متخصصة، لممارسة اليوجا والتأمل والماندالا.

واحتلت مصر المركز 135 من 158 عالميا في تقرير السعادة العالمي الذي أعدته شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة وصدر في 2015. ويستند التقرير على الحالة الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين.