أحدث الأخبار
عاصفة الانتقادات التي استهدفت الصحفية المصرية التي شاركت في تغطية حفل الأوسكار ومؤسستها ربما لم تكن لتحدث قبل سنوات قليلة، لكن الانتشار المتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية سمح بعقد "محاكمة" للصحفية وللمؤسسة وللإعلام المصري التقليدي وما يعانيه من مشاكل تقيد تطوره.
صحفية "اليوم السابع"، شيماء عبد المنعم، جاءتها الفرصة لتكون آخر من يطرح سؤالا في حفل توزيع جوائز الأوسكار في هوليوود على النجم العالمي ليوناردو دي كابريو الفائز بجائزة أفضل ممثل لأول مرة في مشواره الفني المستمر منذ 25 عاما.
وتحدثت الصحفية قائلة "إنها أول صحفية مصرية تغطي الأوسكار من هنا" لتبدو كأنها تعلن خبرا بدلا من طرح سؤال ورغم وجود صحفيين مصريين آخرين سبق أن غطوا الحدث. وبعد الأسئلة العديدة التي وجهها الصحفيون للنجم العالمي وحاولوا فيها التطرق لمختلف جوانب الحدث جاء سؤال الصحفية المصرية "ماذا عن أول أوسكار لك؟".
كان السؤال عاما لدرجة أن دي كابريو طلب إعادة السؤال لترد الصحفية بكلمات متقطعة. وحين استوعب دي كابريو الكلمات قال في دهشة "أول أوسكار لي؟". ولم يستطع المخرج المكسيكي اليخاندرو جونزاليس الذي كان يقف بجوار دي كابريو كتم ضحكاته، بل وضجت القاعة كلها بالضحك.
ورفع صاحب الأوسكار حاجبيه وقال "إنه مذهل".
وفي إشارة إلى أن السؤال لا يحمل جديدا، أضاف "كما قلت فإنني ممتن جدا.. شكرا". واستمر دوي الضحكات في القاعة.
وانفجرت عاصفة الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي. وقال مصطفي مراد في تعليق له على فيس بوك "المشكلة كمان أن في ناس بتقول إن الصحفية شيماء سألت سؤال اجابته بديهية. لأ يا جماعة هي مسألتش سؤال من أساسه! هي قالت حاجة زي إيه النظام؟".
وقبل انتشار الأمر عبر مواقع التواصل كان موقع صحيفة اليوم السابع على الإنترنت قد تعامل مع الكلمة التي قالها دي كابريو بشكل مختلف فيما أعاد للأذهان مسألة مدى توافر المصداقية في كثير من تناول وسائل اعلام مصرية للأخبار. فقد نشر الموقع خبرا عقب انتهاء المؤتمر الصحفي بعنوان "انفراد.. ليوناردو دى كابريو لليوم السابع: فخور بحصولي على أول أوسكار بحياتى."
"بالصور.. هذه هوليوود بعيون اليوم السابع"، كان هذا عنوان تقرير مصور آخر نشره موقع الصحيفة، وكانت الصور في التقرير عبارة عن 41 صورة "سيلفي" للصحفية مع تماثيل لفناني هوليود ومشاهير أفلامها مما أثار تساؤلات أخرى عن مدى جدية وسائل اعلام مصرية في الالتزام بقواعد المهنية.
وانتشرت الكلمات الإنجليزية التي نطقت بها الصحفية "وات آباوت يور فيرست أوسكار" على صفحات المصريين على فيس بوك انتشار النار في الهشيم. وتناولت الأمر وسائل اعلام اجنبية مثل صحيفة اندبندنت البريطانية ومجلة فارايتي الأمريكية.
وقالت نرمين البحطيطي على فيس بوك إن الصحفية "أخطأت حين وضعت مصر في جملة مفيدة وهي لم تكن على قدر نطق اسم دولتها في محفل دولي.
"أخطأت حين صورت هوليوود والأوسكار ووضعت وجهها والسيلفي الخاص بها رفيقا لكل ما جاء بالمقال."
واستنكرت طريقة منح الفرص في المؤسسات الإعلامية المصرية قائلة "اليوم السابع ممتلئ عن آخره بمئات من الكفاءات الشابة... هؤلاء من يستحقون فرصتها لا هي."
لكن الصحيفة رفضت الاعتراف بحدوث خطأ في الاختيار وحاولت قلب المائدة على المنتقدين. واعتبرت علا الشافعي رئيس قسم الفن بالصحيفة أن الانتقادات هي "منطق الكارهين والشتامين على فيس بوك".
وفي مسعى لاظهار اللوم كانه موجه لفرد وليس للمؤسسة واصحاب القرار فيها، دافع خالد صلاح، رئيس تحرير الجريدة، عن الصحفية، في تدوينة على حسابه عبر "فيس بوك"، قائلًا "في تقديري الارتباك وارد في حدث بهذا المستوى، بعض كبار الفنانين يرتبكون على المسرح أمام جمهورهم، والحظ عاند هذه المحررة المخلصة والمجتهدة والصغيرة".
وأنهى التدوينة بقوله "أوعدكم بإذن الله إنها هتروح تغطي الأوسكار السنة المقبلة في 2017، وستكون أروع وأشطر كعادتها دائمًا".
وقالت مها محروس، في حسابها على تويتر، إنه "لو صحفية (أبوت أوسكارز) مراسلة مؤسسة حكومية.. كان خالد صلاح طالب بإقالة وزير الثقافة.. لكن لأنها مراسلة اليوم السابع فقالك انتظروها أوسكار2017".
وسبق أن رفضت صحيفة حكومية مصرية الاعتراف بالخطأ حين تلاعبت في صورة تجمع الرئيس السابق حسني مبارك وزعماء آخرين لتضع الرئيس السابق في المقدمة.
خالد البرماوي كتب في مقاله المنشور بالمصري اليوم، "لو كنت سأنال فرصة وشرف أن أغطي حفل توزيع جوائز الأوسكار، وعلى فرض أن معلوماتي شحيحة حول السينما العالمية، وحتى لو كانت جيدة، سأبدأ على الفور بوضع خطة للتغطية قبل الحدث بأسابيع، وربما شهور لو تيسّر الأمر، سيكون البحث والسعي لجمع أكبر قدر من المعلومات والأخبار ذات الصلة هو هدفي الأول".
كريم نجل الصحفي المصري أحمد صالح، قال في تعليقه على فيديو الأوسكار، " والدي سافر لتغطية الأوسكار مرتين في السبعينات لصحيفة أخبار اليوم، وهناك مصريون كثيرون مثل يوسف شريف رزق الله، سلمى الشماع، رفيق الصبان، قاموا بتغطية الحفل"، وأضاف متهكمًا، "وبعدين تيجي يا شيماء بعد 40 سنة تقولي "أي أم ذا فرست اجيبشان؟!".
الصحفي نادر شكري، كتب على حسابه بفيس بوك، "حفل جوائز الأوسكار تم تغطيته قبل سنوات من قبل الصحفيين يوسف شريف رزق الله ومحفوظ دوس منذ الثمانينات لجريدة وطنى".
موقع إعلام دوت أورج حاور الصحفية شيماء عبد المنعم، وجاء في ردها على سؤال الموقع، لماذا قلت في البداية إنك أول صحفية من مصر؟ ولماذا كان سؤالك تقليديا لدي كابريو؟ فأجابت "لأنني كنت أخطط أن أربط بين الموقفين وأن أدفعه لقول تصريح عن مصر، لكن مشيئة الله لحظتها ذهبت بي في اتجاه آخر".
وأضافت، "لا أريد أن أبالغ وأقول إن "دي كابريو" نفسه كان مرتبكا، لكنني لأنني كنت هناك أؤكد أنه كان يحاول إظهار سعادته الكبيرة بالجائزة وعدم التأثر والبكاء كما يفعل نجوم آخرون، ربما ذلك ما جعله يعتقد أن سؤالي يستحق هذه الدهشة".