أحدث الأخبار
- نقدم خدماتنا من خلال مراسي خاصة بالمطاعم والنوادي ونعمل على استئجار 7 مراسي من المحافظة
"نايل تاكسي" كانت أولى الشركات التي طرحت فكرة التاكسي النهري، ونفذته فعليا منذ ثلاث سنوات، وتقدمت للحصول على رخصة تشغيله حين فتحت الحكومة الباب للترخيص في مطلع الشهر الجاري. أصوات مصرية أجرت حوارا مع رئيس الشركة وتجربته، التي يتوقع أن يساهم التوسع فيها في التقليل من حدة الزحام في القاهرة.
"اركن واركب" شعار تشجع به شركة "نايل تاكسي" أصحاب السيارات على الاعتماد على خدماتها في الانتقال توفيرا للوقت والجهد الذي تستهلكه قيادة السيارة في الزحام، مع الاستمتاع بجمال النيل في مقابل تلوث الشوارع.
ويقول مجدي غالي، رئيس شركة نايل تاكسي، إن حوالي 68% من الزحام في شوارع القاهرة سببه السيارات الخاصة، وخدمة التاكسي النهري تقدم بديلا يوفر الكثير من الوقت، لذلك "نطمح خلال 3 سنوات إلى تقليل عدد السيارات بنسبة 10%، لنترك في الشارع مكانا للمواصلات العامة تسير فيه".
وأضاف غالي "كنا أول شركة تتقدم بطلب الترخيص لتشغيل التاكسي النهري الذي أعلنت عنه الوزارة منذ أيام، فنحن نسعى للحصول عليه منذ 2013".
وكانت وزارة النقل أعلنت منذ أيام عن فتح باب التقديم "لعدد محدود من المشغلين" للحصول على رخصة تشغيل التاكسي النهري في القاهرة الكبرى، للمرحلة الأولى (التي تمتد من منطقة المعادي إلى جاردن سيتي بالقرب من التحرير)، "لمدة استغلال عشر سنوات"، وتقدمت لها ثلاث شركات، كما قال رئيس هيئة النقل النهري لأصوات مصرية منذ يومين.
وكان مؤسس شركة نايل تاكسي قد تقدم بمشروع كبير لاستغلال النيل في نقل الركاب، بالتعاون مع الحكومة في عام 2010، و"كان موعدنا مع حكومة نظيف قبل الثورة بأيام لمناقشة المشروع، كنا سندخل في شراكة"، لكن الموعد تأجل وقامت الثورة، ومرت فترة من عدم الاستقرار، ثم "قررنا أن نبدأ على نطاق أصغر، في فبراير 2013".
بدأ التشغيل التجريبي لنايل تاكسي منذ ثلاث سنوات، من خلال نظامين للخدمة، "نظام الساعات المحددة، الذي يأتي فيه الركاب إلى المحطات في مواعيد ثابتة، ونظام التاكسي الخاص، الذي يطلبه عملاؤنا لتوصيلهم من مكان إلى آخر حسب احتياجهم، وفي مواعيد غير ثابتة"، كما يوضح رئيس الشركة.
وتستهدف الشركة بخدمة المواعيد الثابتة الركاب في رحلات الذهاب والعودة من العمل والجامعات، حيث توفر الخدمة يوميا (ما عدا عطلة نهاية الأسبوع، الجمعة والسبت)، في ثلاثة مواعيد في الصباح تبدأ الساعة 8.30، ويفصل بين كل منها نصف ساعة، ومعادين في نهاية يوم العمل الساعة 4.30 و5.30، كما قال موظف خدمة الحجز بالتليفون لأصوات مصرية.
ويتم الحجز بالتليفون حتى يعرف السائق على أي المحطات سيقف لاستقبال أو توصيل الركاب.
والخط الأساسي الذي يسير فيه التاكسي يبدأ من المعادي وينتهي عند نايل تاوزر في بولاق أبو العلا، وينزل بعض الركاب أو يركبون من الجانب الآخر من النيل، في الجيزة بالقرب من جامعة القاهرة، وفي الزمالك.
ويوضح غالي أن المراكب العاملة لدى شركته مرخصة "أي مركب يجب أن يكون لديه ترخيص حتى يتمكن من السير في النيل، لكن الترخيص الذي تطرحه الهيئة يسمح بوجود مسار محدد للتاكسي وله مراسي خاصة، ويعمل تحت اسم تجاري محدد".
ويقول رئيس شركة نايل تاكسي إن التعاقد جارٍ حاليا على استئجار 7 مراسي من محافظة القاهرة، ليتوجه إليها الركاب مباشرة، وهي موزعة على المنطقة الممتدة من المعادي وحتى الساحل في شبرا، مرورا بجاردن سيتي وبولاق أبو العلا بالإضافة للزمالك.
واستغرق الحصول على التراخيص اللازمة لتلك المراسي وقتا طويلا، كما يقول غالي، وتطلّب موافقة جهات متعددة، شملت اللجنة العليا لحماية النيل ووزارة البيئة ووزارة الري ومعهد بحوث النيل، "أنجزناها كلها وتبقت لنا المحافظة فقط".
وتعتزم الشركة البدء في تجهيز المراسي بعد استلامها مباشرة، تمهيدا لتشغيلها في أسرع وقت، "مش لازم استنى لما كله يجهز"، تبعا لغالي، فالتجهيزات الخاصة برسو المراكب والأمان لها الأولوية، ثم يمكن استكمال الخطة التي تشمل تجميل المراسي، وإقامة كافيتريات لشراء "القهوة والشاي".
وتشترط هيئة النقل النهري على كل شركة أن يكون لديها ثلاثة مراسي على الأقل حتى تتمكن من الحصول على رخصة تشغيل التاكسي النهري، التي طرحتها وزارة النقل. لكنها تمنح الشركات الفائزة فترة سماح ستة أشهر لتجهيز المراسي.
إلا أن الخدمة التي تقدمها الشركة حاليا، وعلى مدار السنوات الثلاثة الماضية، تعتمد على اتفاق مع مجموعة من المطاعم والنوادي والفنادق، يسمح لمراكب التاكسي بالرسو في المراسي الخاصة بتلك الأماكن لاستقبال أو إنزال الركاب.
ويمكن التعرف على الأماكن المخصصة كمحطات مؤقتة للتاكسي عن طريق صفحة نايل تاكسي على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، أو من خلال رقم الهاتف المخصص للخدمة.
وتستغرق الرحلة من المعادي إلى جاردن سيتي ما بين 15 إلى 20 دقيقة، تختلف بحسب المحطات التي يقف فيها التاكسي خلال تلك المسافة لاستقبال أو توصيل الركاب.
وتعتمد الشركة على نظام تتبع للمراكب يوضح أماكنها، والسرعة التي تسير بها، وعدد الركاب، "هذا النظام يضمن الأمان، كما يوفر الوقت والتكلفة، لأنه يتيح لي أن أوجه المركب المناسب للموقع المطلوب حسب مكان تواجده".
"لدينا ستة مراكب، وبنهاية الشهر سيضاف إليها 4 جدد"، كما يقول غالي، موضحا أن نصف هذه المراكب العشرة كبير يستوعب 15 راكبا، ونصفها يسع 8 ركاب، وأن الشركة تخطط لامتلاك مراكب أكبر "مسموح لنا بمراكب تسع 30 مقعدا، وأنا عايز أنزل بالسعر".
ولا تقل تكلفة الرحلة عن 30 جنيها، "إذا ركبت من المعادي ونزلت في محطة قريبة مثل الجيزة (عند كوبري الجامعة). أما لو كنت ذاهبا إلى جاردن سيتي أو نايل تاورز في بولاق فستدفع 35 جنيها" كما يقول موظف الخدمة التليفونية لحجز نايل تاكسي.
ويرى رئيس الشركة إن هذه التكلفة أقل من التاكسي العادي في أوقات الذروة التي تعمل فيها خطوط نايل تاكسي، لكنه يستهدف تخفيض السعر مع التوسع في تقديم الخدمة وزيادة سعة المراكب بعد الحصول على الرخصة.
"أنا حاليا بخسر، لأني لا أستطيع أن أعلن عن الخدمة نتيجة تأخر عملية الترخيص، كما إن مراسيي الخاصة غير متوفرة. لكن المشروع سيغطي تكاليفه في المرحلة المقبلة ويحقق مكاسب"، كما يؤكد غالي، الذي يعمل منذ 15 عاما في مجال توكيلات المراكب البحرية ومحركاتها، وخدمات إصلاحها، بالإضافة لإقامة مراسي لليخوت، قبل أن يدخل مجال النقل النهري.