أحدث الأخبار
المرأة المصرية وثمن الحرية
- الرجال يخشون المرأة القوية
- الرجال يخشون المرأة الذكية
- الرجال يخشون المرأة الثرية
- الرجال يخشون المرأة القيادية
هذه الصورة الذهنية هي إحدى الصور التي رسخها المجتمع حول رؤية الرجال للنساء، والتي بناءً عليها إذا أرادت المرأة الحصول على شريك للحياة والاحتفاظ به فلا بد أن تكون دائما في المرتبة الأدنى.
لا تبالغي في التعلم والمعرفة، ولا تخرجي للعمل، ولا تتقلدي مناصب عليا، ولا تنخرطي في السياسة، وحتى إذا كنت ذكية بالفطرة فلا تتباهي بهذا الذكاء، وإن كنت قوية فلا تظهري له سوى ضعف الأنثى، لأن هذا النموذج هو ما يفضله الرجل المصري الأصلي العصري !!!
وعلى الرغم من المحاولات المستميتة من خلال كل الوسائل وعبر كل العصور لإجهاض أحلام النساء المشروعة واستنساخ "الست أمينة "، إلا أن المرأة المصرية رفضت أن تلعب دور الكومبارس في المسرحية وتمسكت بدور البطولة وقررت منذ سنوات طويلة أن تكون هي "الوتد".
فمنذ أن عرفت المرأة المصرية حقوقها الإنسانية في مواطنة كاملة غير منقوصة، وهي تخوض معاركها اليومية والطويلة في المجالين العام والخاص من أجل المساواة داخل الأسرة وفي العمل والتعليم والمشاركة السياسية، ومن أجل الحق في اتخاذ القرار والحق في جنسية أبنائها والحق في الاستقلال والأمان الشخصي، ومن أجل الحرية والعدالة والكرامة.
وفي كل خطوة نحو التحرر، دفعت النساء والناشطات النسويات ثمنا غاليا على خلفية ما يؤمن به. فكلما تشكل وعي النساء بحقوقهن كلما أدركن التمييز الواقع عليهن. وكلما رفضن هذا التمييز كلما واجهن رياحا عاصفة من التيارات المحافظة والمناهضة لحقوق النساء باعتبارهن مواطنات من الدرجة الثانية ولسن شريكات في هذا الوطن. وبما أنه من المعروف أن دوائر التمييز ضد أي طرف في المجتمع تتشكل وتستمر بعلاقة شرطية مع وجود مصالح للطرف الآخر، وأيا ما كان هذا الطرف الآخر هل هو الرجال أم المجتمع الذكوري رجالا ونساءً أم هي الدولة أم غيرها، فإن الحقيقة التي لا يمكن تجاهلها أن نضال النساء من أجل المساواة كان ولا يزال سباحة ضد التيار.
فحينما قررت أول امرأة طلب الخلع، وحينما تصدت أول فتاة لجريمة التحرش وأصرت على اللجوء للقضاء، وحينما أوقفت بعض الأمهات ختان بناتهن، وحينما قررت بعض النساء اقتحام المهن التي طالما صنفت على أنها "للرجال فقط"، حملن على عاتقهن تغيير واقعهن وكسر الصورة النمطية عن النساء. ولكن المجتمع اعتبر أن خروجهن عن المألوف هو جريمة في حد ذاتها تستوجب العقوبة والردع، فتعرض بعضهن للسخرية والتهكم وتشويه السمعة، وبعضهن تعرضن للقمع والتهديد والمنع من التنقل، وبعضهن خسرن عملهن وخسرن أزواجهن. لكنهن لم يكترثن بهذه الخسائر وأصررن على استكمال مسيرة النضال، ليس من أجلهن فقط ولكن من أجل تغيير واقع النساء الأخريات. لذلك ورغم كل هذه العواقب كانت وسوف تظل المرأة المصرية ذكية قوية مثابرة قيادية ثائرة. وفي كل عام جديد يزيدها التحدي إرادة ويزيدها النضال ريادة.
* ناشطة نسوية