أحدث الأخبار
المدافعات عن "الختان": مش خسارة في جوزي
دشنت "اليونيسيف" في شهر فبراير الماضي، على صفحتها بفيس بوك "UNICEF Egypt" "يونيسيف مصر"، حملة بالصور والمعلومات بمناسبة "اليوم العالمي للختان" الذي يوافق 6 فبراير للتوعية بخطورته.
ورصدت اليونيسيف أرقاماً مفرعة لانتشار هذه الجريمة في مصر واستمرارها. ووفقاً للمسح السكاني الصحي كانت نسبة الختان عام 2008 في مصر 74% وفي عام 2014 وصلت لـ 61%.
وكالعادة، احتلت مصر المركز الأول عالميا في الختان متفوقة على 29 دولة تقع فيها هذه الجريمة، وفق إحصائية اليونيسيف، بـ27.2 مليون فتاة، بنسبة 75% في الريف، و31% في الحضر، وتوضح هذه الأرقام أن 81% من البنات بين 15 – 19 سنة تم ختانهن.
رغم فداحة الأرقام إلا أن تعليقات زوار الصفحة علي الحملة كانت أكثر رعباً. ربما لا يمكن قياس درجة وعي الشعوب من خلال دراسة سلوك مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي، نظراً لأنه عادة ما يكون مستخدموه من فئات وشرائح اجتماعية لا تُمثل المجتمع بأسره خاصة الأقل تعليما وفقراً، لكن أن كانت هذه المقولة صحيحة وهؤلاء المستخدمون يمثلون الشريحة الأكثر وعياً فأننا أمام أزمة حقيقة.
كانت غالبية التعليقات تؤيد "الختان" وتبرره وتدعمه بأسباب علمية "مخبولة" من عينة أن الختان ضروري حتى لا تنزف الفتاة حتى الموت، ولا شرح واحد من أين يأتي هذا النزيف، أو لأن الختان يسهل عملية الولادة للأنثى فيما بعد، أو يسهل عملية الجماع. وعندما يرد القائمون علي الصفحة بالأدلة العلمية التي تنفي صحة كل هذا "العبث"، يظهر الوجه الآخر للمصري المتدين، ويبدأ الحديث عن عفة البنت ووجوب الختان للحفاظ علي شرفها، وتنتهي التعليقات بسب "اليونيسيف" واتهام العاملين فيه بالعمالة والخيانة وخطتهم المشبوهة لتدمير أصالة المجتمع المصري "العفيف".
لم يتوقف اندهاشي من التعليقات عند هذا الحد، وكانت الصدمة الحقيقية هي أن شريحة كبيرة من مؤيدي الختان نساء، يتحدثن عن عفتهن وشرفهن وسعادة أزواجهن بختانهن. وكان الأدهى هي الروايات التي روتها بعض النساء عن أنفسهن وأنهن لم تكن مختنات حتى تقدم العريس وسأل أهلها واكتشف أنها غير مختنة فساومهم إما تقبل الختان أو يسحب طلبه للزواج منها. وتتابع أحداهن كم كانت سعيدة وهي تقتطع هذا الجزء من جسدها ذبيحة حب لزوجها المستقبلي "مش خسارة فيه"، والذي سيشكو فيما بعد كما ردت عليها أخريات من برودها الجنسي الذي سعى هو بنفسه إليه.
في محاضرة بسطت باحثة وطبيبة لعدد من النساء الريفيات "الختان" في أنه يشبه حياكة الفم بخيط سميك وإغلاقه، وسألتهن هل هذه الخياطة تمنع الشعور بالعطش والجوع؟ فكان ردهن البسيط التلقائي أن هذه المتطلبات مصدرها النفس والعقل وتتحكم فيها غريزة الجوع والحاجة للطعام، والفم بما يمتلكه من شفتين ولسان ليس إلا أداة لإتمامها والشعور بلذتها التي تكتمل برضا نفسي، وإغلاقه ليس إلا عذاب وحرمان من متعة ستظل تطارد الإنسان لإشباعها. ابتسمت الطبيبة وقالت "المحاضرة انتهت".