أحدث الأخبار
تدين نساء مصر للناشطة درية شفيق "بنت النيل" بحصولهن على حق الانتخاب والترشح لأول مرة عام 1956.
وتعود القصة إلى فبراير عام 1951، حين نظمت درية شفيق مظاهرة نسائية انطلقت من الجامعة الأمريكية في القاهرة، وتوجهت إلى البرلمان المصري.
وشاركت نحو 1500 سيدة في تلك المظاهرة، للمطالبة بإشراك النساء في العمل السياسي إسوة بالرجال.
وبعدها بأسبوع فقط، عرض قانون على البرلمان المصري ينص على حق المرأة في الترشح وخوض الانتخابات البرلمانية.
ولدت درية شفيق عام 1908 في طنطا، وكانت أسرتها من أعيان المدينة، فوالدها أحمد شفيق كان مهندسا بالسكة الحديد ووالدتها رتيبة ناصف حفيدة الشيخ "حسين القصبي" أحد علماء الصوفية ويعود نسبه إلى آل البيت.
ودرست في مدرسة البعثة الفرنسية في طنطا، ثم سافرت ضمن أول فوج للطالبات من قبل وزارة المعارف المصرية للدراسة في جامعة السوربون في باريس على نفقة الدولة، وهي نفس الجامعة التي حصلت منها على درجة الدكتوراة في الفلسفة عام 1940.
وكان موضوع الرسالة "المرأة في الإسلام" حيث أثبتت في رسالتها أن حقوق المرأة في الإسلام هي أضعاف حقوقها في أي تشريع آخر.
حين عادت من فرنسا رفض عميد كلية الآداب بجامعة القاهرة تعيينها في الجامعة كونها "امرأة"، وعرضت عليها الأميرة شويكار منصب رئيسة مجلة المرأة الجديدة التي كانت تصدرها باللغة الفرنسية، لكنها لم تستمر في منصبها طويلا.
وأصدرت مجلة بنت النيل وكانت أول مجلة نسائية محررة باللغة العربية وموجهة لتعليم وتثقيف المرأة المصرية.
وتقول ميسان حسن مديرة برامج مؤسسة المرأة والذاكرة، لأصوات مصرية، "تعلمنا من أعداد مجلة بنت النيل الكثير من الدروس حول الطرح النسوي للقضايا الاجتماعية والسياسية، ونجحت المجلة في جذب قطاع عريض من النساء بنشرها مقالات تخص الحياة اليومية لنساء المدن آنذاك".
وأشارت إلى أن المقالات التي كتبتها درية شفيق في المجلة كانت تطرح قضايا اجتماعية وسياسية شائكة وتطالب بحقوق النساء.
وتابعت "تعلمنا منها أهمية التضامن النسوي ما بين النساء حول العالم، فكثيرا ما ضمت المجلة صورا للقاءات السيدة درية مع مدافعات عن حقوق النساء من دول مختلفة".
وأسست درية شفيق في أواخر الأربعينيات حركة "اتحاد بنت النيل" للعمل على التحرر الكامل للمرأة وحصولها على حقوقها السياسية والاجتماعية.
وبعد قيام ثورة 23 يوليو عام 1952، طلبت من الحكومة تحويل اتحاد بنت النيل إلى حزب سياسي، وبالفعل أصبح أول حزب نسائي سياسي في مصر.
وأسست أيضا حركة للقضاء على الجهل والأمية المتفشية بين الفتيات والنساء في عدة مناطق شعبية من القاهرة فأسست مدرسة لمحو الأمية في منطقة بولاق.
ودخلت درية شفيق في إضراب عن الطعام في فبراير عام 1957 للمطالبة باستقالة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وأعلنت لوسائل الإعلام احتجاجها على "دكتاتورية جمال عبد الناصر".
واستمرت في إضرابها لمدة 11 يوما، وأنهته تحت ضغط أسرتها وعاشت بعدها في عزلة استمرت نحو 18 عاما حتى توفيت عام 1975 حين سقطت من شرفة منزلها في الزمالك، وقيل انها انتحرت بعد العزلة الطويلة التي عاشت فيها.
وتقول ميسان حسن مديرة برامج مؤسسة المرأة والذاكرة، إن نضال درية شفيق وعضوات اتحاد بنت النيل من أجل الحصول على الحقوق السياسية كان ولازال ملهما لعديد من النسويات والمدافعات عن حقوق النساء في مصر.