أحدث الأخبار
أعلنت شركة إيني الإيطالية عن اتجاهها لبيع حصص لها في حقول لاستخراج الغاز بمصر، بعد أقل من عام على اكتشافها حقل ظُهر الضخم، وذلك في إطار خطتها لمواجهة الخسائر التي حققتها بعد تراجع أسعار النفط العالمية.
ونقلت وكالة رويترز الجمعة الماضية عن الرئيس التنفيذي لشركة النفط الإيطالية إيني قوله إن مشروعين ضخمين للشركة في مصر وموزمبيق من أهم الأصول المرشحة للبيع خلال الفترة المقبلة، وذلك في إطار استراتيجية إيني للفترة من 2016-2019.
وتستهدف الشركة جمع 7 مليارات يورو من بيع أصولها، معظمها في حقول غاز ونفط مكتشفة حديثا، لمواجهة الخسائر التي تعانيها بعد تراجع أسعار النفط العالمية.
وكانت إيني قد أعلنت في أغسطس الماضي عن اكتشاف حقل الغاز "ظهر" في المياه العميقة للبحر المتوسط قبالة السواحل المصرية، والذي اعتبرته الشركة أكبر كشف من نوعه في مياه المتوسط. وقال رئيس الهيئة المصرية للبترول في نوفمبر الماضي إن الحقل سيبدأ في الإنتاج في عام 2017، بكميات تصل إلى مليار قدم مكعب يوميا.
ولم تشر إيني في تصريحاتها الأخيرة إلى أية عوامل تعوق عملية استخراج الغاز من "ظهر" لكنها تحدثت عن بيع أصولها في مصر في سياق خطة كبيرة لتقليل اعتمادها على نشاط الاستكشاف.
ولم تتضمن التصريحات التي نقلتها وسائل الإعلام العالمية عن الرئيس التنفيذي لإيني، حول أسباب اتجاه الشركة الجديد، أي إشارة للتوتر الذي وقع خلال 2016 بين الحكومتين المصرية والإيطالية، بسبب اختفاء طالب الدكتوراة الإيطالي، جوليو ريجيني، في الذكرى الخامسة لثورة 2011، وظهور جثته بعد أيام وعليها آثار تعذيب.
وكانت منظمة العفو الدولية قد سعت للضغط على الحكومة المصرية بشأن التحقيق في مقتل ريجيني من خلال مخاطبة "إيني"، في ظل اشتباه واسع بتورط الشرطة المصرية في مقتله.
لكن الرئيس التنفيذي لإيني عقب على خطاب المنظمة، في 12 فبراير الماضي، بقوله إن المعلومات التي تلقاها من القاهرة أظهرت أن السلطات المصرية تحاول بأقصى جهدها كشف أسباب مقتل الباحث الشاب، بحسب ما ذكره تقرير لصحيفة الجارديان البريطانية عن المخاطبات بين المنظمة والشركة.
وقالت الجارديان إن رئيس شركة النفط الإيطالية، التي تمتلك الدولة 30% منها، اعتبر أنه غير ذي صفة حتى يكون لشركته دور في كشف أسباب مقتل ريجيني.
وقالت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية إن الشركة الإيطالية تواجه ظروفا عصيبة في ظل الانخفاض الحاد في أسعار النفط، مشيرة إلى تسجيلها خسائر صافية بقيمة 8 مليار يورو خلال 2015.
الشركة الإيطالية تواجه ظروفا عصيبة في ظل الانخفاض الحاد في أسعار النفط
وكانت أسعار النفط العالمية قد أخذت مسارا هبوطيا قويا منذ النصف الثاني من 2014، وقالت صحيفة وول ستريت جورنال إن العديد من شركات النفط تأثر سلبا بهذه الأسعار، مثل إيني، مشيرة إلى أن شركة شل تخارجت من مشروع غاز كبير في الإمارات، كما تعهدت موبيل بتخفيض في إنفاقها الرأسمالي هذا العام.
وتستهدف إيني في استراتيجية 2016-2019 تخفيض إجمالي إنفاقها الرأسمالي بنسبة 21%، وتقليص ميزانيات التنقيب بنحو 18%.
وتعول مصر على اكتشاف إيني لسد احتياجاتها المتنامية من الطاقة، والتي أجبرتها على استيراد الغاز من الخارج بالرغم من شح مصادر النقد الأجنبي لديها.
وبينما يتوقع البنك الدولي أن يتصاعد عجز الميزان التجاري البترولي لمصر خلال السنوات المقبلة، فإنه يقدر أن يبدأ في التحول إلى فائض من عام 2018-2019 بفضل الموارد المستخرجة من "ظهر".