أحدث الأخبار
كتبت: رحمة ضياء
الرغبة في تعزيز الثقة بالنفس، وتحسين مهارات التواصل مع الآخرين، والإنجاز في العمل.. هذه مجموعة من الأهداف الحياتية والعملية التي دفعت كثيرين حول العالم وفي مصر لاختبار تجربة ما يسمى"لايف كوتشينج".
* إدارة الحياة
"لايف كوتشينج" هو تدريب على إدارة الحياة، ويتم من خلال التواصل بين المدرب وبين الشخص الذي يحتاج مساعدة لإدارة حياته بما يحقق له الرضا والسعادة.
ظهر هذا الأسلوب عالميا قبل نحو عشرين عاما وانتقل إلى مصر قبل عدة سنوات، لكنه انتشر من خلال شبكات التواصل الاجتماعي بشكل موسع خلال العامين الماضيين حيث يقوم المدربون بالإعلان عن أنشطتهم من خلال صفحات على فيس بوك.
* اكتشف نفسك
ويقول حاتم زكي مدرب لايف كوتشينج، لأصوات مصرية، إن الهدف هو مساعدة الفرد على تحديد مسارات حياته بعد التخلص من الأفكار السلبية التي تشوش التفكير، مثل اللوم المستمر للنفس واستدعاء أحداث من الماضي.
ويشير إلى أن المدرب لا يقوم بتوجيه الأشخاص لكنه يساعدهم على اكتشاف أنفسهم وقدراتهم ومن ثم اتخاذ القرارات الأنسب لهم، قائلا "مبقولش رأيي لحد إلا لو كان هيعمل حاجة تأذي نفسه أو غيره".
وانضم زكي للمجال قبل 6 سنوات بعد حصوله على دورة تدريبية لتعلم مهارات التدريب، ويقول إن أهم ما يتطلبه المجال هو تطوير مهارات الاستماع وتوجيه الأسئلة الصحيحة.
* جلسات فردية وجماعية
يمكن لجلسات اللايف كوتشينج أن تتم بشكل جماعي لمجموعة من العاملين أو الطلبة أو تكون جلسات فردية بين المدرب والمتدرب.
ويقول زكي إن جمهور هذا المجال في مصر يتنوع بين من يرغب في اكتساب خبرة به أو حل مشكلة حياتية ومن يرغب في ممارسته كمهنة.
ويشير إلى أن "التغييرات التي حدثت في مصر في السنوات الخمس الأخيرة وتزايد ضغوط الحياة، كانت سببا في لجوء الكثير من الأشخاص للايف كوتشينج بحثا عن حلول".
* أسعار الجلسات
وتتراوح أسعار الجلسات في مصر من 70 جنيها وصولا إلى 450 جنيها، في حين يصل متوسط سعر الجلسة الواحدة عالميا إلى ألفي جنيه وفقا للاتحاد العالمي للكوتشينج (رابطة عالمية تسعى لوضع إطار أخلاقي لمزاولة المهنة).
ويبلغ حجم سوق "الصحة الشاملة" 3.4 تريليون دولار سنويا في العالم، ويشمل كل طرق العلاج العضوي والنفسي بما في ذلك التأمل واليوجا واللايف كوتشينج والعلاج الطبي، وفقا لموقع المعهد العالمي "الصحة الشاملة"، وهو ما يعادل 3.4 أضعاف حجم سوق الصيدلة عالميا.
ووفقا لدراسة أجراها اتحاد الكوتشينج عام 2012، تجاوز عدد العاملين في هذا المجال 47 ألف مدرب، بينهم ما يزيد على 15 ألف مدرب في أمريكا الشمالية وحدها.
* نتيجة الجلسات
وأشارت الدارسة -التي شملت عدداً من المتدربين في أكثر من 60 دولة- إلى الفوائد التي عادت عليهم من التجربة، ومن بينها تحسين مستوى الأداء في العمل والقدرة على إدارة الوقت وتحسين مهارات التواصل مع الآخرين وتعزيز الثقة بالنفس.
وهذا ما أكده من اختبروا التجربة في مصر، فقالت سارة "بعد أشهر من الكوتشينج أنا سعيدة واستطعت أن أخرج من دائرة الروتين وأغير اتجاه عملي وأتصالح مع نفسي في علاقاتي الشخصية".
أما محمد، فقال "من خلال أسئلة وجهها إليَّ المدرب استطعت أن أصل إلى جذور المشكلة التي أعاني منها واكتشف مصادر حزني وأعالجها بذاتي، لكي أتخطى العائق النفسي وأحقق أهدافي في العمل".