دعا عدد من أولياء أمور التلاميذ إلى مقاطعة العملية التعليمية بمنع أبنائهم عن الذهاب إلى المدارس بدايةً من شهر أبريل المقبل، وذلك عبر صفحة "ثورة أمهات مصر على المناهج التعليمية" على فيس بوك.

وتأسست الصفحة قبل نحو أسبوعين، ورفعت الأمهات عدة مطالب خلالها في مقدمتها "تغيير المناهج التعليمية وجعلها موالية للعصر الذى يعيش فيه أطفالنا مع الحرص على استخدام البحث ونبذ الحفظ".

16 ألف متابع

وانضم للصفحة ما يزيد عن 16 ألف شخص، وعبرت أمهات كثيرات عن استيائهن من محتوى وكم المناهج التعليمية لأبنائهن خاصة في مراحل التعليم الابتدائية.

وقالت نجلاء فتح الله، ربة منزل وأم لطفلين في الصفين الأول والسادس الابتدائي، لأصوات مصرية، إن محتوى المناهج "كبير جدا" ولا يتناسب مع عقلية الأطفال ويجعلهم يكرهون المدرسة والتعليم.

ووصفت منهج الدراسات الاجتماعية الذي يدرسه ابنها "شادي" طالب الصف السادس الابتدائي بأنه "مفجر ثورة" كثير من الأمهات، قائلة "الطلاب بيدرسوا تاريخ مصر من أيام محمد علي لحد ثورة يناير وتبعاتها"!

وقفة أمام الوزارة

وقالت نجلاء فتح الله "لو متمش الاستجابة لمطالبنا هنصعد وفيه دعوات للمقاطعة ودعوات لوقفة احتجاجية للأمهات أمام وزارة التربية والتعليم.. لسه متحددش ميعادها".

وأضافت أن صعوبة المناهج التعليمية هي التي تجبر أولياء الأمور على اللجوء للدروس الخصوصية، وعلى وزارة التربية والتعليم أن تساعد الأسر لا أن تثقل عليهم.

وقالت ربة المنزل سمر إبراهيم "إحنا عايزين المنهج يخف واللي يمتحنوه فى الميد ترم ما يمتحنوش فيه تاني، وحاليا لازم  تتلغى الوحدة التالتة من كل مادة لأن الامتحانات بعد شهر.. وكده هيكون العبء عليهم خفيف ويترحموا شوية".

البحث عن مسؤول

وطالبت ربة المنزل نجلاء سعيد بتغيير شامل في سياسات التعليم في مصر، قائلة "تعبنا من وجود مسؤول ليس لديه أي فكرة عن طبيعة المناهج الموجودة وعدم قدرة أولادنا على استيعابها".

وأضافت "عاوزين وزارة حقيقية يكون اسمها وفعلها شئ واحد هو التربية والتعليم ولذلك نرجوا توحيد كل جهودنا لإنقاذ أولادنا". 

الوزارة تحذف بعض الأجزاء

وقال وزير التربية والتعليم الهلالي الشربيني، خلال استضافته في أحد البرامج الأحد الماضي، إن الوزارة ستحذف بعض الأجزاء من المناهج الدراسية للتخفيف على الطلاب خلال العام الدراسي الجديد.

وقال مدير المركز المصري للحق في التعليم عبد الحفيظ طايل، لأصوات مصرية، إن "وزارة التربية والتعليم لديها فكرة خاطئة عن حذف الحشو من المناهج، ودأبت على استخدام مثل هذه الدعوات لتقليل الانفاق على طباعة الكتب المدرسية عبر تقليل كمية الورق".

المحتوى أهم من عدد الصفحات

وأضاف "المشكلة مش في عدد صفحات الكتاب إنما في أنه يقدم محتوى مفيدا، يحترم عقل الطفل ويكون صديقا للطفل وده أحد أهم مؤشرات الحق في التعليم".

وتابع "لازالت الدولة عاجزة عن وضع سياسات لتعليم جيد وحقيقي حتى بعد قيام ثورتين، ولابد أن يراعي تغيير المناهج الأهداف التنموية المرجوة من التعليم".