أحدث الأخبار
أعلن الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين، مساء أمس الأحد، عن تسريب نحو 11 مليون وثيقة تكشف عملية إخفاء مليارات الدولارات من قبل قادة وسياسيين من مختلف دول العالم، منهم عائلة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.
والوثائق، التي سُميت "وثائق بنما"، تم تسريبها من شركة موساك فونسيكا للخدمات القانونية التي تتخذ من بنما مقرا لها، وتُعتبر إحدى أكثر الشركات التي تحيط أعمالها بالسرية .
وتوضح الوثائق، التي بدأ الكشف عن بعضها مساء أمس، كيف ساعدت شركة موساك العملاء على غسيل الأموال، وتفادي العقوبات، والتهرب من الضرائب.
الوثائق المسربة تتعرض لأنشطة شركة يمتلكها النجل الأكبر للرئيس المصري الأسبق، علاء مبارك
وتُظهر الوثائق، التي عمل عليها 400 صحفي حول العالم من 80 دولة، بخمسة وعشرين لغة، صلة الشركة البنمية مع 72 شخصية من رؤساء الدول الحاليين والسابقين، بينهم حكام متهمون بنهب أموال بلادهم.
لكن الشركة تقول في مواجهة تلك الوثائق إنها عملت طيلة 40 عاما بمنأى عن اللوم وإنها لم تواجه أي اتهام بارتكاب مخالفات جنائية.
وحصلت صحيفة "زود دويتشه تسايتونج" الألمانية على الوثائق، التي تم تداولها مع الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين.
وبحسب موقع الاتحاد الدولي، فإن الوثائق المسربة تتعرض لأنشطة شركة يمتلكها النجل الأكبر للرئيس المصري الأسبق، علاء مبارك، تحمل اسم بان ورلد انفستمنت، تم تأسيسها في جزر العذراء البريطانية، واحدة من الملاذات الضريبية الشهيرة.
وأشار الاتحاد الدولي إلى أن شركة بان ورلد انفستمنت، المملوكة لعلاء مبارك، تدار من قبل بنك كريدي سويس.
ويطلق مصطلح الملاذات الضريبية على الدول التي تفرض ضرائب منخفضة أو تعفي الشركات من الضرائب تماما، كما يتمتع المستثمرون فيها بسرية تامة لأنشطتهم.
وبحسب موقع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية فإن العديد من الشركات تصمم حساباتها المالية بطريقة تجعلها تنفذ نشاطها الاقتصادي في بلدان ذات معدلات ضريبية مرتفعة، وتحاسب ضريبيا على هذا النشاط في البلدان الأقل في معدلات الضريبة.
وتقول صحيفة الجارديان البريطانية، واحدة من حوالي 100 وسيلة إعلامية دولية ستنشر جزءا من تلك الوثائق، إن تسريب بنما يتفوق على عدد وثائق فضيحة ويكيليكس، التي أعلن عنها في 2010، والوثائق المخابراتية التي سربها ادوارد سنودن للصحفيين في 2012.
كانت محكمة جنايات القاهرة أصدرت، في مايو الماضي، حكماً بالسجن المشدد 3 سنوات على الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال، في إعادة المحاكمة في قضية فساد عرفت باسم "قضية قصور الرئاسة".
وكانت منظمة الشفافية الدولية قد أدرجت في ديسمبر الماضي اسم حسني مبارك ضمن قائمة من 15 شخصية ومؤسسة للتصويت عليها كرموز لأكثر الشخصيات والجهات فسادا في العالم، وذلك في إطار حملة تحمل اسم "اكشف الفساد".
ويقول الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين إن وثائق بنما تضم أسماء 12 قائدا من قادة العالم، سابقين وحاليين، وتعرض اتفاقيات مالية سرية لنحو 128 سياسيا ومسئولا عاما حول العالم.
ومن القادة الذين شملتهم وثائق بنما الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي والرئيس السوري الحالي بشار الأسد، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
كما تشمل الوثائق تعاملات سياسيين كبار مثل رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف، ونائب الرئيس العراقي السابق إياد علاوي، والرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو.
وظهر اسم لاعب الكرة الشهير ليونل ميسي في وثائق بنما، التي كشفت امتلاكه هو وأبيه شركة أسستها موساك فونسيكا في عام 2012 في بنما تحت اسم ميجا ستار انتربريسز، وتم توجيه اتهامات لميسي بالتهرب من الضرائب من خلال تلك الشركة.
وكان الاتحاد قد كشف العام الماضي عن وثائق مسربة تتعرض لحسابات أكثر من 100 ألف عميل لفرع بنك اتش اس بي سي في سويسرا، اشتملت على حسابات لمصريين، تم استخدام تلك الحسابات للتهرب من الضرائب في وقت كان نظام البنك به ثغرات مكنت العملاء من القيام بذلك.