أحدث الأخبار
رغم تعدد ألقابه الوظيفية خلال السنوات الأخيرة، لكن اللواء سامح سيف اليزل ظل محافظا علی دوره الداعم والمدافع عن السلطة السياسية طالما كان علی رأسها أحد أبناء المؤسسة العسكرية.
وقال التلفزيون المصري إن النائب البرلماني والخبير السياسي الأمني سامح سيف اليزل توفي اليوم الاثنين في مستشفى السلام الدولي عن عمر ناهز 70 عاما، إثر تدهور في حالته الصحية.
واللواء سيف اليزل بدأ حياته ضابطا في الحرس الجمهوري، ثم بالمخابرات الحربية، لينتقل إلى المخابرات العامة المصرية وتدرج بها إلى رتبة لواء.
وتخرج اليزل من الكلية الحربية عام 1956، وشارك في حرب أكتوبر عام 1973.
دور متوقع
لُقب اليزل في مختلف وسائل الإعلام بالخبير السياسي والأمني بسبب رئاسته لمركز الجمهورية للدراسات والأبحاث السياسية والأمنية، لكن المركز التابع لجريدة الجمهورية نادرا ما كان يصدر أبحاثا على الصعيدين السياسي والأمني.
وعقب عزل الجيش للرئيس الإسلامي الأسبق محمد مرسي في يوليو 2013، بات سيف اليزل وجها معتاد التردد على جميع القنوات التلفزيونية بشكل شبه يومي للتعقيب على الأوضاع السياسية والأمنية الداخلية.
وكان سيف اليزل من أشهر رموز تحالف 30 يونيو المؤيدة لقرار الجيش بعزل الرئيس المنتخب مرسي عقب احتجاجات شعبية حاشدة على حكمه في عام 2013.
واليزل الذي اعتبره صانعو البرامج الفضائية "صوت المؤسسة العسكرية في وسائل الإعلام"، هو أول من قال إن "استمرار المشير السيسي في منصبه لا يعني أنه بالضرورة حسم أمره ولن يترشح لمنصب رئاسة الجمهورية"، وذلك قبل إعلان ترشح السيسي رسميا في الانتخابات بأكثر من ثلاثة أشهر.
وظل اليزل معارضا للإسلاميين بشكل عام والإخوان المسلمين على وجه التحديد، ومؤيدا لدور الجيش في الحياة السياسية باعتباره أحد أبناء المؤسسة العسكرية.
وتزعم سيف اليزل ضمن آخرين قائمة "في حب مصر" التي حصدت جميع مقاعد البرلمان المخصصة لنظام القوائم خلال الانتخابات التشريعية الماضية، كما ترأس ائتلاف "دعم مصر" الذي سعى لتشكيل أغلبية برلمانية.
خلف الستار!
لم تكن مشاركة سيف اليزل في جلسات البرلمان متناسبة مع حجم الدور الذي كان يلعبه من خلف الستار، فقد عانى من تدهور حالته الصحية خلال الأشهر الماضية، لكنه لم يفقد زمام الأمور كونه زعيم ائتلاف الأغلبية تحت القبة.
فرغم غياب اليزل عن بعض جلسات البرلمان وأهمها الجلسة التي ألقت فيها الحكومة بيانها في مارس الماضي، لكنه ظل رقما برلمانيا مؤثرا في العديد من الأحداث والمواقف.
وأيد سيف اليزل قانون الخدمة المدنية رغم حالة الرفض المجتمعي له، وقال إن ائتلاف "دعم مصر" يوافق على القانون، كما ساهم وأعضاء الائتلاف في تمرير معظم القوانين التي تم إصدارها قبل انعقاد البرلمان.
وأصر اليزل على تشكيل الائتلافات البرلمانية بنسبة 25% من إجمالي عدد نواب البرلمان، رغم أن معظم البرلمانيين طالبوا بتخفيض النسبة في لائحة المجلس إلى 10% أو 15% لضرورة تنوع الائتلافات تحت القبة.
كما لعب اليزل دورا بارزا في حشد النواب خلال أزمة الفقيه القانوني سري صيام، داعيا إلى التصويت بقبول استقالته من البرلمان.
وتقدم رئيس محكمة النقض الأسبق سري صيام باستقالته من مجلس النواب في فبراير الماضي، مبررا ذلك بـ"عدم وجود مناخ يمكنه من أداء دوره البرلماني، الذي تحتمه أمانة المسؤولية الناتجة عن قرار رئيس الجمهورية بتعينه نائبًا في المجلس".
كبوة "ماسبيرو"
ورغم أن اليزل كان وجها معارضا للإسلاميين، لكنه لم يلق استحسان غالبية الأوساط القبطية بسبب رأي أدلى به في مداخلة هاتفية على أحد برامج التليفزيون بشأن حادث ماسبيرو في أكتوبر 2011.
وكان اليزل قال في مداخلة هاتفية لبرنامج "القاهرة اليوم" على شبكة قنوات أوربت، إن "هناك اتصالات تمت بين أحد زعماء حركة سياسية وشباب قبطي أدت إلى نزول العشرات منهم بالبنادق والخرطوش والرشاشات، ما أسفر عن حرق مدرعتين للجيش وإطلاق النيران على قوات الشرطة العسكرية".
وأثار تصريح اليزل غضب الأوساط القبطية عموما والشبابية خصوصا، بعد أن اتهم الأقباط باستخدام القوة والعنف ضد عناصر من الجيش والشرطة، بالمخالفة للرواية التي تبنتها الكنيسة المرقسية والأقباط والمسلمين الذين شاركوا في التظاهرة.
وحادث ماسبيرو هو عبارة عن تظاهرة انطلقت من شارع شبرا باتجاه مبنى الإذاعة والتلفزيون "ماسبيرو" احتجاجا على هدم كنيسة في قرية المريناب بمحافظة أسوان قيل إنها "غير مرخصة"، لكنها تحولت إلى مواجهات دامية بين المتظاهرين وقوات الشرطة العسكرية والأمن المركزي، وأسفرت عن مقتل 28 شخصا وإصابة العشرات أغلبهم من الأقباط.
أكبر جيش خاص
وسيف اليزل، ضابط المخابرات السابق، هو الرئيس السابق للفرع الإقليمي لشركة جي فور إس الأمنية، وهي شركة متعددة الجنسيات بريطانية الأصل للخدمات الأمنية، ويصفها خبراء الأمن بأنها أكبر "جيش خاص" في العالم.
وتولى اليزل رئاسة الفرع الإقليمي للشركة التي تم تصنيفها علی أنها أكبر شركة أمنية في العالم في عام 2001.
وتقوم شركة جي فور إس، ومقرها لندن، بعمليات أمنية في 125 دولة حول العالم من بينها مصر، بحسب معلومات وردت علی صفحتها الرسمية علی موقع "فيس بوك".
سنوات طويلة قضاها اليزل بين ظهور وخفوت علی الساحة السياسية، لعب فيها أدوارا رئيسية وأحيانا ثانوية، لتنتهي حياة رجل تشابكت علاقاته وتظللت بالغموض.