"نفرتاري تصر على البقاء".. عنوان فيلم تسجيلي يروي قصة حياة سيدة نوبية قررت العودة إلى جذورها في النوبة القديمة بعد ثلاثين عاما من التهجير، ويعرض لأول مرة في مركز الربع الثقافي بالجمالية يوم الجمعة المقبل.

تكريم 8 نوبيات

ويعرض الفيلم الذي يستغرق 55 دقيقة، في إطار احتفالية "كنداكة" التي ينظمها مركز الربع، لتكريم ثماني نوبيات حققن نجاحا في مجالات مختلفة، وكنداكة هي ملكة نوبية اشتهرت بالحكمة والعدل وسعة العلم والمعرفة.

و"الربع" مركز ثقافي، تأسس عام 2014، ويستهدف تسليط الضوء على الفن المستقل بأنواعه ونشر الثقافة وإعطاء مساحة للتعبير والإبداع في إطار تقديم حفلات وندوات وورش عمل تنمي المهارات الفنية والحرفية.

ويسلط فيلم "نفرتاري تصر على البقاء" الضوء على قصة "أم محجوب" التي  تركت قريتها "قستل" عام 1964 تغرق تحت مياه النيل ضمن 44 قرية نوبية، وهاجرت إلى كوم أمبو في أسوان، إلا أنها قررت العودة هي وزوجها بمفردهما منذ ثلاثين عاما إلى أقرب نقطة للنوبة القديمة "قستل الجديدة".

وتم تهجير أهل النوبة عام 1964 إلى صحراء نصر النوبة في وادي كوم أمبو، من أجل بناء السد العالي لحماية مصر من أخطار الفيضان تاركين وراءهم أراضيهم وممتلكاتهم تحت مياه نهر النيل.

حكاية أم محجوب

ويبدأ الفيلم، الذي أنتجته شركة "موج فيلمز" عام 2014، برحلة من القاهرة محل إقامة ابنة أم محجوب مرورا بقرية نصر النوبة محل إقامة ابنها، ومدينة أبوسمبل التي تقيم فيها ابنتها الصغرى، وتنتهي الرحلة في قستل الجديدة محل إقامة أم محجوب.

وقالت أميرة أحمد، معدة الفيلم وصاحبة الفكرة، "أم محجوب بعد موت زوجها رفضت ترجع تاني للمهجر وقررت تعيش لوحدها في قستل الجديدة رغم أنها قرية معزولة وخالية من السكان ومفيهاش أي خدمات".

بعيدا عن الشعارات

وأضافت "فكرت في الفيلم لأني نوبية وقضية التهجير بتشغل كل نوبي، فحبيت أناقش القضية بشكل إنساني بعيدا عن الشعارات اللي بيرددها بعض النوبيين وكانت أم محجوب هي الوحيدة اللي قررت العودة".

ويرى أحمد نور مخرج الفيلم أن أم محجوب رمز حقيقي للقضية النوبية، معتبرا أن تسليط الضوء على قصتها وشتاتها هي وأولادها كان أفضل تناول لمشاكل النوبيين.

وقال نور "سعيد إن مركز الربع هيكرم معدة الفيلم وصاحبة الفكرة وهي صحفية نوبية كان كل همها تجسيد القصية النوبية بشكل إنساني وجديد".

صعوبات كثيرة

وأضاف "فيه صعوبات كتير قابلتنا لها علاقة بالوصول لمكان أم محجوب شرق النيل وهو مكان مش ممهد بالإضافة إلى استخراج التصاريح والتعرف على الطبيعة النوبية".

واحتفالية "كنداكة" هي النشاط الثالث لمبادرة "كُومّا" النوبية وهي مبادرة اجتماعية نوبية تأسست عام 2014، وهدفها تغيير الصورة الذهنية الخاصة بالمجتمع النوبي من خلال إقامة أنشطة تعكس الصورة الكاملة للمجتمع النوبي وما يحتويه من تنوع واختلاف ثقافي بداخله.