أحدث الأخبار
ريجينى وقواعد الإعلام المهنية.. فى دولة الحالات الفردية
عليه العوض.. شايف انعدام المهنية فى قضية ريجينى؟!
ــ عندك حق. أنا مش مصدق. الأول يقولوا حادث سيارة، وبعدين يقتلوا خمسة أشخاص ويقولوا انهم عذبوا ريجينى، ومرة واحدة يرجعوا فى كلامهم، وهوبا.. يمسكوا عصابة تانية!
ــ ما اقصدش ده.
ــ أكيد بتتكلم عن تعاملنا مع الملف، وقصة الألفين صفحة اللى اتقدموا لإيطاليا بالعربى، وعدم الشفافية اللى بيزودوا الشكوك فى إن لينا دور فى الجريمة.
ــ لأ يا أخى.. أنا أقصد الإعلام.
ــ والله عندك حق. أنا قريت حاجات غريبة. فى صحف كتبت بعد قتل «عصابة الخمس أشخاص»، إن الإيطاليين شكرونا وأشادوا بتعاون السلطات وقفلوا القضية!
ــ يا عم لأ. أنا اقصد الإعلام الإيطالى.
ــ بتتكلم جد؟
ــ ناس معندهاش مهنية. ومطبلاتية «الحكوكيين» المصريين وراهم زى القطيع. انت ما شفتش الخبر المضروب اللى اتنقل عن صحيفة لاريبوبليكا، اللى بتدعى إن وصلتها «شهادة» بالإيميل من «مصدر أمنى مجهول» بتشير لتورط جهات سيادية فى حادث القتل؟! لأ وموقع مدى مصر اللى عامل نفسه مهنى بينقل الخبر ويروج له!
ــ عاجبنى اهتمامك بالمهنية، بس خد بالك ان المهنية موضوع معقد شوية وفيه عوامل لازم تاخدها فى اعتبارك. واحد منها ان الخبر هنا مش بس الإيميل والشخص المجهول. نشر صحيفة لاريبوبليكا للإيميل ده جزء مهم من الخبر. دى من أكبر صحف إيطاليا، وغالبا ده من أسباب اختيارها لإجراء لقاء مع السيسى الشهر اللى فات. الصحيفة معروفة بصلاتها الوثيقة بجهات التحقيق الإيطالية، وهى اللى كشفت عن طلب روما لقاء وفد أمنى مصرى، وكمان كشفت تفاصيل ما كانتش معروفة عن تشريح الجثة.
ــ حتى لو أعفينا موقع مدى مصر من المسئولية علشان ناقلة عن مصدر تانى، واضح ان لاريبوبليكا جرنان غير مهنى وبينشر كلام مضروب.
ــ النقل عمره ما كان عذر، لكن الصحيفة الإيطالية عندها أسباب محتاج تنتبه لها. الشهادة المجهولة فيها تفاصيل عن التعذيب بالضرب أسفل القدم، وعن طعن ريجينى بسونكى بندقية، والتشريح الإيطالى طبقا للصحيفة كان مأكد المعلومتين، وكان فيه علامات تعجب عن طعن ريجينى «بما يشبه الحربة». مش معنى كده ان الشهادة كلها دقيقة، لكن لا يصح «مهنيا» تجاهلها.
ــ برضه مش مبرر. ما ينفعش تنشر رسالة من غير مصدر.
ــ اللى بتقوله مش صحيح «مهنيا». فيه عوامل مهمة لاتخاذ قرار تحريرى بالنشر، منها التوافق مع تفاصيل غير معروفة، ومنها ان السلطات المصرية معتمة وفى موقف ضعيف بسبب الكذب، والأهم إن معظم الأطراف اللى أشارت لها الشهادة عندها تاريخ من ارتكاب جرائم التعذيب والإخفاء القسرى. كلها عوامل تصب فى صالح النشر، بشرط توضيح طبيعة المصدر، وإلا تبقى مساهم فى التعتيم اللى مش هيستفيد منه غير المجرم. زود كمان انعدام الشفافية، ده لو صحفى سأل احد الوزارء فى مؤتمر عن مصداقية معلومة، ممكن الوزير يهبش المكروفون بدل ما يرد عليه!
ــ شفت انك متحامل وبتقول معلومات غير صحيحة.
ــ ما حصلتش من الوزير؟
ــ الوزير اتعامل مع ميكروفونات كتير وما بيعملش كده غير مع ميكروفون واحد فقط. يعنى «حالة فردية».
ــ زى قتل ريجينى، وحادثة الطيارة الروسية، وتصفية السياح المكسيكيين، وتعذيب وقتل «حاجة وتلاتين» معتقل فى عربية الترحيلات، وحكم المؤبد على طفل، وسجن أبرياء لمدد طويلة بدون تهم، والقتل والتعذيب.. كلها دايما حالات فردية!ــ تقدر تقول كده.
ــ ما تزعلش نفسك اعتبر خبر لاريبوبليكا، ونقله فى موقع مدى مصر حالة فردية!
نقلا عن صحيفة الشروق