أحدث الأخبار
يعاني سكان مدينة العريش خاصة النازحين منهم من مدينتي رفح والشيخ زويد بسبب الحرب على الإرهاب، من انقطاع مياه الشرب عن المدينة بشكل متواصل منذ أسبوع.
ويتخوف السكان من أن يتكرر سيناريو انقطاع المياه بالشيخ زويد ورفح في مدينة العريش وهو ما يؤدي إلى عدم تحمل المواطنين متاعب الحياة اليومية لجلب المياه من الآبار التي تروي الأراضي الزراعية الموجودة على أطراف المدينة إلى داخلها خاصة في ظل تطبيق حظر التجوال والتشديد الأمني للسيطرة على الوضع المترهل في سيناء.
وتعاني مدينتي رفح والشيخ زويد منذ ما يزيد على 6 أشهر من الانقطاع المستمر في ضخ مياه الشرب ما أثر على حياة المواطنين اليومية.
ويقول مواطنون إن نقل المياه من الآبار بالمناطق الزراعية إلى مدينة العريش يكون من خلال متطوعين من الأهالي وبالاتفاق مع صاحب البئر، وبعد التنسيق الأمني مع الأكمنة التي تتواجد على الطريق حتى يسمح لهم بالمرور ذهابا وإيابا ولعدم شك الجهات الأمنية في (الفنطاس) سيارة نقل المياه بأنها تحمل بداخلها مواد متفجرة.
مدينة العريش هي عاصمة محافظة شمال سيناء ويبلغ عدد السكان بها بحسب الهيئة العامة للاستعلامات 100 ألف نسمة من إجمالي عدد سكان المحافظة البالغ 435 ألف نسمة.
"أهالي العريش الكرام اللي محتاج مياه يوفر عربية وخزان ويكلمني.. والمياه متوفرة من بئر جوفي وبالمجان" عبارة كتبها حسان المطيري أحد أهالي العريش على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، ووضع رقم هاتفه.
يضيف حسان في اتصال هاتفي مع "أصوات مصرية" أن هناك أزمة في مياه الشرب بمدينة العريش منذ ما يقرب من أسبوع وكتب تلك العبارة لمساعدة المواطنين خاصة النازحين من مدينتي رفح والشيخ زويد في إيجاد مياه تصلح حتى للغسل، وللشرب بعد إعادة تكريرها أو غليها على النار.
وأكد المطيري أنه يقوم بالتنبيه على كل شخص يأتي لتعبئة المياه من البئر الخاص به بأن المياه غير صالحة للشرب ويجب تكريرها من خلال فلاتر أو وضعها في إناء وغليها على درجة حرارة مرتفعة لوجود نسبة بسيطة من الكبريت بها.
وأوضح المطيري أنه حلل مياه البئر الخاص به عندما حفره في السابق وأثبتت التحاليل وجود عنصر الكبريت بنسب بسيطة.
وتشهد محافظة شمال سيناء منذ مارس 2013 مواجهات أمنية مع تنظيم أنصار بيت المقدس الذي غير اسمه إلى "ولاية سيناء" بعدما بايع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) المتشدد في نوفمبر 2014.
معاناة الأهالي
عدنان أبو صالح ليس اسمه الحقيقي وهو أحد سكان مدينة العريش أصله من المواطنين النازحين من قرى الشيخ زويد يقول إنه يجد صعوبة في الحصول حتى على مياه الآبار لعدم سهولة الحركة بسيارة تحمل فونطاس مياه نتيجة التشديد الأمني.
ويؤكد أبو صالح أن الجهات الأمنية تشتبه في سيارات الفنطاس لكونها تم استخدامها سابقا في عمليات تفجير بالعريش.
ويتخوف أبو صالح من أن تشهد مدينة العريس نفس سيناريو قطع مياه الشرب والكهرباء بمدينتي رفح والشيخ زويد، وهو الأمر الذي يسهم -بحسب رأيه- في ترك المواطنين منازلهم والاتجاه للعيش بمكان آخر.
ويؤكد عدد من أهالي مدينة العريش صحة ما قاله أبو صالح من انقطاع المياه لمده أسبوع وتعثرهم حتى في الحصول ونقل مياه الآبار التي لا تصلح من الأساس للشرب أو الطهي.
ولفت الأهالي إلى أنهم عندما يقومون بالاستفسار من مرفق مياه الشرب والصرف الصحي بالعريش عن سبب انقطاع المياه طوال هذه الفترة يكون الرد بأن الخط العمومي الذي يجلب المياه من مدينة القنطرة إلى سيناء به كسر ويجري الإصلاح.
شركة المياه
مسؤول بإدارة المتابعة بشركة المياه والصرف الصحي بشمال سيناء يقول إن سبب انقطاع المياه عن العريش هو حدوث عطل مفاجئ بالخط الرئيسي القادم من القنطرة شرق لمدينة العريش وهو المسؤول عن تغذية المحطة بالمياه الحلوة ومن ثم ضخ المياه من محطة العريش إلى المواطنين.
وأضاف المسؤول أنه جار تصليح الخط الرئيسي ويتم الانتهاء منه في أسرع وقت لكن دون أن يحدد موعد الانتهاء.
جامعة سيناء
يقول محمود وهو ليس اسمة الحقيقي ويعمل مدرسا بإحدى كليات جامعة سيناء التي توجد بمدخل مدينة العريش وبالقرب من منطقة المساعيد إن خزانات مياه الشرب الموجودة أعلى سطح كليات الجامعة نفذت مياهها ولا يوجد بها قطرة مياه واحدة بعد أن استهلكها الطلاب على مدار سبعة أيام انقطت خلالها مياه الشرب.
يضيف محمود أنه يقوم بشراء المياه من أصحاب سيارات ربع نقل يقومون ببيع جركن المياه سعة 20 لترا بمبلغ 5 جنيهات، ويقولون لمن يشترى إن المياه تم تكريرها عبر فلاتر قبل تعبئتها هو ما لم يتأكد أحد من صحته.
ويقول محمود إنه يجد صعوبة حين يقوم للوضوء استعدادا للصلاة لعدم وجود المياه الكافية، موضحا أن العديد من المساجد تعاني نفس الأزمة.
مياه معدنية
إسماعيل علي صاحب سوبر ماركت بمدينة العريش يقول إن التشديد الأمني على الطرق المؤدية إلى شمال سيناء ومن بينها العاصمة مدينة العريش يجعل مندوبي شركات المياه يتخوفون من الذهاب لبيع منتجاتهم بشمال سيناء.
ويضيف إسماعيل أن المعروض من المياه ينخفض خاصة في ظل أزمة انقطاع المياه عن المدينة لفترات طويلة.
وأكد إسماعيل أن أسعار زجاجات المياه المعدنية ثابتة كما هي عند مستوى 2 جنيه لزجاجة المياه الصغيرة و4.5 لزجاجة المياه سعة لتر، موضحا أن سعرها ثابت، على الرغم من كثرة الطلب عليها من قبل بعض المواطنين، ولا يستغل التجار زيادة الطلب في رفع الأسعار مساهمة منهم في حل جزء من الأزمة.
مساجد بلا مياه
ويقول أبو عمار عامل بأحد المساجد بمدينة العريش إن حال المساجد لا يختلف كثيرا عن حال أهل العريش، فالمساجد تحتاج إلى المياه ليستعملها روادها في الوضوء والاغتسال والشرب ونظافة مبنى المسجد نفسه، ومع عدم توافرها نتعثر في جلب المياه من الآبار إلى خزانات المسجد لكون المسجد يحتاج إلى كميات كبيرة من المياه لا نستطيع توفيرها في ظل أزمة انقطاع المياه بالمدينة لفترات طويلة.
انقطاع غير متعمد
يتوقع عادل عامر مدير مركز المصريين للدراسات السياسية والاقتصادية أن يكون قطع المياه عن مدينة العريش لمدة أسبوع غير متعمد.
ويضيف عامر أنه في حالة إذا كان قطع المياه عن العريش متعمدا فهذا بمثابة كارثة من شأنها إذا تكررت عدة مرات أن تتسبب في نزوح السكان من المدينة قاصدين أماكن أخرى، واستبعد عامر أن يتكرر سيناريو مدينتي رفح والشيخ زويد في مدينة العريش لكون رفح والشيخ زويد "تعد معاقل للإرهاب".