للمرة الثانية خلال عام، تشهد مصر للطيران أزمة بين طياريها ومسؤولي الشركة، على خلفية مطالبات مالية متكررة من الطيارين.

وشهدت الشركة، مساء الأربعاء الماضي، أحدث موجة من الأزمة مع إعلان طيارين الاعتصام بمقر عمليات الشركة للمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية.

الطيارون الذين يطالبون بزيادة رواتبهم بنسبة 30%، قدموا اعتذارات مرضية -طبقا للقانون- لعدم الإقلاع برحلاتهم، الأمر الذي أدى إلى إلغاء رحلات وتأخر إقلاع رحلات أخرى.

إضراب الطيارين استمر على مدى أربعة أيام مكبدا الشركة خسائر بالملايين، حسبما قالته مصادر مسؤولة بشركة مصر للطيران لأصوات مصرية، الأمر الذي دفع إدارة الشركة لعرض زيادة رواتب الطيارين بنسبة 22% بداية من يوليو المقبل.

وقالت المصادر إن "صفوت مسلم -رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران- عقد عدة لقاءات مع عدد من الطيارين بحضور الطيار هشام النحاس رئيس شركة مصر للطيران للخطوط الجوية، وعرض عليهم زيادة دخول الطيارين بنسبة 22% بداية من يوليو".

وأضافت أن الطيارين أصروا على زيادة بنسبة 30% على أن تستكمل الزيادة بشكل دوري ليقتربوا من دخول الطيارين في شركات الطيران الخاصة في مصر.

وأشارت إلى أن الطيارين مستمرون في إضرابهم الذي يجري بصورة قانونية -حيث يأخذ الطيارون إجازات مرضية أو يدّعون وجود أعطال فنية في طائراتهم حتى لا يقلعوا بها طبقا لقوانين الطيران- وذلك لكي لا تتخذ الشركة أي إجراءات ضدهم.

وهذه الأزمة ليست الأولى من نوعها، حيث كان 224 طيارا تقدموا باستقالات جماعية في مايو من العام الماضي، بعد مطالبتهم الشركة بزيادات ومستحقات مالية وبتغيير لائحة الطيارين، إلا أن الشركة لم تستجب لهم.

ووصف وزير الطيران آنذاك مطالب الطيارين المستقيلين بأنها "لا تتوافق مع إمكانيات الشركة". وانتهت الأزمة بسحب الطيارين لاستقالتهم تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي طالبهم بمراعاة الظروف التي تمر بها البلاد، حيث ان "مصر للطيران بتكسب وبتخسر".

وكانت الشركة القابضة لمصر للطيران قالت، في منتصف مارس الماضي، إنها خسرت 11 مليار جنيه منذ يناير 2011 إثر تحديات تواجهها تتمثل في عدم نمو الموارد.

وتأثرت السياحة المصرية بشكل كبيرة في أعقاب ثورة 25 يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك، وانعكس ذلك على أداء شركات الطيران.

وقالت مصادر بمصر للطيران، لأصوات مصرية، إن "الشركة تكبدت خسائر تتراوح بين 3 و5 ملايين جنيه منذ بدء الأزمة مساء الأربعاء الماضي.. ونأمل من الطيارين أن يحرصوا على شركتهم التي تعرضت لخسائر فادحة منذ يناير 2011، حيث انخفضت بشكل كبير حركة الركاب والسياح على طائرات الشركة".

ودعا نقيب الطيارين المصريين عمرو نصر، جميع الأطراف للجلوس على طاولة المفاوضات لإيجاد حلول مناسبة في أقرب وقت ممكن وفي حدود الإمكانيات المتاحة.

وقال نصر، لأصوات مصرية، إن "النقابة تؤكد على وطنية كل الطيارين المصريين وترفض المزايدة على وطنيتهم من أي أحد وليس هناك مجال لذكر أدوارهم الوطنية، ويكفي قيامهم بإجلاء المواطنين المصريين أثناء الكوارث والثورات من كل دول العالم".

شركة مصر للطيران لم تصدر أي بيانات رسمية حول الأزمة حتى الآن، واكتفت فقط بإصدار بيان تنفي فيه خبر نشر في إحدى وسائل الإعلام بأن "الرئاسة تتدخل لحل أزمة الطيارين".

وطالبت الشركة وسائل الإعلام "بضرورة تحري الدقة والمصداقية في جميع ما ينشر عن مصر للطيران من معلومات حول هذا الموضوع أو غيره".