أحدث الأخبار
"الشاطرة تغزل برجل حمار".. مثل شعبي يضرب للحديث عن المرأة الماهرة، لكنه ينطبق بشدة على النساء السيناويات اللواتي يطبقنه بإتقان في صناعة منتجاتهن اليدوية بأبسط الأدوات والخامات.
بأناملها التي تظهر على استحياء من تحت معطفها، غزلت أم سالم ثوبا مطرزا يستخدم كمعطف أو غطاء للرأس (شال مسكافي) بأدوات وخامات بسيطة.
إبرة التطريز التي تتمايل في يدي أم سالم يمينا ويسارا لتجوب أنحاء الثوب وتنسج عليه خيوطا ملونة بألوان عدة، ترسم في النهاية ورودا وقلوبا وأشكالا أخرى تسر الناظرين وتدفع الزبائن للشراء.
"التوب الواحد بياخد في ايدي 15 يوم تقريبا" هكذا تقول أم سالم، التي تقطن منطقة التلول التابعة لمركز بئر العبد محافظة شمال سيناء، وتتخذ من منزلها مشغلا للتطريز وإنتاج ما تيسر من قطع مطرزة.
وتضيف أن المدة الزمنية التي تستغرقها لتطريز حذاء أو حقيبة تكون ما بين 4 إلى 7 أيام.
وتتنوع منتجاتها ما بين أحذية النساء وحافظة المحمول وحقائب نسائية، علاوة على تطريز الجاكيت بدون أكمام (السديري) الذي يرتديه الرجال فوق الجلباب.
واضطرت أم سالم للعمل بعد وفاة زوجها منذ خمسة أعوام، تاركا لها ثلاثة أبناء جميعهم في مراحل التعليم المختلفة وهي تقتات من عملها في التطريز.
صعوبة التسويق
وتقول أم سالم إن المشكلة التي تواجهها هي التسويق، موضحة أنها تنتظر المعارض التي تقيمها الجمعيات لعرض منتجاتها.
ولا يختلف حال العشرات من نساء محافظة شمال سيناء كثيرا عن حال أم سالم، فتشير عائشة محمد، التي تعمل في تطريز فازات الورد وعلب المناديل والشيكولاتة وفوانيس رمضان بالخرز الملون، إلى ضعف التسويق نتيجة العمليات الأمنية التي تشهدها سيناء.
وتنتظر عائشة محمد هي الأخرى جمعية حقوق المرأة السيناوية لتوفر لهم معارض سنوية وشهرية في مقر الجمعية بحي المساعيد بشمال سيناء قائلة "يسبق المعرض دعاية بسيطة لجذب الزبائن".
وتوضح أنهم في السابق كانوا يقومون بتوزيع منتجاتهم في القاهرة وشرم الشيخ، خاصة الأماكن التي تشهد زيارة كثيفة للسياح الذين يبدون إعجابهم بالمشغولات اليدوية السيناوية، قائلة "مع توتر الوضع الأمني في سيناء وتراجع السياحة مبقاش فيه منافذ للتسويق والبيع بقى قليل".
وتشهد محافظة شمال سيناء منذ مارس 2013 مواجهات أمنية عنيفة مع تنظيم أنصار "بيت المقدس" الذي غير اسمه إلى "ولاية سيناء" بعد مبايعة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) المتشدد في نوفمبر 2014.
حصار أمني
وتقول سوسن حجاب، مديرة جمعية حقوق المرأة السيناوية، إن الجمعية تقوم بمساعدة السيدات والذهاب إليهن داخل قراهن لتعليمهن التطريز، بالإضافة إلى مساعدتهن على تسويق منتجاتهن من خلال معارض ولكن معظمها داخل مدينة العريش نتيجة الظروف الأمنية التي تمر بها محافظة شمال سيناء.
وتضيف "في السابق وقبل توتر الوضع في شمال سيناء كانت تتلقى عروضا لشراء كميات كبيرة من المنتجات السيناوية، على سبيل المثال شراء مفروشات مطرزة للأسرة والطاولات، لكن بسبب الحالة الأمنية لم نعد نتلقى أي طلبات حاليا".
وتوضح أن ارتفاع أسعار الخامات المستخدمة في التطريز ساهم هو الآخر في ركود المبيعات، على سبيل المثال لفافة الخيط الملون يصل ثمنها إلى 11 جنيها وهو ما أصبح عبئا على النساء.
وتقول سوسن حجاب أن الجمعية تسعى خلال الفترة المقبلة لتوفير معارض للمنتجات السيناوية في القاهرة ومحاولة تسويقها.