أحدث الأخبار
قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن محاولات إيطاليا للضغط على مصر بسبب قضية مقتل الباحث الإيطالي جيوليو ريجيني، تعرضت للعرقلة بسبب مخاوف على الأمن القومي، إذ ترغب إيطاليا في الحصول على تعاون مصر فيما يتعلق بليبيا.
وأحدث مقتل ريجيني، الذي وقع بداية هذا العام، توترات دبلوماسية بين القاهرة وروما ما دفع إيطاليا لاستدعاء سفيرها في مصر الشهر الماضي.
ويقول خبراء إن الأمن المصري متورط في مقتل ريجيني، بينما تنفي مصر ذلك.
وقالت الصحيفة إن إيطاليا وحلفاءها المؤيدين لحكومة فايز السراج في ليبيا -التي تدعمها الأمم المتحدة- تورطوا في صراع معقد ينظر فيه إلى التحالف مع مصر كعامل رئيسي لنجاح الحكومة الليبية الجديدة.
وتشهد ليبيا حربا منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، حيث سادت حالة من الفوضى والنزاعات المسلحة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير بالحكومة الإيطالية -رفض الكشف عن هويته- قوله إن بلاده قلقة بشأن دعم مصر المزعوم لخليفة حفتر في شرق ليبيا والمناهض للجماعات الإسلامية.
وادعى المسؤول أن مصر تمنح المساعدات العسكرية لطبرق، وهو ما من شأنه أن يعرقل عملية السلام.
وتقاتل قوات حفتر جماعة فجر ليبيا، المكونة من تحالف ميليشيات من غرب ليبيا، يدعم بعضها الحكومة التي تؤيدها الأمم المتحدة.
وقالت الصحيفة إن وزارة الخارجية الإيطالية رفضت التعليق على دعم مصر المزعوم لقوات طبرق، ولكن الجدل الشديد حول هذا الأمر سيرسم الخطوات القادمة التي ستتخذها روما بخصوص قضية ريجيني.
ونقلت الصحيفة عن فرج سليم الحباتي، الملحق العسكري الليبي في مصر والموالي لحكومة طبرق، قوله "هناك تعاون (مع مصر) على مستوى استخباراتي، و لكن لا يوجد تصدير لسلاح من مصر إلى ليبيا".
وأضاف أن الدعم "لوجيستي فقط"، وأن مصر ستدعم حكومة الوحدة الليبية في النهاية فور انتهاء تصويت البرلمان على المسألة.
وتابع قائلا إن الخطوة التالية "هي المطالبة برفع الحظر على الأسلحة".
وذكرت الصحيفة أنه بينما دعّم الرئيس عبد الفتاح السيسي حفتر سياسيا بشكل معلن، فقد التقى أيضاً بالسراج هذا الشهر.
ونقلت عن وزير خارجية إيطاليا باولو جينتيلوني قوله، هذا الشهر، إن حفتر "يتعين عليه وبإمكانه" أن يكون له دور في حكومة انتقالية في ليبيا ولكن هذا الدور ستقرره حكومة السراج في النهاية.
وقالت الصحيفة إن إيطاليا لديها ثلاث مصالح قومية رئيسية في ليبيا؛ فهي ترى أن وجود استقرار في ليبيا أمر حاسم لوقف تدفق اللاجئين والمهاجرين إلى جنوب إيطاليا، وللقضاء على خطر داعش في واحدة من أقرب الدول المجاورة لها من ناحية الجنوب، ولحماية أصول النفط والغاز الطبيعي المملوكة لشركات الطاقة الإيطالية.
وأعرب مسؤولون بالاتحاد الأوروبي، في فبراير الماضي، عن قلقهم حيال إحياء عصابات تهريب البشر طريقا من مصر، وقالوا إنه تم تهريب آلاف المهاجرين غير الشرعيين في الأشهر القليلة الماضية.
وبحسب الصحيفة، فقد قالت الأمم المتحدة في مستهل هذا العام إن الأسلحة تتدفق من مصر والإمارات إلى قوات حفتر، فيما يتم إرسال أسلحة من تركيا وشرق أوروبا إلى جماعة فجر ليبيا، وهو ما يعد خرقاً لحظر دولي على الأسلحة.
ونقلت الصحيفة عن جون هاميلتون مدير شركة "المعلومات العابرة للحدود" للاستشارات في لندن قوله إنه "إذا أرادت (القوى الغربية) أن تنجح الحكومة الجديدة، فهم بحاجة لتوافق دولي حقيقي بين كل البلدان الداعمة للفصائل المتنازعة في ليبيا".
وتعتقد قوى غربية، وأبرزها إيطاليا، أنها أقنعت معظم أعضاء جماعة فجر ليبيا بدعم الحكومة الجديدة في مقابل إعطائها دورا أساسيا في الأمن بطرابلس.
ويوجد ضغط دبلوماسي مكثف على قادة شرق ليبيا للموافقة على تشكيل الحكومة الجديدة، وسط مخاوف من رفض جماعة فجر ليبيا لطلبات قادة طبرق والتي تتضمن استمرار حفتر قائدا للجيش الليبي.
وقال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة لويس الإيطالية رافييال مارشيتي، بحسب الصحيفة، إن"مصر تدعم حفتر سياسيا وعسكريا وهذا الدعم له صلة بدول الخليج التي دعمت حفتر منذ البداية".
وأضاف مارشيتي أن إيطاليا كانت تواجه "مساراً تصادمياً" في مصر، حيث تسعى للحفاظ على تواجد القاهرة في الشأن الليبي لمصلحتها القومية ولكنها تسعى كذلك للاستجابة للضغط السياسي المحلي بضرورة الاستجابة لقضية مقتل ريجيني.
وفي مناقشات مع مبعوث الأم المتحدة في ليبيا مارتن كوبلر، أصر حفتر على دعمه لوحدة ليبيا وعلى أنه سيتعاون في عملية السلام.
ونقلت الصحيفة عن ميشيل ديون، رئيس برنامج الشرق الأوسط بمركز كارنيجي للسلام الدولي، قولها إن دعم مصر لحفتر منذ البداية كان واضحا، وإن حفتر كان "عائقا رئيسيا" للعملية الدولية لدعم حكومة السراج.
وأضافت أن "مصر لديها أسبابها الخاصة لرغبتها في امتلاك نفوذ كبير في ليبيا... الخطر الأمني من ليبيا حقيقي، المصريون لا يتوهمون ذلك".