أحدث الأخبار
بدأت مصر تحقيقا رسميا في اختفاء طائرة مصر للطيران أثناء رحلة ليلية من باريس إلى القاهرة وهو تحقيق قال خبراء في سلامة الطيران إنه سيكون "مهمة شاقة" حسب تقرير لموقع بيزنس انسايدر الأمريكي.
وفقدت طائرة الرحلة رقم 804 التابعة لشركة مصر للطيران فوق البحر المتوسط فجر الخميس بعد الدخول إلى المجال الجوي المصري بعشرة أميال. وكان على متنها 56 راكبا من جنسيات مختلفة -بينهم طفل ورضيعان- بالإضافة إلى 10 من طاقمها.
ونقل الموقع عن الطيار أيمن المقدم رئيس لجنة تحقيق الحوادث بوزارة الطيران قوله إن مصر ستقود التحقيق بمشاركة مسؤولين من فرنسا حيث صنعت الطائرة المنكوبة قبل 12 عاما كما يمثل الفرنسيون ثاني أكبر عدد بعد المصريين في ضحايا تحطم الطائرة.
ووصل إلى القاهرة صباح اليوم ثلاثة محققين فرنسيين يتبعون مكتب التحقيقات والتحليل في وزارة الطيران المدني الفرنسية، وخبير فني من شركة إيرباص التي صنعت الطائرة.
وقال الجيش المصري اليوم الجمعة إنه عثر على أجزاء من حطام الطائرة المصرية المنكوبة وبعض متعلقات الركاب بالقرب من الإسكندرية.
وقال تقرير الموقع إن توترات تاريخية بين سلطات الطيران في مصر وأمريكا قد تقف عائقا أمام مشاركة الولايات المتحدة في التحقيقات التي تقودها مصر لمعرفة ملابسات حادث تحطم الطائرة المصرية المنكوبة.
وأفاد أنه لم يتضح على الفور ما إن كانت الولايات المتحدة ستشارك في التحقيقات أم لا.
وحسب لوائح الطيران العالمية، يمكن للدولة التي انتجت محركات الطائرة أن تتوقع المشاركة في التحقيقات عند تحطم الطائرة.
والطائرة المصرية المنكوبة، من طراز إيرباص ايه 320، ومزودة بمحركات من انتاج برات آند ويتني الأمريكية.
ونقل التقرير عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن "الوكالات الأمريكية تخشي أن تبقي مصر المحققين الأمريكيين على مبعدة بسبب توترات تاريخية بين البلدين تعود إلى عام 1999 إثر تحطم طائرة مصرية قبالة السواحل الأمريكية" أثناء رحلة من نيويورك إلى القاهرة.
كان 217 شخصا قتلوا في تحطم طائرة بوينج 767 تابعة لشركة مصر للطيران قبالة الساحل الشرقي للولايات المتحدة بعد نحو ساعة من إقلاعها.
وقال تقرير لهيئة السلامة الأمريكية إن مساعد الطيار جميل البطوطي تعمد إسقاط الطائرة والانتحار، وهو اتهام رفضته مصر بشكل قاطع.
وذكر التقرير أن العلاقات بين سلطات الطيران في مصر وأمريكا متوترة منذ ذلك الوقت، وبعد أن اتهم المحققون المصريون المجلس الوطني لسلامة النقل الأمريكي بلي الحقائق لدعم نظرية الانتحار، وأصدروا تقرير مفاده أن الحادث ناجم عن مشاكل تقنية.
واستشهد التقرير بما حدث عقب تحطم الطائرة الروسية في سيناء في أكتوبر الماضي، وقال إن العلاقة بين سلطات الطيران الأمريكية والمصرية بدت فاترة بعد تحطم الطائرة التي كانت مزودة بمحرك أمريكي أيضا.
وسقطت الطائرة الروسية يوم 31 أكتوبر الماضي في منطقة بوسط سيناء بعد قليل من إقلاعها من منتجع شرم الشيخ وقُتل من كانوا على متنها وعددهم 224 شخصا.
ونقل التقرير عن عضو لجنة المخابرات في مجلس النواب الامريكي أدم شيف قوله لمحطة تلفزيون ام.اس.ان.بي.سي الأمريكية "أعتقد بالتأكيد أنه في بداية تلك التحقيقات وحتى بعدما بلغت المنتصف... أبقي العديد من رجالنا على مبعدة منها."
وأضاف أن خبراء سلامة الطيران قالوا إن مصر تحركت هذه المرة بسرعة أكبر بصورة ملحوظة لمناقشة الأسباب المحتملة بما في ذلك الإرهاب، رغم أنه لا يمكن استبعاد المشاكل الفنية الأخرى أو الخطأ البشري.
وقال محقق سابق له خبرة في المنطقة إن "التحقيق سيكون صعبا".
وقالت مصر إن المحققين سيبدأون البحث عن الصندوقين الأسودين للطائرة وجمع الأدلة بمجرد تحديد موضع التحطم.
وذكر التقرير أن من المتوقع أن يلعب مكتب التحقيق والتحليل لسلامة الطيران المدني الفرنسي دورا رئيسيا في عمليات البحث التي تجري تحت الماء عن حطام الطائرة المنكوبة بحكم الخبرة الفرنسية في هذا المجال.
ومكتب التحقيق والتحليل الفرنسي هو وكالة حكومية معنية بالتحقيق في حوادث الطيران وتقديم توصيات السلامة بناء على نتائج التحقيقات.
وقال التقرير إن المكتب الفرنسي قاد عمليات البحث في تحطم طائرة تابعة لشركة "اير فرانس" في المحيط الأطلسي في 2009، وتحطم طائرة مصرية قبالة ساحل مدينة شرم الشيخ في 2004 ما أدى إلى مقتل سياح فرنسيين.
وأضاف أن الصندوقين الأسودين للطائرة لهما القدرة على إصدار إشارات على مدى 30 يوما تساعد في تحديد موقعيهما. لكنه أشار إلى أن عمليات البحث قد يعوقها عمق المياه الأمر الذي يتطلب استخدام أجهزة روبوت تحت الماء.
ونقل التقرير عن الطيار أيمن المقدم قوله إن بريطانيا واليونان أيضا عرضتا المساعدة في عمليات البحث. لكنه لم يوضح ما أذا كانت مصر قبلت هذه العروض أم لا.