أحدث الأخبار
- أسعاره تبدأ من 25 جنيها.. وزيادة الدولار رفعت تكلفة خاماته المستوردة
عاد فانوس رمضان اليدوي، المصنع محليا، ليغزو الأسواق مرة أخرى مع اقتراب الشهر الكريم، بأشكاله التقليدية والحديثة، بعد أن اكتسحته الفوانيس المستوردة، خاصة من الصين، خلال السنوات الماضية.
وجاءت عودة الفانوس المصري للانتشار مجددا نتيجة لقرار وزير التجارة والصناعة السابق، منير فخري عبد النور، في أبريل من العام الماضي، بوقف استيراد فانوس رمضان من كافة دول العالم، والاعتماد على الصناعة المحلية.
وقال عبد النور وقتها إن هذا القرار يهدف إلى تخفيف عبء توفير الدولار من جانب، وتشجيع الصناعة المحلية على الجانب الآخر.
ورغم أن هذا القرار صدر قبل رمضان الماضي بأشهر قليلة، فإنه جاء بعد دخول شحنات من الفوانيس المستوردة إلى السوق بالفعل، هو ما أجل الانتعاش الذي حدث للفانوس التقليدي هذا العام.
منتجات جديدة وسعي للتطوير
يقول سامح علي، مالك ورشة لصناعة الفوانيس في منطقة تحت الربع بالدرب الأحمر، "السنة دي في إقبال كبير من المستهلكين على شراء الفانوس التقليدي، وده شيء يخلينا نحس بفايدة قرار الحكومة".
استعد سامح لهذا الإقبال بأفكار جديدة لفانوسه التقليدي، فيقول "أنتجنا السنة دي الفانوس الخشبي، وأدخلنا عليه أسطوانة فيها أغاني رمضان، زي الموجودة في الفانوس الصيني".
"الإقبال حلو على الفانوس علشان فيه اسطوانة، وسعره بيبدأ من 25 جنيه"، كما يقول سامح.
وتشتهر منطقة تحت الربع بحي الدرب الأحمر في وسط القاهرة بصناعة الفوانيس اليدوية بأشكالها التقليدية المصنوعة من الصاج والزجاج الملون، أو بأشكال وخامات أحدث مثل الخشب، أو قماش الخيامية، وتمتد ورش صناعة الفوانيس على جانبي المنطقة، التي تشهد موسم رواجها السنوي في الفترة السابقة لشهر رمضان.
واتخذ ممدوح أبو العتب، مالك ورشة فوانيس، اتجاه التطوير أيضا بعد قرار وقف الاستيراد، فيقول لأصوات مصرية "نوعنا المنتجات إللي بنعملها، وما اكتفيناش بالفانوس بس، عملنا قطع موبيليا مناسبة لرمضان، زي البارافان والكراسي وأطباق من الخيامية، ودي منتجات بنسوقها للكافيهات والمطاعم".
تختلف أشكال الفانوس لدى ممدوح ما بين الصاج والخشب وقماش الخيامية، ولا يكتفي ببيع منتجاته داخل مصر، ولكن يصدر بعضا منها إلى الدول العربية ويقول "عندي زبائن من السعودية والكويت والإمارات، ببعت لهم كل المنتجات قبل رمضان".
تتراوح الأسعار ما بين 30 جنيه وحتى ألف جنيه، "كل واحد ومقدرته عندي فانوس صغير وحلو للأطفال بيبدأ من 30 جنيه، كمان فوانيس كبيرة للمطاعم والفيلات بيتراوح سعرها ما بين ألف وألف ونص"، كما يقول صاحب الورشة.
كان ممدوح يعاني في السابق من عدم وجود بعض المواد الخام التي تحتاجها صناعة الفوانيس ويقول "كنا بنروح ماليزيا نجيب الفوانيس الخشب دلوقتي بقى في مصنع في اسكندرية".
يطالب ممدوح الحكومة بتوفير المواد الخام التي تساعد مصنعي الحرف التقليدية على الصناعة وابتكار أنواع جديدة تجذب مزيدا من المستهلكين، ويقول "الفانوس ده اختراع مصري، ولازم يفضل مصري ما ينفعش يكون مستورد".
الصناعة بين مطرقة المستورد وسندان الدولار
مجدي أبو العزب، مالك ورشة لصناعة الفوانيس بمنطقة تحت الربع، تنفس الصعداء بعد قرار وقف استيراد الفوانيس، وقال "توسمنا خير في القرار وبدأنا نزود الكمية إللي بننتجها، خاصة من الفوانيس الصغيرة، لكن ارتفاع سعر الدولار قضى علينا".
توسمنا خير في القرار لكن ارتفاع سعر الدولار قضى علينا
ويوضح مجدي أن "كل المكونات إللي بيتصنع منها الفانوس اليدوي مستوردة، مثل الصاج والأصباغ والقماش وغيرها من المستلزمات".
وارتفع السعر الرسمي للدولار مقابل الجنيه منذ مارس الماضي، حيث خفض البنك المركزي سعر العملة المحلية إلى 8.78 جنيه للدولار الواحد، واتجه السعر في السوق السوداء، التي تعتمد عليها معظم تعاملات التجار، لمزيد من الانخفاض ليبغ مستويات تدور حول 11 جنيها للدولار.
وقدر مجدي نسبة استفادته من قرار وقف الاستيراد بنحو 30%، لكن ارتفاع تكلفة مستلزمات الصناعة دفعه إلى رفع أسعاره هو الآخر، وهو ما يهدد هامش ربحه.
"السنة إللي فاتت كان الفانوس بيبدأ من 20 جنيه ويوصل إلى ألف جنيه حسب حجمه، السنة دي الفانوس بيبدأ من 36 جنيه"، يضيف صاحب الورشة.
الأسعار نار
ويعاني التجار أيضا عددا من المشكلات، فهذا العام يواجه أيمن عبد الله، تاجر لعب أطفال بالجملة بمنطقة الموسكي بوسط القاهرة، أزمتين بسبب قرار وقف استيراد الفوانيس، وارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه.
ويقول "زي دلوقتي السنة إللي فاتت مكنتش بلاحق على الشغل، ومكنتش بقدر اتكلم مع حد بسبب الزحام، لكن دلوقتي قاعد بنش".
استطاع أيمن أن يشتري فوانيس مستوردة هذا العام رغم قرار وقف الاستيراد، لأن "بعض مستوردي لعب الأطفال دخلوا شحنات من الفوانيس على أساس أنها لعب أطفال، وبعدين غيروا إسطوانة الأغاني".بعض مستوردي لعب الأطفال دخلوا شحنات من الفوانيس على أساس أنها لعب أطفال
بعض مستوردي لعب الأطفال دخلوا شحنات من الفوانيس على أساس أنها لعب أطفال
يرجع أيمن حالة الركود التي يعاني منها إلى أن "الدولار زود أسعار الفوانيس المستوردة بنسبة 20%، فأقل فانوس بقى سعره 43 جنيه، وده رقم خيالي بالنسبة لأسرة فيها 3 عيال".
ويضيف أيمن "الشحنات دي دخلت كمان قبل قرار زيادة الجمارك على السلع غير الضرورية".
وكان رئيس الجمهورية، عبد الفتاح السيسي، أصدر في فبراير الماضي قرارا بزيادة التعريفة الجمركية على مجموعة من السلع المستوردة تصل لنحو 500 سلعة، للحد من استيراد السلع غير الضرورية في ظل أزمة العملة.
ويرى أيمن أن الفانوس المستورد ليس ذو قيمة، ويقول "أنا عارف الفانوس البلاستيك مش كويس وبيبوظ بسرعة، لكن أعمل إيه الدولة مش مخليانا نعرف نصنّع حاجة".
يقول أيمن من داخل متجرة، الذي يمتلئ بالفوانيس المستوردة، والتي تتراوح أسعارها ما بين 43 جنيه حتى 150 جنيه، "لو قررت أصنّع حاجة لازم ألف علشان التراخيص، وبعدين فين المواد الخام إللي هصنع بيها، وفين الدولار إللي هستوردها بيه".
يشكو أيضا عبد العزيز محمود، بائع لعب أطفال بحارة اليهود بوسط القاهرة، من ارتفاع الأسعار ويقول لأصوات مصرية "الأسعار ولعت نار، الفانوس إللي كان بحوالي 24 جنيه بقى 38 جنيه".الأسعار ولعت نار، الفانوس إللي كان بحوالي 24 جنيه بقى 38 جنيه
الأسعار ولعت نار، الفانوس إللي كان بحوالي 24 جنيه بقى 38 جنيه
يقول عبد العزيز البضاعة كانت موجودة قبل قرار وقف الاستيراد، لكن البضاعة إللي دخلت عن طريق التهريب غلت الأسعار جدا.
يقول عبد العزيز أن الفانوس المستورد يبهر الزبون عكس الفانوس المصري التقليدي "الفانوس المستورد لعبه وكلنا عارفين كده ومش بيعيش، لكن الفانوس العادي شكله واحد".
تتراوح أسعار الفوانيس المستوردة لدى عبد العزيز ما بين 38 جنيه حتى 105 جنيه وهو سعر عالي بالنسبة له.
ويضيف عبد العزيز "إللي عنده 3 ولا 4 عيال مش هيجيب لهم كلهم فوانيس بالأسعار دي".