تشهد السياحة في أسبانيا انتعاشا بعد أن دفع الخوف من الإرهاب السياح الأوروبيين بعيدا عن مقاصد مثل مصر وتركيا وتونس، ليعودوا إلى مناطقهم المفضلة في جنوب أوروبا، كما يقول تقرير لجريدة فاينانشال تايمز اليوم الثلاثاء.

فقد زاد عدد الوافدين للسياحة في أسبانيا خلال شهر إبريل الماضي بنحو 11.3% مقارنة بنفس الشهر من العام السابق، ليصل إلى 6.1 مليون سائح، بحسب البيانات الأسبانية الرسمية.

ومثل السياح البريطانيون نسبة كبيرة من السياحة الوافدة في الشهور الأربعة الأولى من العام الجاري، حيث زار نحو 4 ملايين بريطاني أسبانيا خلال تلك الفترة، بزيادة 19.4% عن عددهم في نفس الفترة من العام الماضي.

حدث هذا التحول نتيجة للضربات الإرهابية في تونس ومصر وتركيا، والتحذيرات التي وجهتها الحكومات لمواطنيها بتجنب السفر لبعض الوجهات في تلك الدول، كما تقول الجريدة البريطانية، الأمر الذي دفع كثيرا من السياح الباحثين عن عطلة رخيصة على الشاطئ إلى التوجه لمقاصد أخرى.

ويرى رامون استاليا، السكرتير العام لاتحاد الفنادق الأسبانية، أن زيادة أعداد السياح البريطانيين الوافدين لأسبانيا، والذين مثلوا نحو 40% من مجمل السياح خلال الشهور الأربعة الأولى من العام، ترجع إلى توجه "الباحثين عن الشمس" بعيدا عن مصر.

وكانت طائرة ركاب روسية تحطمت في أكتوبر الماضي بوسط سيناء، مما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها، مع وجود احتمالات لم تحسم بتعرضها لتفجير.

وأعلنت كل من روسيا وبريطانيا وألمانيا وتركيا تعليق رحلاتها الجوية إلى مدينة شرم الشيخ بعد هذا الحادث، كما قررت روسيا وبريطانيا إجلاء رعاياهما منها.

وسجل قطاع السياحة المصري انكماشا بنسبة 18.7% خلال النصف الأول من العام المالي الجاري مقابل نمو بلغ 43.7% في الفترة المقابلة من العام الماضي.

وتقول دورتي نوردبك، رئيسة قسم السياحة واللوجستيات بشركة جي أف كي الألمانية، لجريدة فاينانشال تايمز، "سلوكيات الحجز تغيرت حقا بعد تلك الهجمات. الحجوزات تتجه من تركيا ومصر وتونس إلى أسبانيا، وكذلك بلغاريا واليونان".

وكانت مدينة سوسة التونسية تعرضت في يونيو الماضي لهجوم قتل فيه رجل مسلح 38 سائحا، مما أدى لتوقف صناعة السياحة في تونس، وشهدت تركيا تفجيرات، بالإضافة لتوتر علاقتها مع روسيا وهي أهم مصادرها من السياح، مما ساهم في تراجع السياحة لديها بنحو 28%.