أحدث الأخبار
"شاو مينح" أشهر صفحة لدى المصريين على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" حاليا لارتباطه بتسريب امتحانات الثانوية العامة للعام الرابع على التوالي.
ويوضح الأدمن أن توقف صفحته عن التسريبات مرهون بتحقيق الهدف من وجودها بالأساس، قائلا "لن يتغير الفساد إلا بتغيير المنظومة التعليمية.. ولن تنتهي الصفحة إلا بالتطوير.. ساعتها مش هايبقى لشاو مينج وجود".
و"شاو مينج" الذي يعجز "google translate" عن إيجاد معنى له باللغتين الصينية والكورية، يتردد على الإنترنت أنه كلمة صينية مركبة تعني "النسخ السري"، يتابع صفحته حوالي 750 ألف شخص رغم أن عدد طلاب الثانوية العامة للعام الدراسي الحالي يبلغ حوالي 498 ألف طالب فقط.
ويقول أدمن صفحة "شاو مينج بيغشش ثانوية عامة" في بيان تحذيري لمتابعيه "هناك الكثير من الأشخاص يقومون بإنشاء صفحات بنفس الاسم.. لكن لما تكون في صفحة تدعي أنها الصفحة الأصلية وتقوم بنشر امتحانات مخادعة علي اسم شاو مينج وجب هنا التنويه".
وبتحد واضح لوزارة التربية والتعليم والمنظومة التعليمية يكمل الأدمن تحذيره قائلا "هذه هي الصفحة الرسمية الوحيدة لشاو مينج.. الصفحة الأخرى تم إطلاقها من قبل وزارة ميكي ماوس والأطفال ببلعبوا فيها هناك".
كر وفر "إلكتروني"
وقال مسؤول أمني بمباحث الإنترنت التابعة لوزارة الداخلية إن فريق البحث بالإدارة يكثف جهوده بالتعاون مع الأمن الوطني والأمن العام ووزارة التربية والتعليم للقبض على مسربي امتحانات الثانوية العامة.
وأضاف المسؤول، في تصريح لأصوات مصرية، أن مباحث الإنترنت تمكنت من القبض على 20 شخصا بينهم فتاة من محافظات الجيزة، والإسكندرية، وبورسعيد، والدقهلية، والبحيرة، ودمياط، وأسيوط.
وتابع المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن المتهمين قالوا في محاضر الشرطة إنهم "يتلقون أموالا من شخص مجهول مقابل العمل في صفحات الغش الجماعي وتسريب الامتحانات".
وأكد المسؤول الأمني أنه تم إلقاء القبض على أدمن صفحة "شاو مينج بيغشش ثانوية عامة" يوم 27 مايو الماضي، غير أن الصفحة استمرت في تسريب امتحانات الثانوية العامة بعد هذا التاريخ وكان أحدثها امتحان مادة التربية الوطنية اليوم الخميس.
ويعقب أدمن "شاو مينج" على وقائع القبض على المتهمين بتسريب الامتحانات على صفحته قائلا "بيصعبوا عليا والله الناس الغلابة اللي بيقبضوا عليهم ويقولوا أنهم شاو مينج.. شاومينج مش موجود في مصر افهموا بقى.. يمكن لو كنت في بلدي كنت أخاف لكن هنا مافيش حاجة تخوفني.. افرجوا عن الناس الغلابة اللي بتاخدوهم كبش فدا".
صراع بين عقليتين
واعتبر الخبير التربوي والباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية، كمال مغيث، أن تسريبات الثانوية العامة هي حالة من "الاحتجاج الجماعي" على نظام تعليمي مهتريء وعديم الجدوى.
وأضاف مغيث، في مقابلة مع "أصوات مصرية"، أن الإصرار على تسريب الامتحانات هو تعبير عن صراع عقليتين الأولى تنتمي للستينيات من القرن المنصرم والثانية تنتمي لعصر ثورة الاتصالات.
وقال مغيث "ندفع ثمن إهمالنا لنظام تعليم لم يصل إليه التطوير منذ خمسة عقود.. نظام تعليمي وتربوي ينتمي لحقبة الخمسينيات أو الستينيات على أحسن الفروض".
وتابع أنه لم يعد هناك نظام تعليمي قائم على فكرة المقررات الدراسية والحفظ والتلقين والاهتمام بالقدرات العقلية الدُنيا عند الإنسان المتمثلة في "الحفظ والتذكر"، مقابل إهمال قدرات الإبداع والنقد والتحليل والمقارنة.
وقال كمال مغيث انه للخروج من الأزمة لابد من توافر الإرادة السياسية نظرا لحجم المؤسسة التعليمية التي تضم 20 مليون طالب و2 مليون معلم و50 ألف مدرسة و10 آلاف معهد أزهري.
تاريخ من التسريب
لم يكن تسريب امتحانات الثانوية العامة للعام الدراسي الحالي 2015-2016 هو الأول من نوعه، بل سبقته واقعتان كبيرتان للتسريب خلال عامي 1961 و1967، وكان المتهم فيهما إسرائيل.
وكانت الإذاعة الإسرائيلية الناطقة باللغة العربية بثت نسخة من امتحانات الثانوية العامة خلال حقبة الستينيات التي شهدت حربا بين مصر وإسرائيل، وعوقب في الواقعة الأولى اثنان من قيادات وزارة التربية والتعليم بالحبس 10 سنوات مع الأشغال الشاقة.
وفي عام 2008 استحوذت محافظة المنيا على اهتمام الرأي العام بسبب تسريب امتحانات الثانوية العامة في المحافظة، وعاقبت محكمة جنايات المنيا 14 متهما بينهم عقيد شرطة ومسؤولون بوزارة التربية والتعليم ومجلس محلي محافظة المنيا.
كما سُربت امتحانات الثانوية العامة في بعض المواد على نطاق ضيق غالبا ما كان يتم التعتيم الإعلامي عليه، لكن تسريب هذا العام يعد هو الأضخم والأكثر جدلا في تاريخ الثانوية العامة من حيث الانتشار الواسع والتغطية الكاملة لجميع المواد.