أحدث الأخبار
كتب مارك لينش -أستاذ العلوم السياسية والشؤون الدولية في جامعة جورج واشنطن- أن هناك عددا من الباحثين يشكك في أن المؤسسات الخيرية الإسلامية لها الدور الحاسم في توفير الدعم للحركات السياسية الإسلامية.
وعلى موقع صحيفة الواشنطن بوست، قال لينش -مدير معهد دراسات الشرق الأوسط بالجامعة- إنه من الصعب أن تجد مقالا يتحدث عن جماعة الإخوان المسلمين ..دون أن يشير إلى "قدرتها على كسب الدعم الشعبي عبر الخدمات الاجتماعية المقدمة من شبكة مؤسساتها الخيرية الممتدة... التي بنوا عبرها سمعتهم كقوة كفؤة ونزيهة، وساعدت على الترويج لفكرة أسلمة المجتمع".
يقول الكاتب إن المتطوعين بهذه المؤسسات يعكسون مدى أوسع من الدوافع لمشاركتهم يتجاوز تحقيق مكاسب سياسية، وإن السياسات الاقتصادية النيوليبرالية (بما فيها انسحاب الدولة من مجال الخدمات) خلقت مساحة لعمل هذه المؤسسات، إسلامية أو غير إسلامية على حد سواء.
ويشير الكاتب إلى ورشة عمل انعقدت في الشهر الماضي نظمها "مشروع العلوم السياسية في الشرق الأوسط"، حضرها باحثون لقطاع الخدمات الاجتماعى الإسلامي، وإلى أبحاثهم التي يصفها بأنها تمنح نظرة غنية على الطبيعة المتغيرة لهذا القطاع، وعلاقته بالحركات السياسية والأحزاب.
ويقول الكاتب إن "التحول الحاد للجماهير المصرية عن جماعة الإخوان المسلمين خلال العام الماضي يرجح أن غرس الهوية الإسلامية على مدى طويل لم تكن له جذور عميقة عكس ما كان متوقعا".
ويقول معلقا على نقاشات الورشة، إن دراسة هذه المؤسسات الخيرية للإسلاميين تعتمد على قدر ضئيل من المعلومات إن وجدت، وأن الكتابات بشأنها ركزت على مصر، بل وعلى القاهرة الكبرى فقط، وأولت اهتماما بجماعة الإخوان دون المؤسسات التابعة للحركة السلفية التي تجاهلتها.
ويقول الكاتب إن هناك تساؤلات بشأن الاستغلال السياسي لهذه المؤسسات، مشيرا إلى دراسة بينت أن القليل من المتعاملين مع العيادات الإسلامية في مصر كانوا واعين بأنهم يستفيدون من عيادة إسلامية.
ويتحدث الكاتب عن مفهوم "النيوليبرالية التقية" لأحد الدارسين كمدخل لفهم هذه المؤسسات كأداة لوظيفة إجتماعية أكثر شمولا من مجرد شراء الأصوات مرتبطة بالمجال السياسي، "مانحة وسيطا للطبقة الوسطى المتدينة للجمع بين تقواها وفرصها وثروتها المحدثة".
ويرى الكاتب إن إغلاق المؤسسات الخيرية التابعة لجماعة الإخوان ربما لا يقوض مستقبلها السياسي، وإن وجود هذه المؤسسات ليس شرطا لتحقيق نجاح الإسلام السياسي، قائلا إن "النجاحات الانتخابية لحركة النهضة الإسلامية في تونس تحققت على الرغم من غياب لما يماثل قطاع الخدمات الإجتماعي الضخم المرتبط بالإسلاميين في مصر والأردن وفلسطين.
المقال كامل منشور على موقع صحيفة الواشنطن بوست بتاريخ 15 أكتوبر 2014.