أحدث الأخبار
كتبت صحيفة "النيويورك تايمز" معلقة على ما تردد بشأن رسالة للرئيس مرسي وجهها للرئيس الإسرائيلي، وامتدحها كثيرون في اسرائيل بوصفها إشارة غير متوقعة تفيد بأن مصر في ظل حكم الإخوان المسلمين تنوي الإبقاء على علاقات ودية مع إسرائيل.
وتقول الصحيفة إن هذه الإشارة رغم ذلك تبددت، عبر يوم من الارتباك الدبلوماسي الذي لم يشمل فقط مصر وإسرائيل ولكن شمل أيضا "ليون بانيتا" وزير الدفاع الأمريكي الذي يزور البلدين، حيث جاءت تصريحات المسؤولين في البلدين متناقضة عن كيفية التواصل بين الرئيسين، وعما إذا كان هناك أي اتصال على الإطلاق، وتركت التصريحات حالة العلاقات بين البلدين في نفس موقع انعدام يقين غير مريح.
وتضيف الصحيفة أن الأمر بدأ بإعلان مكتب شيمون بيريز الرئيس الإسرائيلي يوم الثلاثاء الماضي تلقيه الرسالة عبر السفارة المصرية في تل أبيب، وأن الرسالة تضمنت شكرا على التهنئة الإسرائيلية بحلول رمضان، وأعربت عن أمل في مزيد من التعاون مع إسرائيل بشأن السلام وقضايا الأمن، بينما نفى بعد ساعات متحدث رسمي باسم الرئيس مرسي أمر الرسالة.
وتقول الصحيفة إن الواقعة تؤكد حساسية العلاقات بين الدولتين الجارتين اللتين حافظتا على علاقة سلام عبر ثلاثة عقود، والتي تواجه الآن توترات بعد فوز جماعة الإخوان المسلمين بالرئاسة، وهي الجماعة التي قمعت طويلا، وتبنت مواقف عدائية تجاه إسرائيل، وأصبح قادتها أكثر اعتدالا في الشهور الأخيرة.
تنقل الصحيفة عن وزير الدفاع الأمريكي وصفه مرسي بأنه "رجل يملك قراره"، وتقول إن نفي أمر الرسالة جاء بعد مغادرته لمصر، الأمر الذي يوحي بأن مرسي ومساعديه ربما "يقولون كلاما مختلفا لمستمعين مختلفين"، أو أنهم غير مستعدين للتدقيق الذي يواكب التصريحات العلنية حول مسألة كالعلاقة مع إسرائيل، ومن المحتمل أيضا كما قال متحدث رسمي في مصر أن الرسالة ملفقة، وأن الأمر كله افتراء.
وتنقل الصحيفة عن مكتب بيريز قوله بأن الرسالة وصلت عبر قنوات رسمية، وتسلمتها السكرتارية العسكرية للرئيس الإسرائيلي، وتضيف أن صورة الرسالة التي نشرت ليس بها توقيع اليد الخاص بمرسي إنما مجرد اسم مطبوع، وتخلو من أي شعارات رسمية للرئاسة، إلا أن حافظة مرفقة حملت شعار السفارة المصرية في إسرائيل.
وتذكر الصحيفة أن مسؤولين ومحللين إسرائليين استقبلوا الرسالة مفاجئين وبحماس، وآخرين استقبلوها بدرجة من التحفظ غير راغبين في استخلاص استنتاجات مبالغ فيها حول المسار الذي ستتخذه مصر في المستقبل.
وتنقل الصحيفة عن زيفي مازيل - السفير الإسرائيلي السابق في مصر – قوله إن رد مرسي على تهنئة بيريز "هو فعل مهذب" ربما أتى بضغط من الأمريكيين والجيش المصري لصنع موقف إيجابي نحو إسرائيل، وإنه لا يعتقد أن مثل هذه الرسالة القصيرة تدشن عهدا جديدا بين جماعة الإخوان المسلمين والشعب اليهودي أو مع الغرب والديمقراطية.
وتقول صحيفة "النيويورك تايمز" إن زيفي وآخرين يعتقدون أن مرسي لديه ما يكفي من المشاكل الداخلية، وستكون لديه مصلحة مشتركة مع إسرائيل للإبقاء على حدود هادئة، رغم أنه منذ الإطاحة بمبارك لم يكن هناك أي حوار على مستوى عال بين البلدين، وتعهد مسؤولون عسكريون بشأن القضايا الثنائية، بينما أرسل كل من بيريز ونتانياهو برقيات تهنئة لمرسي بفوزه بالرئاسة.
رابط المقال الكامل منشور على موقع صحيفة النيويورك تايمز بتاريخ 31 يوليو 2012