كتبت لويزا لوفيلوك أن بدء مشروع قناة السويس بالغ التكلفة، في الوقت الذي ترتفع فيه معدلات الفقر ومشاكل الطاقة، ربما يبدو غريبا، "لكن الرئيس عبد الفتاح السيسي قائد القوات المسلحة السابق له أسبابه الخاصة".

على موقع مجلة كريستيان ساينس مونيتور، قالت الكاتبة إن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر دعم وضعه عام 1956 كبطل قومي بانتزاع القناة، التي افتتحت عام 1869، من أيدي البريطانيين وتأميمها، و"إن السيسي يبحث بعد انتخابه عن اللحظة الناصرية الخاصة به، بعد وعده بالقضاء على جماعة الإخوان المسلمين، وإعادة مصر إلى وضعها السابق كقوة إقليمية".

وأشارت الكاتبة إلى انتظار مصريين في طوابير البنوك المملوكة للدولة لشراء شهادات الاستثمار في المشروع، الذي سيجعل الملاحة في القناة أسرع بجعلها في اتجاهين بدلا من اتجاه واحد، وإلى جمع ما يساوي 8.4 مليار دولار أمريكي خلال ثمانية أيام فقط.

وترى الكاتبة أنه بعيدا عن النزعات الوطنية، "فإن الحلم له جوانب مظلمة"، مشيرة إلى "إخلاء أراض تتعلق بالمشروع من سكانها، وآراء محللين بشأن الجدول الزمني للمشروع والمكاسب المتوقعة منه، والشفافية بشأنه بشكل عام".

وقالت  إن نحو ألفي شخص تم إجلاؤهم من قرية في محيط المشروع، ونقلت عن شيرين الحداد محامية الفلاحين المضارين أن "الشركات العاملة بالمشروع لم يتم تحذيرها من أن منطقة المشروع تتضمن مناطق مأهولة بالسكان، وأن 10 قرى يسكنها 50 ألف نسمة هم أيضا مهددون".

وترى الكاتبة أن المشروع يؤكد الدور المتنامي للجيش، الذي ازدادت شعبيته بعد عزل الرئيس الأسبق الإسلامي محمد مرسي، في الاقتصاد، وأهمية الممر المائي للأمن القومي.

وتنقل عن مشترين لشهادات الاستثمار في المشروع أنهم يؤدون واجبا قوميا، إلى جانب جاذبية الاستثمار المعفى من الضرائب، الذي تضمنه الحكومة، والذي يمنح فائدة سنوية مقدارها 12%.

وتنقل الكاتبة عن خبراء ملاحيين واقتصاديين أنه من المنطقي أن توسع مصر المجرى الملاحي للتمكن من المنافسة مع ممرات تجارية أخرى، "لكن هناك محاذير من أن المكاسب المالية طويلة المدى لن تتحقق".

وتنقل عن عمر الشنيطي، من مجموعة الاستثمار المتعدد في دبي، قوله إن الطلب على القناة يعتمد على النمو في التجارة العالمية وليس على نوع القناة، وإن قرار بناء أنفاق جديدة تحتها قد يأخذ وقتا طويلا من شركات البناء المقرر انتهاؤها من أعمالها خلال عام، وقوله "مع مشروع عملاق كهذا يتوقع المرء مستوى تفصيلي من إعلان المعلومات، وهذا لم يحدث، ما يشير إلى الافتقار إلى دراسات محكمة وشاملة للمشروع".

رابط المقال الكامل على موقع مجلة كريستيان ساينس مونيتور بتاريخ 17 سبتمبر 2014