أحدث الأخبار
كتب دينيس روس، مبعوث الإدارة الأمريكية الأسبق للسلام في الشرق الأوسط ومساعد أوباما السابق، أن الولايات المتحدة يجب أن تتحالف في المنطقة العربية مع الأنظمة المناهضة للإسلام السياسي التي يصفها بأنها الشريك الطبيعي لها في المنطقة.
وقال روس في مقال على موقع صحيفة النيويورك تايمز، إن القوى غير الإسلامية (التي لا تتبنى أفكار الإسلام السياسي) تشمل "ملكيات محافظة وأنظمة سلطوية في مصر والجزائر، وإصلاحيين علمانيين ربما يكون عددهم قليلا لكنهم موجودين"، مشيرا إلى أنها لا تشمل نظام بشار الأسد المعتمد كليا على إيران وحزب الله.
وأضاف أن القوى الإسلامية، السنية منها مثل جماعة الإخوان وتنظيم الدولة الإسلامية، والشيعية مثل إيران وحزب اللـه تتصارع فيما بينها ويجمعها إعلاؤها الهوية الإسلامية على الهوية القومية.
وقال إن جماعة الإخوان المسلمين تتبنى مفهوم "الأمة" الجماعة الإسلامية الأكبر، وكان من أسباب الثورة ضد حكمها في مصر "انتهاكها المبادئ الأساسية للهوية القومية وجعلها إسلامية قبل أن تكون مصرية".
ويرى روس أن الربيع العربي عام 2011 لم يدشن عهدا جديدا من الديمقراطية ولم يكن يمكنه ذلك حيث كانت مؤسسات المجتمع المدني ضعيفة للغاية وسيادة ثقافة سياسية بأن الرابح يكسب كل شئ، وشيوع الخلافات الطائفية ومحدودية الإيمان بالتعددية، ماجعله ينتج فقط فراغات سياسية وصراع حول الهوية.
ويقول إن القوى غير الإسلامية تريد أن تتأكد من أن الولايات المتحدة تساندها، وهو الأمر الذي يشمل "الاعتراف بأن مصر هي طرف رئيسي في التحالف غير الإسلامي، وأن المعونات العسكرية لها يجب ألا تعلق بسبب خلافات بشأن سياسة مصر الداخلية".
ويقول إن أمريكا يجب أن تنسق مع مصر والإمارات "حال قصفهم أهداف للإسلاميين في ليبيا أو أي مكان، ما يجعل القصف أكثر فعالية ويمنح أمريكا قدرة على التأثير على عملياتهما".
ويقول إن لدى إدارة أوباما مخاوف من عواقب إقصاء الإسلاميين بأكملهم، وكذلك من منح صك أبيض مفتوح لأنظمة سلطوية ربما تصبح غير مستقرة مع مرور الوقت.
ويضيف "هذه الأنظمة غير الإسلامية هي شريكة أمريكا الطبيعية في المنطقة"، ويقول إنها تضمن الاستقرار وتدفق النفط وتناهض الإرهاب.
ويحدد روس لإدارة أوباما ثلاث مبادئ يجب أن تحكم هذه الشراكة، أولها التركيز على الأمن والاستقرار، قائلا "لا شئ بما في ذلك مجتمع التعددية والتسامح يمكن تحقيقه بدونهما".
ويرى أن ثاني المبادئ هو عدم التقارب مع الإسلاميين، قائلا إن معتقداتهم لا تتوافق مع الديمقراطية ولا التعددية، ويرى أن حزب النهضة في تونس على سبيل المثال لم يترك السلطة إلا بعد أن أدرك أن سياساته أنتجت رفضا يهدد وجود الحزب نفسه.
ويقول روس "حتى من يبدون معتدلين مثل النهضة يجب أن لا يترك لهم خيار غير التعايش".
ويضيف أن الرئيس التركي "يجب أن يعي أن مساندته للإخوان المسلمين تحد من ما يمكن أن نقوم به سويا، وتعزل بالضرورة تركيا عن جيرانها".
ويقول روس إن ثالث المبادئ هو ألا يحتاج دعم أمريكا للقوى غير الإسلامية مساندة سياساتها الداخلية، ويقول "يجب أن نضغط عليهم من أجل التعددية وحقوق الأقليات وحكم القانون".
ويؤكد روس رؤيته بأن الالتحاق بما يسميه الشركاء الطبيعيين في المنطقة هو أفضل خطوة للأمام، على الرغم من أن "الولايات المتحدة ستواجه تحديات وتضطر إلى التعامل مع تناقضات بين قيمها ومصالحها".
رابط المقال الكامل على موقع صحيفة النيويورك تايمز بتاريخ اليوم 11 سبتمبر 2014