أحدث الأخبار
كتبت "رولا خلف"، محررة الشرق الأوسط في صحيفة "الفاينانشيال تايمز"، مقالة تستعرض فيها دور التنظيم النسائي لجماعة الإخوان المسلمين الذي قابلت بعض عضواته وتابعت أنشطتهن، وقالت إن المرأة وراء الكواليس وفي الشارع تتقدم من الظل وتبرز كقوة سياسية حية في مصر.
ويشير المقال لسندس عاصم – ابنة قيادي بالجماعة عانت منذ طفولتها من القمع الذي تعرض له والدها – كإحدى العضوات الشابات الناشطات في الجناح النسائي للجماعة الذي ظل نشاطه –وقت حظر الجماعة- يحجبه الأعضاء من الرجال.
وتقول الصحيفة إن سندس – 25 عاما - درست الإنجليزية والإعلام، وهي محررة موقع الجماعة باللغة الإنجليزية، وتسافر كثيرا للخارج مع وفود حزب الحرية والعدالة الذي أسسته الجماعة، التي تحاول إزالة مخاوف الغرب القديمة عن نوايا الإسلاميين وموقفهم من الديمقراطية.
وتقول الصحيفة إن الإسلام السياسي وتمكين المرأة لا يتفقان عادة ولأسباب وجيهة، حيث يمزج التيار الإسلامي بين الدين والسياسة مستلهمين دولة مثالية وجدت أيام الرسول محمد، تدعو لأن مكان المرأة هو البيت كزوجة وأم، وليس لها "حق الولاية" أو الرئاسة.
وتضيف الصحيفة أن هذه الرؤية لا تفضلها الأخوات إلا أنهن يصرحن بأنهن يقبلنها، وعلى الرغم من نشاطهن الواضح وكفاءتهن في العمل السياسي، فإنهن لسن "ناشطات نسويات" يبحثن عن الحرية التي تسعى لها النساء الليبراليات، وربما يرين "النسوية" طريقا لتدمير الأسرة.
وتقول الصحيفة إن الإخوات لم يكن لهن من قبل صوت مسموع داخل الجماعة – رغم أنهن يشكلن نحو نصف أعضائها – ولم يكن لهن حق انتخاب القيادات ودفع اشتراكات شهرية، وأن الأمر تغير مع ظهور حزب الحرية والعدالة، ومنحن فرصة لممارسة نفوذ أكبر، إلى جانب الدعوة والعمل الاجتماعي.
وتشير الصحيفة لناشطة أخرى من الأخوات المسلمات؛ فاطمة الزمر المنتخبة مؤخرا بقيادة نقابة المعلمين التي لم تشهد انتخابات في عهد مبارك، العهد الذي جعلت فيه الجماعة اعتقال الأخوات كخط أحمر للنظام.
وتنقل الصحيفة عن أميمة كامل – إحدي مستشاري الرئيس التي تصفها بالقيادية الأولى البارزة في الجماعة – قولها "هدف كل أخت تعلم الإسلام الذي يمكنه تغيير حياتها، ثم مشاركة الآخرين علمها وتوصيله للناس".
وتشير الصحيفة إلى انتظام العضوات داخل التنظيم في "أسر" متقاربة السن ومحل السكن، تنسق العمل الخيري والدروس الدينية، وتساعد البالغات منهن بعضهن البعض في إيجاد فرص عمل وتقديم دعم مادي، وحل المشاكل الأسرية.
وتبين الصحيفة كيف أن الانتخابات البرلمانية الأخيرة شهدت فوز أربع من الأخوات بمقاعد في البرلمان للمرة الأولى، بينما أبدت أخريات مهارات كبيرة في حشد الأصوات للمرشحين من الجماعة.
وتقول الصحيفة إنه ببروز قضية المرأة كساحة المعركة الأساسية بين الليبراليين والإسلاميين في ديمقراطيات الشرق الاوسط، بدت بعض الأخوات وكأنهن جزء أساسي من "مخطط سري للإخوان" لأسلمة الدولة والانتقاص من حقوق المرأة، في ظل صراع الليبراليين من أجل تقييد سيطرة الشريعة على الدستور.
وتوضح الصحيفة أن موجة من الاتهامات وجهت للأخوات تصورهن كداعمات لرفع الحظر عن ختان البنات، ولتخفيض سن الزواج للفتيات عن عمر 18 عاما، بينما تصر الأخوات على أن ذلك ليس من أهدافهن ولا أهداف الحزب.
وتشير الصحيفة إلى إقرار البعض بأن تصريحات ملتبسة صدرت عن أعضاء وعضوات بالحزب عرضته لاتهامات من قبل الليبراليين.
وتنقل الصحيفة عن ناشطات ليبراليات قولهن إن الأخوات "يتعرضن لعملية غسيل مخ"، وأنهن ملتزمات بمبدأ "الولاء والطاعة".
وترى الصحيفة أنه من المؤكد أن الأخوات يعشن بعالم متناقض، يلتزمن فيه بتعاليم متشددة في الوقت الذي يسود فيه عالم حديث يتغيير بسرعة، وتشير إلى التزامهن دون مناقشة بتراجع الجماعة عن وعدها بعدم تقديم مرشح للرئاسة، والمشاركة في حملة المرشح الرئاسي "محمد مرسي".
إلا أنها تنقل عن سندس عاصم نفيها لمبدأ الولاء والطاعة وقولها إن قوة الإخوان في الالتزام بالقرار الديمقراطي داخل الجماعة حتى رغم عدم الاتفاق معه، "هكذا نكسب الانتخابات".
وتقول الكاتبة في "الفاينانشيال تايمز" إن هناك تنوعا في الرؤى داخل تنظيم الأخوات، حيث تميل الشابات منهن إلى رؤية أكثر تقدما لحقوق المرأة، وإن أصواتهن ربما تصبح مسموعة أكثر مع المزيد من المشاركة في العمل السياسي.
رابط المقال الكامل على موقع "الفاينانشيال تايمز" بتاريخ 26 أكتوبر 2012