أحدث الأخبار
كتب "بورزو داراجاهي" أن النزاع الحاد في مصر بين جماعة الإخوان المسلمين وأنصارها من ناحية والحكومة الانتقالية من ناحية أخرى ربما يفسد تماما خطط الحكومة لإنعاش الاقتصاد، ويجهض أي محاولة لإعادة البلاد لمسار ديمقراطي.
ويضيف الكاتب، في مقاله على موقع "صحيفة الفاينانشيال تايمز"، أن رد فعل الجماعة على مقتل العشرات يوم 6 أكتوبر الماضي، خلال محاولتها للوصول إلى ميدان التحرير (أيقونة الثورة المصرية)، كان الدعوة لمزيد من الاحتجاجات، في الوقت الذي "تتعامل فيه قوات الأمن بالطريقة التي اعتادتها لعقود –رغم إعلانها الالتزام بالسماح بالتظاهر السلمي- وأنه من المرجح أن يتكرر هذا المشهد مرة بعد أخرى خلال الشهور المقبلة".
ويقول إن "مؤيدي الحكومة التي تم عزلها، وكذلك الإدارة الانتقالية الحالية تحكمهم استراتيجيات ذات دلائل محدودة على إمكانية نجاحها".
وتنقل الصحيفة عن عماد شاهين –أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة- قوله "كل من الطرفين غير قادر على تحقيق انتصار حاسم على الطرف الآخر..وهذا يبين أنه يجب التوصل لحل سياسي وتبنيه..فكرة أن يحاول كل جانب فرض حل لن تشهد توفيقا".
ويقول الكاتب إن "الحكومة الانتقالية فشلت في إدماج الإخوان في العملية السياسية، وكذلك في تحييد احتجاجاتها العنيفة ...وهي تخاطر –بسعيها لقمع وتهميش الإخوان- خلق التهديد الذي تحذر هي بنفسها منه؛ موجة إرهاب شديدة عبر البلاد".
ويرى الكاتب أن احتمال سقوط مصر في حرب أهلية يتزايد "في الوقت الذي يقوي الجيش فيه قبضته، وتتزايد الخسائر في الأرواح جراء قمعه للمعارضة".
ويضيف أن جماعة الإخوان أيضا تبدو مأخوذة باستراتيجية تصعيد الاحتجاجات دون أن تأخذ في الاعتبار نقطة النهاية.
ويتساءل "ربما يأتي المزيد والمزيد من "الشهداء" بالمزيد من المحتجين إلى الشوارع، مؤديا لاستخدام القوات المسلحة لمستويات أعلى من العنف....لكن إلى أي نهاية؟.
ويقول إن مزيدا من الاضطرابات ستأخذ المصريين لمستويات أدنى من الفقر والبؤس "الذي تعهدت الجماعة بتخفيفه لمدة تسعة عقود".
وتنقل "الفاينانشيال تايمز" عن دبلوماسي غربي قوله: نرى بوضوح أن استراتيجية المواجهة هي السائدة ...على الأخص من جانب الحكومة، لكن مظاهرات الجمعة والأحد استهدفت الوصول للتحرير وهو ما يعد خطا أحمر. الناس عازمون على المواجهة إلى النهاية".
ويقول الكاتب إن دبلوماسيين ومحللين وسياسيين معنيين يتحدثون عن تجمع لأشخاص ليبراليي التوجه داخل الحكومة الانتقالية يأملون بشكل حقيقي في التوصل لاتفاق مع الإخوان، وكذلك عن كوادر أكثر شبابا من الموالين للجماعة يأملون في الانتقال بالجماعة بعيدا عن رئاسة مرسي و"الانقلاب".
ويضيف أنه حتى الآن لا توجد أي دلائل على التوصل لأي نوع من الاتفاق، أو حتى حوار حقيقي يتجاوز التصريحات الصحفية، وأن الزيارة الأخيرة لمسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاترين آشتون لم تسفر عن أي فكرة لحل الأزمة.
ويختم الكاتب مقاله قائلا "في ظل وجود الاقتصاد في غرفة الإنعاش، وتدهور الأمن في أجزاء من البلاد، لا يوجد لدى مصر الكثير من الوقت ... وتبدأ الأزمة في مصر لأن تكون مشابهة لحالة قطارين يسيران بأقصى سرعة وعلى وشك الاصطدام".
المقال الكامل منشور على موقع صحيفة "الفاينانشيال تايمز" بتاريخ 7 أكتوبر 2013