نيويورك تايمز: "هذه الثورة ليست مصورة تليفزيونيا"

الإثنين 02-01-2012 PM 12:22
نيويورك تايمز:

مصريون يحتفلون ببداية العام الجديد في وسط القاهرة. صورة محمد عبد الغني- رويترز.

كتب

لم تقع أحداث الثورة المصرية في الشتاء الماضي، إنها تحدث الآن، ولا تجري أحداثها في ميدان التحرير؛ لكن في كل المدن والقري بامتداد البلاد.

رغم استيلاء الاحتجاجات والعنف المقابل من الجيش على اهتمام العالم، إلا أن ذلك يشمل جزءا صغيرا من المصريين، فالجزء الأكثر أهمية هم الملايين التي صوتت في عملية الانتخابات الممتدة حتى يناير، معدة المسرح لمفاوضات بين المسؤولين المنتخبين والحكام العسكريين حول المستقبل السياسي للبلاد.

يجب أن نركز اهتمامنا على النتائج، وربما على عكس حدسنا، قد نحاول ضمان الحصول على نتيجة غير حاسمة لا يخرج منها أي طرف خالي الوفاض.

كانت الصورة في فبراير شديدة الاختلاف، وكانت الطاقة الشابة للثوريين تأسر لب المشاهدين، وتصدرت المشهد رؤية تفيد أن الشعب المتعلم المتسامح كان متأهبا لاستعادة السلطة من الطغاة البرابرة.

نواة من النشطاء لا تزال تلجأ إلى التحرير محتجة على الحكم العسكري، وعلى بطء الإصلاحات؛ لكن المعركة الحقيقية تجري فى موقع بعيد تماما حيث تحرك الأحزاب الدينية عشرات الآلاف للخروج للتصويت ومراقبة الإقتراع.

من الصعب علي الأمريكين تخيل فوز الأحزاب الدينية بـ 70 % من أصوات الناخبين، ولكنني وقد شاركت كمراقب معتمد للانتخابات يصعب علي تخيل أن لا يفوزوا.

الأحزاب العلمانية غائبة عن الريف، ومن السهل الحكم بأن الحزبين الإسلاميين قد انفردا بالساحة عند رؤية الملصقات واللافتات واللوحات الدعائية.

تتناقص شرعية الجيش – مع مواجهاته الوحشية للمحتجين ومنظمات المجتمع المدني، وترجح نتائج الانتخابات كفة الشرعية للإسلاميين، وهذا مجرد مشهد افتتاحي للمعركة الحقيقية التي ستأتي فى الربيع بانعقاد البرلمان والمراجعات الدستورية وانتخابات الرئاسة.

سيعمل الجيش والسياسيون المنتخبون على وضع القواعد التي ستحكم مصر بها، وسيحاول كل طرف أن يوصل الأمور للحافة، مذكرا الآخرين بقوته ومحاولا الحصول على أفضل صفقة.

تقودنا غريزتنا إلي البحث عن الاحتفالات النقية الواضحة التي شاهدناها على التليفزيون في الشتاء الماضي، ولكن ما يحتاجه الأمريكيون والمصريون هو شئ أقل وضوحا، ليس النصر ولكن المواءمة.

المقال الأصلي على نيويورك تايمز

تعليقات الفيسبوك