أحدث الأخبار
كتب "باتريك كينجسلي" أن حكما قضائيا بحبس ثلاثة من رموز انتفاضة 2011 في مصر لثلاثة أعوام هو الأول من نوعه بالنسبة لنشطاء علمانيين وسط حملة قمعية استهدفت فيما سبق الإسلاميين المناصرين للرئيس السابق محمد مرسي.
وقال الكاتب في تقريره على موقع صحيفة "الجارديان" إن الحكم القضائي شمل أحمد ماهر، وأحمد دومة ومحمد عادل واصفا إياهم بأنهم أعضاء بارزون في حركة 6 أبريل التي حفزت المعارضة خلال السنوات الأخيرة من عهد مبارك، وإنه تم تغريمهم لانتهاكهم قانون جديد للتظاهر تراه جماعات حقوقية مقيدا بشدة من حق الاحتجاج، بتنظيم احتجاج غير قانوني دون تصريح والاعتداء على ضابط شرطة.
ويقول الكاتب إن الشبان الثلاثة كانوا أيضا مستهدفين في عهد رئاسة مرسي، وشاركوا في حملة عزله في يوليو الماضي، وإن رفاقهم قالوا إن "عقوبة الحبس اليوم تثبت أن الإدارة الحالية تسعى للقضاء على المعارضة العلمانية والإسلامية على حد سواء".
وينقل عن عمرو على الذي خلف أحمد ماهر كقائد للحركة قوله "القمع الذي تتعرض له الحركة الآن ومنظمات مجتمع مدني أخرى يفوق ما تعرضت له في عهد مبارك...نظام مبارك يحاول استعادة السلطة من جديد، وهناك استهداف ممنهج للانتقام من جماعات وحركات وقفت في مواجهته".
ويقول الكاتب إن "عشرات من النشطاء العلمانيين ينتظرون عقوبات مماثلة من بينهم رمز أخر من رموز 2011 هو علاء عبد لفتاح"، مشيرا إلى أن "المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية" –مؤسسة بارزة يديرها مرشح رئاسي سابق- تعرضت لمداهمة عنيفة يوم الخميس الماضي، "بعد أن أثارت غضب المؤسسة الأمنية في الشهور الماضية بتقديمها الدعم القانوني لعمال مضربين ولاجئين سوريين".
ويضيف الكاتب أن "وحشية الشرطة كانت سببا رئيسيا لانتفاضة 2011، واستمرارها في عهد مرسي ساهمت في سقوطه وفي مزيد من الفقدان لسمعة المؤسسة"، وإن وزارة الداخلية استعادت شعبية بدعم عزل مرسي، "ويبدو أنها –حسبما يرى مراقبون- تعتقد أن لديها تفويضا بسحق أي شكل من المعارضة".
وينقل عن هبة موراييف مديرة منظمة "الهيومان رايتس ووتش" الحقوقية في القاهرة قولها "ليس هناك جديد في أن تتصرف الشرطة بهذا الشكل، ولا جديد في ملاحقتهم للنشطاء...لكن المهم بالنسبة لي والمنذر بالشؤم أيضا هو الشعور لدى الداخلية بأن لها صلاحيات بذلك... يلاحقون رموز ثورة 2011 ويحاولون محو المكاسب التي تحققت منذ يناير 2011".
ويقول الكاتب إنه بينما أثار الحكم على النشطاء الثلاثة غضب الثوار، إلا أنه ليس واضحا مدى تأثير هذه الخطوة على الشارع المصري.
وينقل عن أحمد ماهر في حوار سابق للجارديان في نوفمبر الماضي قوله إن الناس "بدأوا في إدراك الطبيعة القمعية لخلفاء مرسي"، ولكن ماهر أقر حينها بأن المصريين العاديين –منهكون بسبب الفوضى الاقتصادية والعنف الذي أعقب سقوط مبارك- "كانوا ضجرين من الثورة ويريدون الآن مقايضة الحرية بحكومة يمكن أن تجلب لهم الاستقرار السياسي والاقتصادي".
المقال كامل منشور على موقع صحيفة "الجارديان" بتاريخ اليوم 22 ديسمبر 2012.