قالت صوت أمريكا -وهي الإذاعة الرسمية للولايات المتحدة- إن تركيا ومصر تسعيان لاستعادة العلاقات بينهما، مشيرا إلى ترحيب أنقرة الأسبوع الجاري بمشاركة القاهرة في مجموعة عمل دولية معنية بتنسيق الجهود الدولية المبذولة في ليبيا.
وأضافت الإذاعة، في تقرير بموقعها على الإنترنت بعنوان "تركيا ومصر تتخذان خطوات للتقارب"، أن ترحيب أنقرة بمشاركة مصر جاء بعدما ذكرت تقارير إعلامية أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وافق على تجديد الاتصالات مع مصر على المستوى الوزاري.
وتشهد العلاقات المصرية التركية توترا منذ أكثر منن عامين ونصف، إثر عزل الجيش للرئيس الأسبق محمد مرسي- المنتمي لجماعة الإخوان- في يوليو 2013، الأمر الذي وصفته تركيا بـ"الانقلاب على الشرعية"، ما أدى إلى تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي بين البلدين.
ونقل التقرير عن سميح إيديز -الكاتب السياسي في صحيفة "جمهورييت" التركية- قوله إن اتجاه أنقرة لإصلاح العلاقات مع مصر ودول أخرى في الشرق الأوسط يأتي في أعقاب تدهور علاقات تركيا مع جميع جيرانها الجنوبيين وروسيا.
وقال إيديز "تركيا وجدت نفسها معزولة في الشرق الأوسط، ما اضطرها إلى محاولة إعادة تأسيس بعض الروابط التي كانت موجودة فيما مضى".
ونقل التقرير عن خبير العلاقات الدولية سولي أوزيل، قوله إن خطوات تركيا للتقارب مع مصر مرتبطة بتحسن العلاقات بين أنقرة والرياض. وأضاف أن تركيا لا يمكن أن تعزز صداقتها مع السعودية في الوقت الذي تحتفظ فيه بعلاقة عدائية جدا مع مصر التي تتلقى تمويلا من الرياض.
وأضاف "يجب أن تتذكر أن العدو المشترك لهذه الدول الثلاث هو إيران".
وتشعر السعودية وتركيا ومصر بالقلق من أن تزيد قوة إيران الشيعية في المنطقة الآن بعد رفع العقوبات الدولية عنها. وسيكون لدى زعماء الدول الثلاث فرصة للقاء وجها لوجه في القمة الإسلامية القادمة المقرر عقدها في إسطنبول في أبريل.
وقال إيديز إن الرئيس التركي يدرك أن فكرة التقارب مع مصر هي أمر حساس داخل حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، والذي ترجع جذوره إلى الإسلام السياسي، في ظل طريقة تعامل الحكومة المصرية مع أنصار جماعة الإخوان المسلمين، مضيفا أن "أعتقد أن التقارب الكامل في هذا الوقت (بين تركيا ومصر) لن يستقبل بشكل جيد من قبل القاعدة الشعبية لحزب العدالة والتنمية" الذي ينتمي له إردوغان.
ويرتبط الحزب بعلاقات جيدة مع جماعة الإخوان في مصر، التي أعلنتها الحكومة المصرية جماعة إرهابية وألقت القبض على كثير من قادتها وأنصارها.
وقال التقرير إن "موقف القاهرة المتشدد ضد غزة يُنظر له أيضا على أنه عقبة (في سبيل استعادة العلاقات المصرية التركية) نظرا إلى دعم أنقرة القوي لحكومة حماس في غزة".
واتهمت السلطات المصرية فيما مضى حركة حماس -التي تسيطر على قطاع غزة- بدعم مسلحين متشددين في شمال سيناء يستهدفون قوات الأمن منذ عزل مرسي.