أحدث الأخبار
(كان مايكل نبيل – الكاتب الملحد المتعاطف مع إسرائيل الذي أطلق سراحه اليوم - على حق طيلة الوقت)
في بلد شهد بروز الكثير من الشخصيات المستقطبة للجدل بعد الإطاحة بدكتاتورية مبارك، يُعد "مايكل نبيل سند" النموذج الأمثل لمحطمي الأيقونات؛ الطبيب البيطري القبطي العلماني الذي يعلن إلحاده ويدين نفاق البابا القبطي، ويعتبر نفسه من أنصار النسوية ومنفتح على حقوق المثليين ويعلن بفخر تعاطفه مع إسرائيل.
ولكن أحد مواقف نبيل تصبح باطراد أقل إثارة للجدل؛ إنتقاده لحكم الجيش في الوقت الذي كان فيه المصريون يهتفون "الجيش والشعب يد واحدة"، محذرا من أن الجيش ليس حليفا للمحتجين. وسجن نبيل بتهمة إهانة الجيش في حبس إنفرادى أضرب خلاله لفترة عن الطعام – سوى اللبن والعصائر وأشرف على الموت عدة مرات – إلى أن أفرج عنه بموجب عفو عام شمل كثيرين في الذكرى الأولى للثورة.
وبعد عام عُطل فيه التحول الديمقراطي، وقدم 12000 شخصا لمحاكم عسكرية، أثبت نبيل نفاذ بصيرته بعد أن كان ما يكتبه في الأيام الأولى للثورة - عن التفاف الجيش على الثورة وسقوط الديكتاتور واستمرار الديكتاتورية - بعيدا تماما عن الاتجاهات العامة للثورة.
جعلت أحداث العام المنصرم المصريين يقتربون من وجهة نظر نبيل، بعد الاستخدام المتكرر للعنف القاتل تجاه المحتجين، واختصار التحول الديمقراطي في صفقات الغرف الخلفية ليتمكن العسكر من حماية لسلطاتهم ومنع التدخل في أنشتطهم، إلي الدرجة التي دُفع فيها البرادعي - حامل جائزة نوبل والصوت القيادي في الثورة - إلى الانسحاب من انتخابات الرئاسة محتجا على سيطرة الجيش.
وفي ظل ترويج المجلس العسكري والإعلام الرسمي لقصة مغزاها أن المحتجين جزء من مؤامرة خارجية، وأنهم ليسوا الثوار الحقيقيين الذين أطلقوا الثورة، كان نبيل بأفكاره الصادمة هدفا مثاليا لأن يتحول لعبرة للمنتقدين، فهو ناشط ملحد متعاطف مع إسرائيل ولا حاجة لتعليق إضافي مع أفكاره، فحتى علاء عبد الفتاح - الناشط الذي تعرض أيضا للحبس - تضامن معه إلى حين إطلاق سراحه ثم كتب "إنه صهيوني، ودعمي له ينتهي بإطلاق سراحه".
وبين نشطاء تجمعوا لاستقبال نبيل على أبواب السجن حين أطلق سراحه، تقول "ماريان كامل" التي لم تره من قبل "عندما كنا نقول إن الجيش والشعب يد واحدة، كان مايكل يقول العكس، وجئت لأقول له شكرا لما نبهتنا إليه"
رابط المقال المنشور في الفورين بوليسي بتاريخ 24 يناير 2012