التيليجراف:"رئيس مصر محمد مرسي يتحدى نظرية امتلاك الجيش للسلطة"

الإثنين 13-08-2012 PM 01:27
التيليجراف:

مرسي يلتقي طنطاوي وعنان في اجتماع بتاريح 10 أغسطس 2012 - صورة من رويترز

كتب

في مقال بصحيفة التيليجراف، كتب ديفيد بلير - كبير مراسلي الشؤون الخارجية في الصحيفة - متناولا مقولة إنه بصرف النظر عمن يحكم بشكل رسمي في مصر، فإن الجنرالات في قيادة الجيش سيظلون هم السلطة الفعلية على الأرض، ويقول إن الرئيس مرسي تحدى هذه المقولة كما لم يحدث من قبل.

ويشير إلى قيام مرسي أمس الأحد وفي الأسابيع الأولى لفترة رئاسته بإقالة مفاجئة للمشير طنطاوي، ويصفها بالضربة الأكثر أهمية لسلطة الجيش السياسية منذ أن أسس الضباط الأحرار لهيمنة الجيش بعد ثورة 1952.

ويرى الكاتب أن مرسي انتهز بمهارة الفرصة التي خلقها الهجوم على نقطة للجيش بسيناء قبل أسبوع، التي أدت لمقتل 16 جنديا مصريا، فقد وضع الهجوم الجيش وجهاز المخابرات في وضع حرج لمسؤليتهما عن الفشل في صد الهجوم.

ويشير إلى أن مرسي انتهز الفرصة ليطيح أولا برئيس المخابرات الذي عين في هذا المنصب الهام في الأيام الأخيرة لحكم مبارك، وأن مرسي – بعد الإطاحة بأحد أعمدة النظام القديم، شعر بالثقة الكافية للتحرك في مواجهة الهدف الأكبر.

ويقول إن طنطاوي – 76 عاما – أصبح وزيرا للدفاع عام 1991، وبعد الإطاحة برئيسه مبارك تولى السلطة، وتوقع الكثيرون أنه سيبقى الرجل الأقوى في البلاد بغض النظر عن انتخاب رئيس جديد وعن انتخاب البرلمان، إلا أن هذه النظرية أثبتت الآن عدم صحتها.

وينوه الكاتب إلى أن أكثر الأمور إثارة للدهشة هو إلغاء مرسي للإعلان الدستوري المكمل الذي تمت صياغته لتقليص سلطات الرئيس المدني، وضمان دور للجيش في المستقبل، ويقول إنه في مسار الصراع بين الجيش وجماعة الإخوان المسلمين – الذي يحدد الآن السياسة المصرية – قام الرجل الآتي من الحركة الأصولية بتوجيه ضربة حاسمة.

ويتساءل الكاتب عما إذا كان الجيش سيتقبل قرارات الرئيس مرسي، ويقول إن مرسي يعتقد أن الكتلة الأكبر من المصريين في صفه، وإنه أسس فعليا تحالفا مع الشعب في مواجهة الجيش، وإن الجنرالات يدركون أن الحشود ستعود لميدان التحرير لو قاموا بالرد وبتحدي سلطة مرسي الجديدة، أو لو قاموا – على أقصى تقدير – بانقلاب عسكري.

راهن الرئيس على أنه في مصر الجديدة يمكن لمسؤول منتخب رسميا أن يحكم البلاد، وأن يعود الجيش لثكناته، ويبدو أن مرسي – حتى الآن – فاز بالرهان.

المقال الكامل منشور على موقع صحيفة "التيليجراف" اليوم 13 أغسطس 2012 

تعليقات الفيسبوك