أحدث الأخبار
كتب ميشيل وحيد حنا أن عبد الفتاح السيسي، الذي يصفه برجل مصر القوي الجديد، يصوغ سياسة خارجية إقليمية من غزة وليبيا إلى سوريا والعراق، تعد امتدادا لوضعها الداخلي، ومؤسسة على الاستقرار ورفض تغيير الحدود والأنظمة، حتى بتلك التي لا تعد حليفة لمصر.
وفي مقال على موقع مجلة الفورين بوليسي، يبدأ وحيد حنا –الباحث المتخصص في شؤون الشرق الأوسط من مركز "مؤسسة القرن" البحثية في نيويورك- حديثه بالموقف من غزة، قائلا "إن مصر رغم ما أبدته الحكومة الحالية تجاه حركة حماس من عداء تظل الخيار الواقعي الوحيد للوساطة بينها وبين إسرائيل، والسؤال هو ما إذا كانت الدولة العربية الأكثر سكانا يمكنها تحويل الحقائق الجغرافية، وامتلاكها حدودا مع غزة وإسرائيل إلى نجاح دبلوماسي قابل للبقاء، لن يكون الأمر سهلا".
ويضيف "لو نجح المصريون في إنجاز هذا الأمر، فسيكون ذلك مكسبا قويا لمصداقية الرئيس عبد الفتاح السيسي الدولية ومستقبل الاستقرار الداخلي في مصر".
ويرى الكاتب أن غزة حتى الآن هي أبرز مبادرة لمصر في السياسة الخارجية، ويقول "المنطقة تشهد اضطرابات من ليبيا إلى سوريا والعراق، وعلى الرغم من تراجع دور مصر الإقليمي في السنين الأخيرة، فإن السيسي مجبر على اتخاذ رد فعل، وبعد شهرين على توليه الرئاسة، فإن الأطر العامة لسياسة مصرية خارجية آخذة في التشكل تأتي لبؤرة الاهتمام".
ويقول إن سياسة مصر الإقليمية هي بشكل كبير امتداد لمخاوفها المحلية بشأن الإسلام السياسي والتشدد (الديني) وعدم الاستقرار، وهو ما يفسر موقفها من حماس وحديثها المتزايد عن تهديدات تفرضها الفوضى في ليبيا.
ويرى الكاتب أن سياسة السيسي تجاه سوريا والعراق متباينة وتمتلئ بالفروق الدقيقة، وأن مصر قادرة على تقدير أكثر دقة للتهديدات والحلول، وأنها "تبدو وقد نأت بنفسها عن أجندة الصراع السني الشيعي الذي يتحكم بشكل متزايد في نزاعات الشرق الأوسط"، مضيفا أن السيسي يبدو وكأنه يهتم أكثر باستقرار المنطقة أكثر من الانحيازات الطائفية.
ويقول إن تعامل مصر الصارم مع أمن الحدود والتهريب والتشدد في غزة، ربما يمتد إلى ليبيا، مشيرا إلى تصريح أدلى به مؤخرا عمرو موسى وزير الخارجية الأسبق و"المستشار غير الرسمي للسيسي"، قال فيه بشأن عدم الاستقرار في ليبيا بضرورة مناقشة واسعة لتعريف الرأي العام بالمخاطر "وبناء الدعم الضروري في حال ممارستنا لحقنا في الدفاع عن النفس".
ويقول الكاتب إن الحدود التي تمتد 745 ميلا بين مصر وليبيا "مليئة بالثغرات..وتسمح بتدفق أسلحة، بعضها متقدم، من ليبيا إلى مصر، وهو ما يقلق المسؤولين الأمنيين المصريين إلى جانب قلقهم من تحلل الدولة الليبية وانهيار القانون والنظام".
ويشير إلى أن جماعات إسلامية متشددة وجدت تربة خصبة في ليبيا للنمو، وإلى قول مسؤول أمني على الحدود مع ليبيا لرويترز الشهر الماضي برصد ثلاثة معسكرات في منطقة درنة الليبية الصحراوية قرب الحدود مع مصر يتدرب فيهما مئات المتشددين، وإلى احتمال هروب أعضاء من جماعة الإخوان إلى ليبيا.
ويرى الكاتب أن تدخلا عسكريا مصريا في ليبيا لا يزال أمرا غير مرجح، حيث إن "الجيش المصري يواجه تهديدات داخلية من قبل تمرد مسلح محدود في سيناء، والإرهاب في أنحاء البلاد الأخرى، وهو وضع لا يسمح بمغامرة محفوفة بالمخاطر بالتورط في الحرب الأهلية متعددة الأطراف الدائرة في ليبيا".
ويرى الكاتب أن سياسة مصر الخارجية في عهد السيسي تبدو كأنها تعارض أي تغيير في الأنظمة أو الحدود بما في ذلك دول لا تعتبر حليفة بالضرورة، وتركز على الاستقرار.
ويشير إلى تأكيد مصر على ضرورة التوصل إلى حل سياسي في سوريا، ويرى أن مصر ونظام بشار الأسد الذي لا تطالب بتغييره يشتركان في معارضة الدولة الإسلامية "داعش" التي قامت على أجزاء من سوريا والعراق.
وبشأن العراق، يرى الكاتب أن سياسة مصر نحوها تناقض سياسة السعودية والإمارات اللتين تدعمان السيسي بقوة، مشيرا إلى حديث مباشر للسيسي مع رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، بعد سقوط الموصل في يد داعش، يقدم فيه دعم مصر الكامل، وإلى رفض السيسي في خطاب علني الاستفتاء على استقلال كردستان العراق المحتمل.
ويشير الكاتب إن سياسة مصر الخارجية الإقليمية الجديدة تأتي في ظل توتر غير مسبوق في العلاقات مع واشنطن يشهد محاولات لإصلاحها، وسعي السيسي إلى علاقات أكبر مع روسيا فيما يبدو رغبة في استقلال أكبر عن الولايات المتحدة.
رابط المقال الكامل على موقع مجلة الفورين بوليسي بتاريخ 13 أغسطس 2014