أحدث الأخبار
وافق البريطانيون الخميس على خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي في قرار تاريخي من المؤكد أن يعيد تشكيل مكان بريطانيا في العالم وأن يهز أوروبا والمؤسسات السياسية في الغرب.
وقبل مضي وقت طويل على فرز الأصوات الليلة الماضية، ظهر رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، الذي قاد الحملة للبقاء ضمن الإتحاد، أمام مقر الحكومة في 10 داوننج ستريت ليعلن أنه يعتزم الاستقالة بحلول أكتوبر قائلا إن البلاد تستحق قائدا ملتزما بتنفيذ إرادة الشعب.
ورافق هذا التحول المذهل في الأحداث هبوط في أسواق المال، وهوت قيمة الجنيه الإسترليني وأسعار الأسهم في آسيا.
وتراجعت قيمة الجنيه الاسترليني أكثر من عشرة في المئة أمام الدولار ليصل إلى مستويات لم يشهدها منذ 1985 وهو أكبر تراجع للعملة البريطانية خلال يوم واحد في التاريخ وذلك وسط مخاوف من أن يضر القرار بالاستثمار في خامس أكبر اقتصاد في العالم وأن يهدد دور لندن كعاصمة مالية عالمية ويغلف المشهد السياسي بالضباب لشهور.
وكانت اسواق المال تتوقع أن توافق بريطانيا على البقاء ضمن الاتحاد الأوروبي.
وكان محمد النجار، رئيس قسم التحليل الفني في شركة المروة للسمسرة، قال "لأصوات مصرية" إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيكون له انعكاسات على الأسواق العالمية وأيضا السوق المصرية التي يستثمر فيها الأجانب. وأشار إلى أن تراجع البورصة المصرية في الأسبوع المنصرم كان متأثرا بقرار المركزي المصري رفع أسعار الفائدة إلى جانب التخوفات في الاقتصاد العالمي من إمكانية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وفاجأ هامش الفوز مؤيدي خروج بريطانيا أنفسهم. وفازت حملة الخروج بنسبة 52 في المئة مقابل 48 في المئة. ووافق أكثر من 17.4 مليون ناخب في الاستفتاء أمس الخميس على قطع العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، في حين أيد 16.1 مليون ناخب البقاء ضمن الإتحاد.
وقال كاميرون "سأفعل كل ما بوسعي كرئيس للوزراء للحفاظ على استقرار السفينة على مدى الأسابيع والشهور القادمة." وأضاف "لكن لا اعتقد أنه سيكون من المناسب بالنسبة لي أن أكون القبطان الذي يقود بلادنا إلى وجهتها المقبلة."
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن استطلاعات الرأي قبيل التصويت أظهرت أن كلا الجانبين في موقف يتيح له الفوز، لكن النتيجة أذهلت كثيرا من البريطانيين وأوروبا والتحالف عبر الأطلسي. وسلطت الضوء على قوة المشاعر الوطنية والشعبوية المناهضة للنخبة في وقت تفكك اقتصادي وثقافي.
وستكون بريطانيا أول دولة تترك الاتحاد الأوروبي المؤلف من 28 دولة والذي تأثر بصورة متزايدة بالفشل في التعامل بصورة شاملة مع سلسلة من الأزمات بداية من الانهيار المالي عام 2008 حتى المواقف المتمردة من روسيا والفيض الهائل من المهاجرين العام الماضي.
وتمثل النتيجة كارثة بالنسبة للاتحاد الأوروبي إذ تثير تساؤلات عن الاتجاه والتماسك والمستقبلة لكتلة بنيت على قيم ليبرالية وتقاسمت سيادة تمثل إلى جانب حلف الأطلسي عنصرا حيويا في بنيان أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.
وتمثل بريطانيا ثاني أكبر اقتصاد في الاتحاد الاوروبي بعد المانيا وهي قوة نووية ولها مقعد دائم في مجلس الأمن ومدافعة عن اقتصاد السوق الحر وحليف وثيق للولايات المتحدة.
وقد يحرم الخروج بريطاينا من تجارة السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي وسيتطلب منها أن تبرم اتفاقات تجارية جديدة مع بلدان العالم. وقد تتفكك المملكة المتحدة نفسها في ظل دعوات من زعماء اسكتلندا -التي أيد نحو ثلثي ناخبيها البقاء في الاتحاد الأوروبي- لإجراء استفتاء جديد على الاستقلال.
وقال نور الدين جانيكلي نائب رئيس وزراء تركيا يوم الجمعة إن تصويت بريطانيا لصالح الانسحاب من الاتحاد الأوروبي يمثل بداية تفكك التكتل.
وكتب جانيكلي على تويتر "عملية تفكك الاتحاد الأوروبي بدأت. بريطانيا كانت أول من قفز من السفينة."
لكن كريستيان كيرن المستشار النمساوي استبعد أن يكون لتصويت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي "أثر الدومينو" على باقي الدول الأعضاء وأكد أن بلاده لن تقدم على مثل هذه الخطوة.