قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، اليوم الأحد، إن رؤية حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية ليست بعيدة المنال، وهناك الكثير من الأفكار والمبادرات المطروحة التي يمكن أن تسهم في ترجمتها إلى واقع عملي.

وأضاف -خلال كلمته عقب لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم- أن "تنفيذ تلك الرؤية يقتضى اتخاذ خطوات جادة على مسار بناء الثقة، وتوفر إرادة حقيقية غير قابلة للتشتت أو فقدان البوصلة تحت أي ظرف من الظروف".

ووصل شكري اليوم إلى إسرائيل في زيارة تستهدف "توجيه دفعة" لعملية السلام الفلسطينية-الإسرائيلية.

وقال شكري في كلمته إن "الزيارة التي يقوم بها إلى إسرائيل اليوم، تأتي في توقيت هام وحرج تمر به منطقة الشرق الأوسط، فيما بين صراع فلسطيني إسرائيلي امتد لما يزيد عن نصف قرن راح ضحيته الآلاف، وتحطمت على جداره طموحات وآمال الملايين من أبناء الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، وطموحات الملايين من أبناء الشعب الإسرائيلي في العيش في أمان واستقرار وسلام."

وأوضح شكري أن "الأوضاع في الشرق الأوسط وخطورتها يزيد من هشاشة الوضع الحالي، في ظل تنامي وانتشار ظاهرة الإرهاب، وما باتت تمثله من خطر وجودي على شعوب المنطقة، بل والعالم أجمع، دون استثناء أو حصانة لأي شخص أو جماعة أو شعب، ويضاف إلى ذلك امتداد الصراعات والنزاعات المسلحة في منطقتنا، وما يصاحبها من معاناة إنسانية خطيرة تهدد استقرار منطقة الشرق الأوسط لعهود طويلة قادمة".

وأشار وزير الخارجية المصري إلى أن الزيارة التي قام بها إلى إسرائيل اليوم، تأتي في إطار جهد مصري نابع من شعور بالمسؤولية تجاه تحقيق السلام لنفسها وجميع شعوب المنطقة، ولاسيما الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي اللذين عانا لسنوات طويلة من جراء امتداد هذا الصراع الدموي البغيض.

وأضاف "تأتى الزيارة في إطار الرؤية التي عبر عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي في السابع عشر من مايو الماضي لتحقيق سلام شامل وعادل بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ووضع حد نهائي لهذا الصراع الطويل".

مؤكدا "استعداد مصر للإسهام بفاعلية في تحقيق هذا الهدف استناداً إلى تجربتها التاريخية في تحقيق السلام والثقة التي تحظى بها كداعمة للاستقرار ونصير لمبادئ العدالة".

وكان السيسي قال، في خطاب سابق، إن اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل سيكون "أكثر دفئا" من الوضع الحالي لو تحققت مطالب الفلسطينيين بإقامة وطن لهم، مشيرا إلى أن هذا سيؤدي إلى "عبور مرحلة صعبة في التاريخ لأنه سيقضي على الإحباط واليأس عند الفلسطينيين". وقال إن مصر مستعدة للمساهمة في الجهود الرامية لإيجاد حل للصراع.

وأكد شكري أن مصر تقدر الثقة التي يوليها الطرفان والمجتمع الدولي فيها نتيجة التزامها بالسلام والاستقرار والعدالة، انطلاقاً مما تقدم، مشيرا إلى أنه يزور إسرائيل لاستكمال نفس الحوار الذي قام به في رام الله نهاية الشهر الماضي، للوصول إلى خطوات جادة على الطريق السليم لتفعيل مقررات الشرعية الدولية واحترام الاتفاقيات والتفاهمات التي سبق أن توصل إليها طرفي النزاع من أجل تحقيق حل الدولتين.

وزار شكري رام الله أواخر شهر يونيو الماضي التقى فيها بالرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وأوضح شكري أنه "منذ توقف محادثات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في أبريل 2014، والأوضاع على الأرض تمر بتدهور مستمر، سواء الأوضاع الإنسانية أو الأمنية أو الاقتصادية، ومعاناة الشعب الفلسطيني تزداد صعوبة يوماً بعد يوم، وحلم السلام والأمن يصبح بعيد المنال عن الشعب الإسرائيلي طالما بقى الصراع، ولم يعد من الممكن القبول بمنطقية مقولة "الحفاظ على الوضع الراهن" باعتبارها أفضل ما يمكن تحقيقه من آمال وطموحات الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي. فالوضع الراهن، وللأسف، ليس مستقراً أو ثابتاً، ولا يتناسب مع تطلعات وطموحات الشعبين، أو شعوب المنطقة والعالم، المتطلعة إلى السلام والأمن والاستقرار".

وتوقفت محادثات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل في أبريل 2014 بسبب توسع إسرائيل في إقامة مستوطنات على الأراضي التي احتلتها في حرب عام 1967.